وبعد سلسلة من الكر والفر، رأى المجاهد أن النهاية قد أو شكت ، فقرر أنه لن ينسحب وأن يتشحط في دماءه إن تطلب الأمر لذلك ، وبعد سماعه لتلك الكلمات المدوية في أرجاء المكان ، وكانت كلمات صادقة من قلب صادق ناصح أن أقدم أيها المجاهد ولا تستسلم ، فأقبل المجاهد لوحده وقرر أن يحارب القوى العظمى لوحده ، وأن يقف في وجه الأعداء لوحده ، فأجلب المنافقون خيلهم ورجلهم وغرهم ألف ناد وناصر لضلالة، فقاموا باللجوء للقوى العظمى أن اقتلوا المجاهد إنه نبتة سوء في أرضنا .

فقام المجاهد وحيدا ، منطلقا نحو الحقول مجاهدا للوصول

فقامت الدنيا وقعدت والكل يتحدث ، إن أمر ذلك المجاهد لغريب عجيب ، أكل هذا الوقت وهو صامد ، ما السر في ذلك؟؟ فقرروا أن يقضوا على المجاهد ، فقالوا : لا بد لنا من أن نلجأ إلى القوى العظمى وندبر له في مكيدة ونخسف به، وكلما رأى الأعداء المجاهد عيانا اختفوا وهربوا ووضعوا أسلحتهم عن المواجهة، فما استطاع الجبناء المواجهة المباشرة ، فلجأوا إلى خطط أبي بن سلول فقالوا تعالوا ندبر له في مكيدة.


فقام المجاهد وحيدا يكابد الليل الطويل ، قائلا قد حان الرحيل، غير مباليا بألوان الكلام

ومضى المجاهد في طريقه غير مكترث لهم ولا ملقيا بالا لعددهم وعتادهم ، فالمجاهد قرر أن ينتصر قائلا : نموت أو ننتصر ، نعم هذه هي مبادئ ذلك المجاهد إما أن يموت في سبيل ما يؤمن به أو ينتصر وتبقى العزة لله وحده ، فمضى المجاهد، وترك العدو يحترق .

قامت الدنيا ، والصحف الرقمية تكتب في شأن أخبار المجاهد، والطائرات التجسسية تبحث هنا وهناك عن أماكن المجاهد ، وانتشر خبر المجاهد في الأمصار وذاع صيته ، فبينما هم يدبرون له في مكيدة إذ حدث ما لم يكن في الحسبان، بدأ ت أنصار المجاهد تكثر شيئا فشيئا، فقال الأعداء يا ويلاه إن زحفهم لقادم.

فقام المجاهد وحيدا قائلا إن مثوانا لقريب، فقد حان الرحيل

وهنا لجأ الأعداء يقبلون في أيدي القوى العظمى مستعينين بها في إهلاك المجاهد ، فدبر كل واحد منهم في مكيدة ، والمجاهد لا يزال يمضي غير ملتفت ولا مكثرت، فلا تنسوا قد قرر المجاهد من قبل، أنه سيتحشط في دمه لا محالة ، قائلا: ننتصر أو نموت





فحتما قد قرر المجاهد أن تكون مدافعته اليوم بالمجابهة


ولا يقيم على خسف يرادُ به---إلا الأذلان عيرُ الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته---وذاك يشجو فلا يرثى له أحدُ

فلجأ الأعداء يجمعون ويضمون إليهم أعدادا من الأتباع حتى يكثروا عند ذهابهم للقوى العظمى، وفعلا قد فعلوا والمجاهد يعلم ذلك، لكن تذكروا قد قرر المجاهد أنه ميت لا محالة قائلا: ننتصر أو نموت

فجاءوا يقبلون أيدي القوى العظمى ويقولون:

وقالوا تعالوا دبروا في مكيدة---لنُوقع ذا المجنون في الهلكاتِ
تعالوا فَشُوا عند الحاكم ونَمِقوا---لهُ فريةً من زُخرفِ الكذباتِ
فكم فتنة قد شب في الناس نارها---وكم ذا له من طائشِ الحركاتِ
نخاف اتساع الخرق إن دام أمرهُ---فأنزل عليه أعظم النقماتِ
ليزدجر الحمقى من الناس مثله---وتنتظم الأحكامُ مُنضبطاتِ

فجاءت القوى العظمى باستدعاء المجاهد ليمثل أمام المحكمة ، فذهب المجاهد بكل عزة فقالت القوى العظمى يقولون بأنك خطير على المجتمع وبأنك كذا وكذا وإن دام أمرك نخشى اتساع الخرق وكثرة القتل والسفك فهل هذا صحيح؟؟ ، فرد المجاهد:

لا بد يوما أن يُهشم باطلٌ---ويُظهَرَ حق كان من قبلُ خافيا
على سيدهم المولى يطمع ذو الغبا---يُروج مكذوبا من القول واهيا
وعندي من البُرهان ما يهدمُ الذي---بناه العِدا من زُخرفِ القول واهيا
وصل إلهي كل حين وساعة---على المصطفى المبعوث للخير داعيا

فقالت القوى العظمى: إذن فائتنا بالبينات

فأتاهم المجاهد منتظرا ساعة الحكم ، وهو مستيقن أنه : سينتصر أو يموت في سبيل مبادئه

وهو على يقين بأن الدماء لا تموت ، فإن ماتت نخوة القوم ، حتما فإن الدم لا يموت

خربشة قلم : عثمان بالقاسم