السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
مدخل:
من المعلوم والمعروف لا سيما في زماننا هذا ، تلك المؤامرة الخطيرة والتي قد يستهين بها الكثير لأنها تصدر من أبناء المسلمين بل وممن يُحسبون من طلبة العلم وممن يُحسبون من الدعاة أنفسهم، لكنهم دعاة على غير المنهج السليم وإن شئت قل دعاة باطل بحلة إسلامية ، وإن الأمة لتعاني من هؤلاء فقد أصبحت ثوابت الشريعة عرضة للنقاش والرأي الآخر كما يقولون ،بل منهم من دعا إلى تلك الدعوى الباطلة تقارب الأديان على قنوات الإم بي سي فيأتون لك بأحد المميعين في رمضان يبدأ برنامجه بالموسيقى التي تخطف ألباب الضعفاء ثم يدعو لتقارب الأديان ويمدح الكافرين وثقافة أنت والآخر وكما قال الشيخ وجدي غنيم: من الآخر؟؟ إنه كافر هكذا سماهم الله عز وجل، ومنهم من أراد إبطال شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومنهم من أراد إبطال شعيرة الرد على المخالف وعلى أهل البدع والأهواء، إنها مؤامرة وأيما مؤامرة في زمن قد ضعفت فيه عقيدة المسلمين وقل فيها الناصر ، واشتبهت الشبه على الكثيرين فظنوا أنهم على حق، ولربما قد يدعي البعض طلب العلم على عدد من المشايخ لكنه ينقض منهجهم ويُبطله، ولا شك كما تعلمون السهام التي يتعرض لها كل داعية إلى التوحيد الحقيقي الخالص ، ولا شك كم تعرفون من السهام التي قد يتعرض لها مَن فضح هؤلاء ورد عليهم سواء بالرد على قناتهم الرسالة أو على الدكتور طارق السويدان أو غيرهم من دعاة التمييع الذين يريدون النيل من ثوابت الأمة وأصولها ، ولكم تدرون ما قد يتعرض له المرء من عداء بسبب فضح مثل هؤلاء وكما يقول الشاعر :
ولو كان سهم واحد لاتقيته---ولكنه سهم وثان وثالتُ
وكما قال شيخنا الحبيب رشيد بن عبد السلام نافع الصنهاجي حفظه الله وقد تم إيقافه من خطبه : " إن دعوة التوحيد محاربة ، فكل نبي حاربوه لدعوته إلى التوحيد، وإن هذه الدعوة مستمرة لا يوقفها شيء أحب من أحب وكره من كره "
وهكذا عرفنا شيخنا فارسا في المنبر لا يخشى في الله لومة لائم ، وتركزت دعوته إلى التوحيد والعقيدة الصحيحة ونبذ ما خالفها من عقائد أهل البدع والأهواء، ما عرفناه إلا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، فنسأل الله أن يحفظه وينصره في دعوته .
ولعل أفضل من تكلم في هذا الباب في عصرنا ورد على هذه المؤامرة الخبيثة من قبل بعض المنتسبين للدعوة من أهل التمييع هو شيخنا الحبيب محمد صالح المنجد حفظه الله وقد استفدنا منه في هذا الباب وجاء موضوعنا تلخيصا لبعض النقاط التي ذكرها في الباب وإضافات أخرى .
فإن معاول الهدم في العقيدة الإسلامية كثيرة، ومنها التمييع لكثير من القضايا الخاصة بهذا الدين، ومن هذا التمييع: تمييع قضية الحكم على المرتدين .. تمييع أحكام الفقه وأصول الإسلام.. تمييع الحواجز بين المسلم والكافر..تمييع عقيدة الولاء والبراء..تمييع الحدود، تمييع بعض أحكام الحرام كبعض أنواع الموسيقى والأناشيد أو الفوائد الربوية .. تمييع الحجاب وانظروا ما ترونه اليوم من ألوان للحجاب المتبرج ..تمييع ..تمييع وهكذا دواليك كل شيء عندهم فيه تمييع
خطر تمييع الدين وثوابته:
فإننا معشر المسلمين مطالبون شرعاً بالدفاع عن حياض الإسلام، والذود عن هذه الشريعة المطهرة، ولأن ديننا أعز شيء لدينا، وجُبل الإنسان على الدفاع عن أغلى شيء عنده، وعن النفيس مما لديه، فلابد للمسلم أن يضع نُصب عينيه الدفاع عن شريعة الإسلام، وأن يجعل له ذلك وظيفةً، وألا يقصر في القيام في هذا الأمر، يسعى لله بالحجة والبيان، وينافح عن الإسلام ضد أي مبغض لأحكامه ، وعندما يكون المسلمون في ضعف يتكاثر الطاعنون ، ويرفع أهل الضلال رءوسهم في الجرائد والمنتديات وأينما ذهبت وجدتهم، يريدون النيل من هذا الدين القويم.
