ولِي معكَ يا صبحُ موعدٌ .. لا تخلفْه ! _ النثري_

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 7 من 7

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية أَصِيلُ الحَكَايَا

    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المـشـــاركــات
    1,934
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي ولِي معكَ يا صبحُ موعدٌ .. لا تخلفْه ! _ النثري_

    بسم الله الرحمن الرحيم ،،
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ~




    ولِي معكَ يا صبحُ موعدٌ .. لا تخلفْه !



    وأحبكَ يا صبحُ ، أحبُّ نسمتكَ الطهور وهواءكَ الطازج ، وسماءكَ البيضاء بمسحةِ ليلٍ ذاوٍ !

    أحبُّ طيركَ الجائل آفاقكَ ؛ رائحًا غاديًا ..

    ونداء الأيكِ الخافت الممتزج وحبات الندى ،

    وهديلٌ ثغر الورقاء ونثار سحابات قطنية ناعمة بلون الياسمين وورد الربيع ~


    أحبكَ تلطّف جرح الروح ، وتبرئ رمضاءها وتذيب حرقتها !

    أحبكَ تحتضنني ،تهدهدني كأمٍّي ، تعانقني كإلفي ، تكسوني كظلِّي !

    ساجٍ هادئ عذبٌ منعشٌ ولأسقام نفسي أنتَ يا صبحُ بسلمُ !


    تضربُ لي موعداً أبدًا لم يُخلف .. تلاقيني ساعة الفجر ..

    لأهفو إلى نافذتي ،وأزيح بلهف الطفل أستارها ،وأشرعها على وجهكَ النديّ بملامح الثّلح و شيئٍ من نفح البنفسج..

    ،وتعانقني بشاشة نوركَ المتلحف بقبس سَحَرٍ يلملم في خماره الديجور !

    وتصافح كفي وتجتذب النّفَسَ ، وتقربني بجواركَ على مقعدٍ من خيوط القمر وشهد شمسٍ مغموسٍ في مسكٍ عطر !

    و إليّ تدنو ، لنرقب معاً بزوغ يومٍ جديد وأفول آخر من عمر الدهر ! ،وعروج النور وغروب السنآ ، ونهارٌ ينتشر في سمآء الدجى !


    تداعبني أطياف الهواء الباردة لأعبئ بلا إمتلاء مهجتي ، وتهتف رئتاي "أن لا تتوقفي ، أن تنفسي" !


    على يمين نافذتي تقبع سقيفة من شذى الطفولة ، مهترئة الخُشُبِ ،مقرّحة بالصديد خزنتها ، وصرير بابها البالي يئن في أذنيّ !


    دون ناظري فناء تختبئ تحت ثراه العطر فُتات ذكرى ، بقايا ضحكات ، وأصداءٌ تذوي بصمتِ وئيدٍ همساتها !


    لا تزال أرجوحة لعبنا تجوس المكان خُفية ليلا ، وقعقة صنادل العيد تذرع المكان غدوا ورواحا ،

    وقطع المكعبات الملونة البالية ترمق مستغربة أخواتها الجديدات بلون ألق خاوي !


    وكبُرتْ طفلتي ، وشاه معنى البراءة في قلوبنا ، وتفرقتْ أشتاتاً ملامح القدم المحبب المألوف مرتحلة عن حنايآ وجوهنا !

    وأبدلتْنا الدنيا أطفالاً أخر ، براءة غير تلك التي ماتت في رحم صدورنا ، ضحكات أنقى من أخياتها الذاويات!

    وأراهم لا عبين ،لاهين ، في غمرة الحياة الخالصة عذوبة يمرحون .. لَكأنّ شيئاً لم يكنْ !

    ارتحلوا هُمُ وتركوني .. أتعلَّم ، كم أنهم كانوا للروح كل الروح ، كم أن الحنين موجع ،


    وكم أن الأشواق قطُّ لا تموت !

    التعديل الأخير تم بواسطة أَصِيلُ الحَكَايَا ; 7-11-2012 الساعة 11:06 AM

  2. الأعضاء الذين يشكرون أَصِيلُ الحَكَايَا على هذا الموضوع:


المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...