سلامٌ من الله عليكم ورحمته وبركاته
وقع بين يدي كتاب ، لم يشجعني عنوانه على قراءته ! ، أو اسم ذلك الدكتور الرائع
" محمد بن عبد الرحمن العريفي " فمن ذا الذي لا يعرفه --> أنا ^^"
إنما هي كلمة لمحتها " .. من عشرين سنة " فعاد نظري لبداية الجملة
" فنون التعامل مع الناس في ظل السيرة النبوية
حصيلة بحوث ودورات وذكريات أكثر من عشرين سنة "
بقي – كما يقول – يعمل عشرين سنة لأجل ولادة هذا الكتاب ، صحيح أنه
قد ألّفَ قبله الكثير ، لكنه الأعز و الأفيد بالنسبة له .
لا زِلتُ في رحلتي مع هذا الكتاب ، لكن قصصاً كثيرة أفادتني ، وضعتها آملةً
أن تفيدكم كذلك ... بسم الله نبدأ
؛؛ ؛ ؛؛
:: قصة عبد الله ::
كان عبد الله رجلاً متحمساً .. لكنه تنقصه بعض المهارات ..
خرج يوماً من بيته إلى المسجد ليصلي الظهر ..
يسوقه الحرص على الصلاة ويدفعه تعظيمه للدين .. كان يحث خطاه خوفاً من أن تقام الصلاة قبل وصوله إلى المسجد ..
مر أثناء الطريق بنخلة في أعلاها رحل بلباس مهنته يشتغل بإصلاح التمر .. عحب عبد الله من هذا الذي ما اهتم بالصلاة .. وكأنه ما سمع أذاناً ولا ينتظر إقامة ..!!
فصاح به غاضباً : انزل للصلاة ..
قال الرجل بكل برود : طيب .. طيب ..
قال : عجل .. صل يا ******** !!
فصرخ الرجل : أنا ********* ..!! ثم انتزع عسيباً من النخلة ونزل ليفلق به رأسه!!
غطى عبد الله وجهه بطرف غترته لئلا يعرفه .. وانطلق يعدو إلى المسجد ..
نزل الرجل من النخلة غاضباً .. ومضى إلى بيته وصلى وارتاح قليلاً .. ثم خرج إلى نخلته ليكمل عمله ..
دخل وقت العصر وخرج علد الله إلى المسجد ..مر بالنخلة فإذا الرجل فوقها .. فغير أسلوب تعامله ..
قال : السلام عليكم .. كيف الحال ..
قال : الحمد لله بخير ..
قال : بشر !! كيف الثمر هذه السنة ..
قال : الحمد لله ..
قال عبد الله : الله يوفقك ويرزقك .. ويوسع عليك .. ولا يحرمك أجل عملك وكدك لأولادك ..
ابتهج الرجل لهذا الدعاء .. فأمّن على الدعاء وشكر ..
فقال عبد الله : لكن يبدو أنك لشدة انشغالك لم تنتبه إلى أذان العصر !!
قد أذن العصر .. والإقامة قريبة .. فلعلك تنزل لترتاح وتدرك الصلاة .. وبعد الصلاة أكمل عملك .. الله يحفظ عليك صحتك ..
فقال الرجل : إن شاء الله .. إن شاء الله ..
وبدأ ينزل برفق ..
ثم أقبل على عبد الله وصافحه بحرارة ..
وقال : أشكرك على هذه الأخلاق الرائعة .. أما الذي مر بي الظهر فيا ليتني أراه لأعلمه من الحمار !!
؛؛ ؛ ؛؛
:: حكايتي مع حارس البوابة ::
* يختلف الناس بقدراتهم ومهاراتهم في التعامل مع الآخرين ..
وبالتالي يختلف الآخرون في طريقة الإحتفاء بهم أو معاملتهم ..
والتأثير في الناس وكسب محبتهم أسهل مما تتصور ..!
لا أبالغ في ذلك فقد جربته مراراً ..
فوجدت أن قلوب أكثر الناس يمكن صيده بطرق ومهارات سهلة ..
بشرط أن نصدق فيها ونتدرب عليها فنتقنها ..
والناس يتأثرون بطريقة تعاملنا .. وإن لم نشعر .. *
أتولى منذ ثلاث عشرة سنة الإمامة والخطابة في جامع كلية عسكرية ..
كان طريقي إلى المسجد يمر ببوابة يقف عندها حارس أمن يتولى فتحها وإغلاقها .. كنت أحرص إذا مررت به
أن أمارس معه مهارة الابتسامة .. فأشير بيدي مسلما مبتسماً ابتسامة واضحة ..
وبعد الصلاة أركب سيارتي راجعاً للبيت ..
وفي الغالب يكون هاتفي المحمول مليئاً باتصالات ورسائل مكتوبة وردت أثناء الصلاة ..
فأكون مشغولاً بقراءة الرسائل فيفتح الحارس البوابة فأمر به وعيني على هاتفي وأغفل عن التبسم ..
حتى تفاجأت به يوماً يوقفني وأنا خارج ويقول : يا شيخ ..! أنت زعلان مني ؟!
قلت : لماذا ؟
قال : لأنك وأنت داخل تبتسم وتسلم وأنت فرحان .. أما وأنت خارج فتكون غير مبتسم ولا فرحان !!
وكان رجلاً بسيطاً .. فبدً المسكين يقسم لي أنه يحبني ويفرح برؤيتي ..
فاعتذرت منه وبينت له سبب انشغالي ..
ثم انتبهت فعلاً إلى أن هذه المهارات مع تعودنا عليها تصبح من طباعنا .. يلاحظها الناس إذا غفلنا عنها ..
؛؛ ؛ ؛؛
~
كلمة ..
ليس النجاح أن تكتشف ما يحب الآخرون ..
إنما النجاح أن تمارس مهارات تكسب بها محبتهم ..
~
؛؛ ؛ ؛؛
هذه أول قصتان وكنت سأكتب المزيد لولا ضيق الوقت .
و إلى هنا أنهي ردي .. و أشكركم سلفاً على مروركم
و إن شاء المولى ، سأضع لاحقاً قصتين أو ثلاث
امم سأغير " الكلمات المفتاحية " عند وضع المزيد من القصص بإذن الله
المفضلات