ونحن لا ننكر أيها الإخوة في مرحلة الاستضعاف التي نعيشها أننا نتعرض لحملة شرسة من أعداء الدين، وأن هناك كثيراً من الخراب في الفكر والعقيدة الذي تسلل إلى نفوس بعض المسلمين ممن حملوا معاول الهدم، يشعرون أو لا يشعرون، ولكنك لا يمكن أن تغمض عين البصيرة عن الروابط التي تربط أعداء الدين في الخارج مع أعداء الدين داخلنا وبيننا؛ لأن الإغماض عن ذلك نوع من الغفلة، لا يمكن أن يليق بمسلم صاحب بصيرة.
ومعاول الهدم كثيرة في هذه العقيدة التي هي صامدة في نفوس أبنائها مهما حصل، ومن ذلك أيها الإخوة موضوع خطير جداً يدندن حوله، ويراد تقريره، وهو موضوع التمييع، تمييع عدد من أحكام الدين، وشعائر الدين، وعدد من المسلمات والثوابت في هذه الشريعة المطهرة. لقد تولى إفك التمييع وهذا المهمة عدد من المنتسبين إلى أهل الإسلام، الذين يتسمون بأسماء المسلمين، ولكنهم في الحقيقة يريدون أن يقلعوا الشريعة حجراً حجراً، وبعضهم يظن أن ما يفعله هو أمر طيب في صالح الشريعة، وبعضهم يفعل ما يفعل عن تعمد واستمداد من أهل الباطل والكفر وصناديده. وهذا التمييع أيها الإخوة! أمرٌ جد خطير، لأنه قد حصل بسببه التباس عند كثير من المسلمين الذين تأثروا بهذه الأفكار المطروحة، وهذا التمييع صار في جوانب متعددة منها:
تمييع قضية الحكم على المرتدين، تمييع أحكام الفقه وأصول الإسلام ، الموقف من الربا الموسيقى ، إلغاء الحواجز الدينية بين المسلم والكافر، وغير ذلك مما ذكرنا سابقا
عباد الله: من أخطر أنواع التمييع الذي يقوم به هؤلاء ممن يسمون بالعقلانيين وأصحاب الفكر المستنير -يسمون أنفسهم بالتنويريين- من أخطر ما يقومون به تمييع الحواجز الدينية بين المسلم والكافر، المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله، والذي هو من خير أمة أُخرجت للناس، الموحد لربه، المطيع لنبيه الذي يعتمد الشرع، ويُوفي له، المسلم الذي لا يتحايل على الدين، المسلم الذي يطبق الإسلام، يريدون التمييع في الحد بينه وبين أرباب الديانات الأخرى من اليهود والنصارى وغيرهم من أنواع المشركين.
هذا التمييع أيها الإخوة، هذا الذي يقرأه كثير من الناس في الوسائل السيارة، ويسمعونه في هذه الوسائل المسموعة والمنظورة، هذا الكلام الذي نقوله هو ما يُدس للمسلمين، فهل نعقل ونميز؟، وهل نكون على مستوى الوعي؟، إن هذه مسألة خطيرة أيها الإخوة؛ لأن الله قال: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} [الأنفال: 42]، فلا بد أن تكون هناك بينة؛ لتبين للناس ما نزّل إليهم، البينة والبيان، والله لا يرضى أن يختلط الحق بالباطل: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179]، لا بد أن يميز الخبيث من الطيب، هذا التمييز الذي نريده أن يكون موجوداً في حس المسلم وعقله، وأن يكون عنده علم يدفع به الشُبهات، العلم يا إخوان هو الذي تعرف به، هل ما يعرض عليك حق أم باطل؟!
هذا و صلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
رد مع اقتباس


المفضلات