براءة طفولة بألوان الطيف , ابتسامة مشرقه وضحكات عفوية هذه هي الطفولة
إن لم يعكر صفوها بعض الغيوم السوداء ,
هنالك غيمة ليست كغيرها من الغيوم
يبقى تأثيرها عميقاً ويبقى لمدة أطول , تخلف الكثير من أثار التعرية ليس على
الصخور بل في ذاكرتنا و ذكرياتنا وقد تكون عاتية لدرجة تجعلها تتحكم بألوان تلك
المرحلة من حياتنا , تجربة مريرة وقاسية , ما لذي يشعر به الطفل وما لذي
يستطيع فعله البالغين وما هي
ردود أفعالهم المعتادةوما واجبنا
كمجتمع تجاه هذه الظاهرة !!









سأتكلم بشكل عام في الموضوع عن التحرش بالأطفال وسأركز على الأقارب
بوجه خاص
فأرجو من الله أن يساعدني على توصيل الرسالة بوضوح وأتمنى منكم قراءة
ووعي ما سيذكر وتطبيقه و إيصاله
لمن تهتمون به للحد
ما أمكن من وقوع ذلك لا سمح الله ..








يتفنن ذوي القلوب الواهنة للوصول لطفل بطرقهم الخاصة الملتوية لجذبه
قد يكون بتودد لهم بإحضار ألعابهم المفضلة أو مجالستهم بغياب ذويهم أو اللعب
معهم بوجود أطفال آخرين وهكذا تدريجيا يصطاد الوحش الفريسة البريئة التي لم
تقدم ما يضره في حياتها في يوما ما كيف يبدأ ذلك ؟ وماهي أثاره:




- يبدأ الطفل بالخوف و كأنه هو المخطئ , يبكي وحيداً ويحاول تجنب ذلك الشخص ,
لذلك أرجو الانتباه لهذه النقطة إذ قد تستغرب من
ابتعاد طفل عن شخص بالغ فجأةً
دون سبب "لا تفوت الأمر" بل حقق بالأسباب ولا تضغط على الطفل إن لم يبح بشيء
بسبب خوفه بل استمر بمراقبته عن كثب




- قد يبدأ الطفل بدفاع عن نفسه كأن يطلب من المتحرش با لابتعاد عنه وتركه وشأنه ,
ولكن لقلة حيلته قد يستمر الموضوع لفترة أطــول ! خصوصاً
إن كان المتحرش فرداً من
العائـلة يخشى الطفل بذلك ردود فعل من حوله




- يبدأ الطفل تدريجياً بعد ذلك بالانعزال وقد يصاب بالاكتئاب سواءً كان في هذه
المرحلة أو بعد البلوغ وقد يأثر ذلك على سلوكه الأخلاقي وخوفه من الاختلاط بالجنس
الأخر, ميول عاطفية غير سوية , عدم الثقة بالنفس ,
الإحباط , الانفعال بسرعة والعدوانية
وعدم الثقة بالناس من حوله وقد يصل الأمر
لميول انتحارية لا قدر الله إذ إن لهذه الفئة
من الأطفال ذاكرة قوية أكثر من غيرهم فالنسيان صعب في هذه الحالة حيث
تسبب هذه الحادثة تضخم في بعض أجزاء الذاكرة















يقصد بأقارب الدرجة الأولى هم الوالدين و الأخوة و الأخوات إن لم يترعرع الطفل
بأسرة يشعر بها بالأمان فستكون تصريحاته بمخاوفه وما يتعرض له من أذى
زيادة في ضرره النفسي فإن ما سيحدث هو الأتي :




- النساء وللأسف أكانت أماً أو أختاً أو عمةً أو خالةً أو جدةً هم الأشد رفضاً للحقيقة
(ليس الجميع وإنما الأغلبية) فتراهم ينكرون ويكذبون الطفل وقد يتهمونه
بالوهم بإن كل ما قاله ما هو إلا من نسج خياله خصوصاً
إن كانت الضحية طفلة
والمتحرش هو شخص من الدرجة الأولى أو الثانية كـ العم أو الخال




- البعض يفضل الحفاظ على روابط الأسرة (و أي أسرةً هذه !!) على أن يعكر صفو هذه
الروابط
[نزوة] من شخص مريض لن تتكرر بوجهة نظرهم وسيبقى أثرها قابعاً في نفس
الطفل إلى الأبد أو فوبيــا الفضيحة التي ستطال الأسرة و عرض الفتاة إن كان شخصاً
من خارج الأسرة , خصوصاً وإن مجتمعاتنا العربية تربط الفتاة بالشرف ! بينما إن كان الأمر
على ذكر قد يكون الأمر هين قليلاً , الأمر شبيهة بالضبط لو إن ابنة فلان تحادث شاباً في
الهاتف ! بينما أبنه يحادث عشرات الفتيات العقاب والتصرف هنا ليس واحداً
بتاتاً
فخطئ الفتاة أضعاف خطأ الابن .














