السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
~
مدخل: قد قالوا يوماً عن الغربة مرة..
إعذروني إن خالفتكم إني أراها قاتلة !

أغلق علي نفسي الباب
أسترخي علي مقعدي المفضل ممسكة بيدي كوباً من القهوة الساخنة لتأخذني الأحلام ..بعيداً ..بعيداً ...
شعور غريب ! أأطير حقاً أم أنني أتوهم؟!
حقاً أطير !
الطيران حلمٌ يراودني منذ فترة إذا كان السبيل الوحيد للوصول إليه !
وأنا لم أنتظر لحظة واحدة حلَّقت إليه مسرعة ...وطني أخيراً !
أجزم أن السنين التي قضيتها بعيدة عنه كانت تكفي لتجعل شوقي إليه يشتعل !
غادرته طفلة في التاسعة لا تعي معني الوطن لا تعي أهميته !
يوم رحلت ظننتني ذاهبة لرحلة قصيرة وسأعود بعضها !
ولكن فوجأت بالحقيقة "المرة" !
حتي وإن تخللت غربتي بعض الزيارات ولكنها ما زالت قصيرة..
ما زالت غير كافية !
اعتبروه طمعاً !
أرغب أن أتمدد علي أرضه لفترة أطول
أرغب أن أستنشق هوائه
أن أتمدد تحت سمائه الواسعة التي لم أرَ لها مثيلاً !
أرغب وأرغب وأربغ و...
أيا وطــــــن اشتقت إليك هل تشتاق إلي؟
~
أيا وطني :

كتبت رسالة تحوي..
علي أشعار أشواقي..
فهل وصلت؟!

~
تجاوزت البحر
أراه أمامي الآن ..
لا أصدق أكل ما يفصل بيننا هو بحر؟ بحرٌ فقط يفرقنا ؟!
لست أدري كيف تستمع لي حين أشكو إليك بعدي عنه ولا تخبرني أنه علي ضفتك الأخري !
أهو بحر فقط؟!
~
أيفرق بيننا بحرٌ .. وأُحرم من ملاقاتك؟
~
ومال زلت أطير~
يا الهي هذه مدرستي القديمة !
هذا مقعدي!
حين ابتعدت عاهدتك علي العودة أما زلتِ تنتظرين؟!
وهنا بيتي القديم ..أوليست هذه لعبتي؟
هذا كتابي .. وكأنني أراني ألعبس في الحديقة وأبي يراقبني من كرسيه المفضل!
تحت هذه الشجرة تشاجرت مع أخي !
وهنا أليس هذا سريري؟
أوآه يا منزل الطفولة اشتقت إليك متي أعود =( !
~
أريدها زيارة لمنزلي القديم
لملجأ الطفولة الأمين
لمنزل عشت به وعاش بي
من عمرنا سنين !
~
وهذا منزل العائلة
كنا نتقابل فيه في الأعياد!
أتذكر حين كنا نذهب لنلعب في ساحة المنزل !
وكأنني أراهم ها هنا
أخوالي خالتي جدي -رحمه الله-
اشتقت إليهم جميعاً
متي العودة؟ =( !
~
وغربتنا تفرقنا
ونفرق بيننا حيناً وحيناً أهلينا
أغربتنا تباعدنا ؟تفرقنا؟
~
ذهبت لجميع الأماكن التي أحبها
الشاطئ..محل المثلاجات.. مدينة ملاهي.. الحديقة وماذا بعد !
~
ومازلت أطير
أشعر بالطيور تبتعد عني..
أشعر بها لا تريدني وكأنها تستغرب من تواجدي بينها !
أولستِ أنتِ من كنت ألعب معكِ عند الشاطئ؟
ألم تكوني نتنظرينني ؟ما بالك ابتعدتِ؟
وأسمعها ترد علي:
تغيرتِ تغيرتِ!
~
وغربتنا تغربنا
وتمسح من ملامحنا وعاداتنا
أغربتنا تغيرنا؟!
~
وفتحت عيناي
ليذهب الوطن مجل المثلجات الطيور ويختفي كل شئ !
كان حلماً فقط..
حلماً جميلاً :")
وطني أصبحت أراك في كل مكان
صدقني حين أقول
افـــتــــقـــدك =( !

أيحق لمغترب أن يشتاق للوطنِ؟
أيحق لي أن أكتب عنه أو أشدو؟
أيحق لي أن أبعث إليه برسالة
قد ذُيَّلَت بكلمة أشتاقك وطني؟
رحماك يا الله إن الكلام قد..
أعياني وتفكير الناس أرهقني !
إن عدت إلي الوطن قالوا غريبةٌ..
لا لست منَّا إذهبي انطردي
ورجعت من حيث أتيت قالوا أجانب
هم للفساد أساسٌ ناهبوا الوطنِ !
ما عدت أعلم هلي الغربة ذنبٌ..
وإن عشت بها بالرغم عني؟
ذاك السؤال سألته أولاً..
ما زال لهذه اللحظة يطاردني
أيحق لمغتربٍ أن يشتاق للوطنِ؟
البعد عن الوطن ما أقساها من علةٍ
علةٌ قد ألمَّت بي وأعيتني !

أتمنى أن لا ينظر إلي بنظرة دونية كوني مغتربة (أجنبية)
اتمني أن يقدروا ما يحدث !
أتمني أن أتجول بين أرجاء الوطن العربي دون حاجة إلي تأشيرة !
أتمني وأقول أتمني قبل أن يطلقوا عليَّ أجنبية أن يتذكروا أننا كنا يوماً ننتمي لوطنٍ عربيَّ واحد !
فقط أتمني!
اعتبروا كل ما سبق ثرثرة ليست إلا نشئت عن اختناق ألمَّ بمحدثتكم !
*ب
يوتي شكراً علي الفواصل الرائعة لا عدمتك يَ غالية :"