اروع الناس <<<< قصة قصيرة خطها قلمي في الامتحان

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 12 من 12

مشاهدة المواضيع

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    996
    الــــدولــــــــة
    البحرين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي اروع الناس <<<< قصة قصيرة خطها قلمي في الامتحان

    أروع الناس



    اليوم, سأروي قصة, قصة لا أعتبرها عادية, فبطلها من أروع الناس, لا أقول هذا لأن هذا الشخص عزيز علي, بل لأنه بالفعل كذلك, شخص تنازل عن حقه من أجلنا, عانى الكثير من أجلنا, وتحمل المر من أجلنا, حدثت القصة منذ اثنتى عشر سنة, حيث كنا نعيش حياة عادية, حياة هانئة, باختصار, حياة أسرية سعيدة, كنا سعداء ومترابطين, حيث كان الكبير منا يعطف على الصغير, والصغير يحترم الكبير, وكان أقرب أفراد أسرتي إلي هو أخي الأكبر, لقد كان يكبرني بثلاث سنين, كنت أحبه كثيراً, وكان يبادلني الشعور ذاته, وكان الأقرب من قلب والداي, بالطبع لم نكن نشعر بالغيرة منه, حتى ذلك الوقت, كنا سعداء, إلى أن جاء ذلك اليوم, وياله من يوم, ياليتني لم أمر بذلك اليوم, كان من أسوأ أيام حياتي, لم أذق بعده طعماً للسعادة الحقيقية مرة أخرى, ففي عصر ذلك اليوم, دخل عمي علينا في المنزل, والحزن باد عليه, نادى أخي, فإذا به يهمس له في أذنه, أحسست حينها بأنه هنالك أمر ما يجري, أمر سيء جداً, لدرجة أنه جعل أخي عاجزاً عن الكلام منه, اتجهت نحو أخي وسألته: ماذا هناك؟ لم يرد علي: ماذا هناك؟ تحدث, لم ينطق بكلمة: عمي, ماذا يجري؟ قال عمي بصوت منخفض: إن... إن والديكما.., ثم لم يكمل: عمي, أخبرني, ما بهما؟ هل حدث شيء ما لهما؟ تحدث يا عمي, بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي شيئاً فشيئاً, فسمعت أخي يقول والدموع تجري كالسيل على خديه: لقد توفيا في حادث سير, تسمرت في مكاني بلا حراك, وكأني لم أستوعب الأمر بعد, فسمعت صوتاً في داخلي يقول: كلا, إنه كذب, إنه كذب, لم أتحرك من مكاني حتى عادت حواسي إلي, اتجهت إلى غرفتي مسرعة, وأنا أذرف الدمع الهتون من الخوف والحزن والألم, كنت أتساءل: كيف ستكون حالنا بعد رحيلهما؟ من سيعتني بنا؟ من سيهتم لأمرنا؟ هل عمي الذي لا يستطيع تدبير حاله كباقي أعمامي؟ أم خوالي الذين لا أعرف عنهم شيئاً؟ يا رب ساعدنا, لقد رحلا, وخلفا وراءهما فراغاً كبيراً في حياتنا, رحمة الله عليكما, سأفتقدكما كثيراً, ومهما بعدتما عني, فلن أنساكما, مضى يوم على الحادث, وأنا حابسة نفسي في الغرفة, لم أرد الخروج منها, كنت غارقة في دموعي, غارقة في الذكريات الجميلة التي جمعت عائلتنا, كنت في عالم آخر, عالم لم ولن أخرج منه مهما حييت, فبوفاة والداي, بدأت أعيش في عالم آخر, عالم مظلم, عالم لا ضوء فيه, فهما من كان ينور حياتي, وبرحيلهما, عم الظلام هذا العالم, وأصبحت أعيش في ظلام دامس, سمعت طرقاً في باب غرفتي, لم أفكر في فتحه, ولكن عندما قال أخي: افتحي الباب, إنه أنا, شعرت بأن شمعة صغيرة قد أنارت ذلك العالم قليلاً, ذهبت مسرعة إلى الباب لأفتحه, فلقد شعرت أن الأمان قد عاد إلي بعدما فقده, دخل أخي, ورآني في تلك الحالة, فصعبت حالتي عليه, فقال ليهدئني: اسمعيني