يجب علينا كبالغين
و أخوةً وأمهاتً في المنزل عدم اقتصار علاقتنا في المنزل
على من حولنا بالاجتماع يومياً على مائدة الطعام والسلام بل التقرب من جميع
الأسرة السؤال عن أحوالهم دائماً, تخصيص على الأقل جلسة أسبوعيه للمصارحة
أكانت بين طرفين كالأختين معاً أو الأب وابنه أو الأم وطفلتها حتى يشعر الطفل هكذا
بالأمان والثقة ويلجئ طالباً العون من هذا الشخص مباشرةً بعد حدوث أي تحرش

والجدير بذكر هنا إن الوعي وللأسف في هذه الأمور قليل جداً في مجتمعاتنا إذ
لابد من الجلوس مع الطفل ليفهم بأن هنالك مناطق في جسده لا يجب على
أي مخلوق أن يقترب منها ويجب شرح ذلك بطريقة واضحة له دون حرج لكي لا يلام
على تكتمه بعد ذلك , ثم يهرب ويلجئ لأي شخص بالغ يثق به ويخبره بما حدث وعليها
يتصرف هذا البالغ بما يراه مناسباً , إذاً
وعي الأسرة ثم وعي الطفل ثم التصرف وعدم
الوقوف مكتفي الأيدي والاكتفاء بنسيان ما حدث !




وقد يحتاج الضحية في مرحلة ما إلى مراجعة الطب النفسي ولا عيب في
ذلك فأن اعتلال الصحة قد يكون جسدياً أو نفسياً فلا داعي للحرج عند زيارة
الطبيب النفسي فهذا الشخص الذي يهمك هو أولى
من أي حديث يقال لا معنى له



الجدير بذكر بأن هنالك قانون قد لم يعلم عنه الكثيرون وهو بيان من وزارة الداخلية
عمم على
جميع المستشفيات الحكومية و الخاصة وخاصة العيادات النفسية
بأن أي طفل دون 18 أو فتاة بأي عمر كانت يتسبب أحد بأذيتهم ترسل الحكومة
لجنة خاصة لحماية هذا الطفل/الفتاة والتحقيق في الأمر
والحكم بما أمر به الشرع بإذن الله













إليك أيها البريء: قد تردد في نفسك لماذا لم يحدث ذلك مع شخص أخر ولماذا أنت
بين كل الأطفال باختصار أنت طفل مميز أنت تملك الإرادة والشخصية التي تجعل منك
شبحاً يرعب ذلك الوحش ويهدده في كل يوم , أنت قوي إن وضعت مخاوفك جانباً, أنت
شجاع إن واجهتها
بالعزيمة تستطيع بنفسك القضاء على ذلك تستطيع تنبيه
من حولك عن هذا الشخص ,
تستطيع التبليغ عنه وتستطيع فضحه إن لم يتوقف
عن أذية أطفال آخرين صدقني بيدك الكثير فلا تتجاهله استجمع شجاعتك التي
مكنتك من تحمل كل هذا العبء حتى الآن وتصرف بأخبار ذويك أو شخص تثق به
أو مرشداً نفسياً يدلك على حلول مناسبة تساعدك بوضع نهاية مرضية لك
والأهم من ذلك ألا تلوم نفسك على ما حدث فأنت لست مذنباً




إلى الأهل: يلجئ الطفل إليكم بحثاً عن الأمان فلا تقسو عليه ً وتلوموه أو تذكروه
بما حدث فليس ذنبه أنه وقع ضحيةً شخص مريض ! أشعروه بالأمان و أن مهما
حدث فهو الأهم لكي يلجئ إليكم مستقبلاً عن أي مشكلة ولا تنسوا توعية
أطفالكم و أخوتكم وأصدقائكم بذلك




إليك أيها الشخص المريض : أنت مريض حقاً وعليك الاعتراف بذلك فهنالك علة
نفسيه قابعة في داخلك وقد تكون وجدت لسبب ما في أحد مراحل حياتك
فنصيحتي لك التوبة فبابها مفتوح وعليك بطلب المغفرة من الله ثم الذهاب
لطب النفسي للعلاج فالاعتراف بالمرض هو الخطوة الأولى لتصحيح أخطائك ,
وإن لم تتب فأن عقابك في الدنيا ولأخره سيلحقك أينما ذهبت و أينما
تكون في مالك وأسرتك وفي معاشك .




شكراً لكم لوصولكم عند هذه الفقرة , أتمنى منكم كما أسلفت فهم محتوى
الموضوع والبدء فعلياً بتطبيق ما ذكرتة من خطوات للوقاية
أو حل المشكلة إن وجدت ,
شكراً لمن راسلني وسألني عن يوميات الطبيبة (5) شكراً ل
مصممة الفواصل happy_jojo