السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
وكم تلقينا هائمات الماضي في بحار أنفسنا ،ليهيج الموج ويُحطم الفلك وتبكي على ذراع الشراع الكسير مآقينا ، ما من روحٍ سلمت لحاق مهج الراحلين،سؤالهم :"أينكم عنا؟"،تمتمات ذكراهم،حشود لهفهم،وأشباحهم ناعية حنيننا !
عبر المحيط أنفساً ليس العدد يحصيها ، تفتش خاوية المحاجر عن قلوب أفل نبضها ، وابتلعتِ المسافات أصداء خطاها ، وغيّب بُعاد الدهر أصواتهمُ،حديثهم المحبب ، ودفء أحضانهم ُ ،حتى الروح التي كنا نواسي الشوق بمعرفتها غمضت علينا،وقبضتها يد "لمْ تعدْ" !
تلك الوحشة القاتلة،تلك الحرقة التي لا ينطفئ لها جمرا،وهذه العين التي لا تمل بكاؤهمُ ، صدقاً أخاطبها "حتَّـــام؟" لكن أنّى للقلبِ المشتاق أن يفهم خطابي؟!، ولا تعذلِ المشتاق في أشواقه ،حتى يكن حشآك في أحشائه !
أي ربيعاً لا يذبلُ ، بلون وأرج الورد هو كملكمُ ،برغم الملح الهادر ربيعٌ،برغم الترح الذي أفضتِ ربيعٌ،برغمهمُ فهل أنتِ إلا الربيع زهره وطيره وعبق بساتينه يا ربيعُ !
بوركتِ لهكذا بوحٌ صادق الجوف،جزاكِ الله خيراً أختاه،أدامكِ الله ساكنة الأشواق مطمئنة العالجِ،ومزيدًا أفيضي علينا،أظلتكِ عناية الرحمن أخية،،
المفضلات