السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،

امتدت اليد ، وأحكمت إغلاق القفل على بوابة فضاء عالم من خلفه ،،

ربما خوف وتوجس من كنه ما يحتويه ذاك العالم هو ما دفعها لإبقاء كل شيء أسيراً،،

ربما من مستقبل يفصح عما تكنه تلك البوابة ،،أو حتى ربما جهل بها ،،

كل ما رأته تلك اليد بالداخل هو الضعف!!

لكن الخوف من الضعف إنما هو الضعف ذاته ، نقطة مظلمة في سراديب الماضي استحالت سماء سوداء شاسعة خاصمت لياليها القمر ، لا لشيء إلا بسبب خوفي منها ،

ومن ثم كان من الطبيعي إدراك أن إيداعها سجن لن يحتوي ثورتها ولن يطفئ لهيبها بل سيزيد من اشتعالها لتغدو نارا لا تنطفئ ،،

وفي إحدى المحاولات لتفقد البوابة بعد أزمان وأزمان ، غفلت عن دربها، ونسيت الطريق إلى المفتاح الصحيح ، لأثير بذلك قاطبة أشجانها مجدداً ، وأحيل القفل الذي أردت منه

سابقاً أن يكون حلاً لي ، إلى مصدراً لا ينضب لجراح لن يكفي عمراً واحداً مداواة أنينه ،،

إنما ما احتاجته تلك النقطة مذ البداية هو يد أخرى ، يد تدرك مغزى معاناتها ، وبلمسة نابعة من حنوها تذيب آلامها ، وتمحو للأبد كل ضعف ناتج عنها ،،

وبالتالي تحولها إلى ومضة ذهبية ، سرعان ما يبتلعها الدهر ، وسرعان ماتُنسى ..!!

ولا يضحى للتلاشي في دنياي معنى ،،

خطؤكِ هو منذ البداية أن أغلقت عليها ، فالجراح الشيء الوحيد الذي لا يمكن لعدو الأيام محوه..!!

والسعادة عزيزتي لا يريحني وصفها بالفلسفة ،،

فهي -أي الفلسفة- من أمل ما عرفته ،لها طرقها الملتوية اللا نهائية ، ولا أحبذ حقاً أن أقرن شمساً كالسعادة بها ،،

إنما السعادة عطراً نرشف من عبيره ضحكاتنا ،،

أو ضوءاً نتنسم من سحره حياتنا ،، نبعاً عذباً يغذي مودتنا ، محبتنا وكل جميل آخر ،،

لكن ذاك الضور لا بد له من لحطات أن يختفي ، أتعلمين ؟!!

كصديق لا غنى لنا عنه البتة ، لكن حتى الأصدقاء تكتنف ذكراهم بعض الظلمة المبعثرة هنا أو هناك ،،

تشاجرها أحزاننا حيناً ،فترحل عنا فقط لتُشعرنا بعلو قيمتها ، ولا سبيل لنا سوى لأن تعترضنا لفحات الإشتياق لعذوبتها ،،

"شجار الأصدقاء يزيدهم محبة" .. تماماً هكذا نحن وإياها ،،

لذا لا داعي للخوف من فقدانها ، فهي عندما ترحل ، يكون ذلك بمثابة عهد بعودتها المجددة ،،


فتاتي الرائعة "LUE-SKY"::.

لكم يطيب لي أرجحة قلمكِ بين السطور ،،

تارة أراه هنا ،ثم أخرى بعيداً هناك ،، كثيرة هي الألوان التي تغدقي بها على الصفحات ، ولشد ما يعجبني بريقها ،،

كلماتكِ تنثرينها بين كل حين وحين على جنبات درب من شتى الدروب ، وتخضعي لسلطان قريحتك تاركة إياها مهمة ترجمة مكنونك كيف شاءت ،،

بحق ..إنها موهبة فريدة تلك التي تحظين بها ،،

فتبارك الرحمن أن أمدك بها،،

لكِ وردتي تقديري وإعجابي لقاطبة مخطووطات قلمكم، وعذراً إن تضاربت آراؤنا،،

فعهدٌ أعطينيه باستمرار سرد محتواها ،،

دمتِ والسعادة ظلان ،،

في حفظ الرحمن ،،