يا أختي العزيزة, أعلم أنك حزينة عليهما, نحن جميعاً كذلك, إلا أن حبسك لنفسك لا يحل الأمر, فلقد رحلا وانتهى الأمر, كما أن الموت مصير الجميع, لذا امسحي دموعك وتعالي معي حتى نفكر معاً فيما سنفعل, فإخوتنا الصغار يحتاجون إلى من يساندهم, علينا أن نكون أقوياء أماهم حتى نكون سنداً لهم, حتى لو كنا في أسوأ حالاتنا, فنحن إخوتهم الكبار, ولا يملكون شخص غيرنا ليساندهم, ذهبنا إلى إخوتنا في غرفتهم, وبدأنا بالحديث عما سنفعله, وأثناء حديثنا, سمعت أخي يقول اقتراحاً لم يعجبني أبداً: اسمعوني, سأبحث عن عمل أستطيع عن طريقه أن أدفع إيجار المنزل, فالمال الذي لدى والدي قد يكفينا لمدة عام فقط, لذا علينا أن ندبر حالنا, قلت متسائلة: هل يعني أنك لن تكمل دراستك؟ فقال بكل أسف: لا حل آخر, فرفضت قائلة: يستحيل هذا, لا تستطيع ترك دراستك, إنها أمر مهم جداً, ولنفترض أنك ستبحث عن عمل, ماذا ستعمل؟ قال أخي: اسمعيني, إنه أمر سيحدد مصيرنا جميعاً, لذا كان علي أن أقوم بهذا, ولا تراجع في قراري, حينها, حزنت فعلاً, فسيترك أخي دراسته, ويبحث عن عمل يستطيع عن طريقه أن يؤمن عيشنا, وهو الذي كان يحدثنا عن أهمية الدراسة, بدأ بالعمل كنادل في أحد المطاعم, كانت حالتنا في البداية صعبة جداً, فلم نعتد على هذا الأمر, لقد كان هنالك نقص في التشجيع, حيث لم يكن أخي متواجداً في المنزل لمدة طويلة, لذا, كان إخوتي يمرون بلحظات يأس, وألم ووحدة, ولا يوجد أحد معهم غيري, فيكون علي أن أقوم بالدور الذي كان من المفترض أن يقوم به أخي لولا انشغاله, فأقول لهم: لا تيأسوا, فلا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة, ولا تشعروا بالوحدة, فأنا موجودة هنا, كما أن أخينا لا يقصر في شيء, مع العلم أنني أحيانا أمر بتلك اللحظات بل وأسوأ, إلا أنني لا أجد من يشجعني على الاستمرار غير كلمات أخي التي أتذكرها دائماً, والتي دائماً ترن في أذني, ومرت تلك الحالة, وكبرنا بين يديه, كبرنا ونحن ندين له بالكثير من الأشياء, فلولا الله ثم اخي لما أصلحت أمورنا, ولولاه لما أصبح لكل منا مركزه في المجتمع, ولولاه لما أصبحنا في أعلى المراتب, وكل هذا على حساب دراسته, وهذا أهم شيء, ضحى بأهم شيء من أجلنا, نحن إخوته الصغار, وفي أحد الأيام السوداء, أحد الأيام التي تذكرني بيوم وفاة والداي, كان أخي يقود سيارته في أحد الشوارع, وبينما كنت في المشفى أعمل, وصلتني حالة طارئة, أخي.....!!!! أخي العزيز, يأتي كمصاب في المشفى الذي أعمل فيه, إنه لموقف صعب جداً, حاولت ما بوسعي لإنقاذه, لم أقم بمحاولة إنقاذ روح من كل قلبي من قبل كهذه, ولكني للأسف لم أفلح, لقد رحل, رحل من الحياة, رحل الذي عاش من أجلنا, رحل وتركنا في أفضل حال, رحل بين يدي, إلا أن الشيء الأصعب في الأمر كله هو أنني لم أرد له هذا الجميل الكبير, جميل من المستحيل أن أنساه, أمر محال, هذه هي القصة التي أردت أن أقصها اليوم, ولكن أخبروني, أليس من أروع الناس؟


    ارجو ان تكون القصة قد نالت اعجابكم

    في امان الله
    التعديل الأخير تم بواسطة sOfI-sAn ; 14-11-2008 الساعة 08:44 PM سبب آخر: تعديل حجم الخط, بعض الاخطاء

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...