جرحَ الملك

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: جرحَ الملك

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية Nino chan

    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المـشـــاركــات
    1,389
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي جرحَ الملك

    بسم الله الرحمنِ الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ..
    كيف حالكم ؟! منذ زمن لم أكتب ^^" منذ أيام XD
    ...
    ارتئيت وضعها اليوم قبل أن أنساها : )

    *****


    ذاتَ يومٍ.. سقطَتْ مغْشيًّا عليهَا.. ولَمْ يَهْتَدِي أيُّ حَكِيمٍ لِمَا ألمَّ بِها.. فَترَكُوها طَرِيحَة الفِراشِ يَحُومُ فوقّها الفَرَاشُ.

    بعِيدًا.. في بلادٍ داخِلهَا.. أصابَ ممْلَكَتها أَمْرٌ جَلَلْ.. فَأُعلِنَتْ حالةُ الاستنْفَار القُصْوَى. كانَ مُرَاسِلُو العشَائر يَجُوبُونَ سَائِرَ الممْلَكَةِ حَامِلِينَ عَينَ الرّسَالةِ "نُرِيدُ الاجتِمَاعَ لِتوحيدِ شَكْوانا عِندَ القَاضِي"

    فِي قَاعةِ الحُكْمِ، اجْتَمعَ نُقَباءُ العشَائِر وانْتَظرُوا وُصُولَ القَاضِي.. ووَصَلَ أخيرًا وَقدْ كانَ يتَّكئُ على عُكازٍ في مشيَتِهِ. رَاقبتهً العيونُ حَتَّى مَكثَ على المِقْعدِ.. قدْ كانَ شيْخًا أبْيَضًا ملْفُوفًا بالبَياضِ.


    -
    أهلاً بِكم يا قَوم، مَاليَ أرَاكُم اجتَمعتم مَرةً وَاحدةً ؟!
    تقدَّم أحدُهم لِيَقولَ:
    - جئْناكَ يا سِيادَة القاضِي لِنَشتَكيكَ أحدَهُمْ.
    - ألستَ نَقيبَ عَشِيرة العيَنِ؟! أَفْصِحْ هيَّا..
    - أجَلْ يَا سيّدي.. فَعَشيرَتِي تَشْتَكِي التَّوقُفَ المُفَاجِئ عنْ العَملِ، فمنذُ ثَلاثةِ أيّامٍ خَلَتْ وَعشيرةُ العينِ بِكُلِّ كَوَادِرهَا تَوقَّفتْ عنْ العَمل.. وَتَعطَّلتْ أَرزَاقُ عَامِلينَا.
    - أَجلْ يَا سيّدِي وَكذلكَ عَشِيرةُ الأُذُنَينِ تشْتَكِي عَمَلَهَا دُونَ رَاتِبٍ على أَتْعَابِهَا وَلا يُوجَدُ أيُّ تَوْجِيهٍ لِمَا نَجْتَذِبُ مِنْ أصْوَاتٍ..
    - إذًا ؟! مَنْ المُشْتَكى هَذِهِ المَرَّة ؟!
    - (بصوتٍ وَاحدٍ) القَلْبُ !

    فَكَشَّرَ القَاضِي قائِلاً: رِفْقًا بِهِ أَيًّهَا القَومُ.. فَحَالُهُ لا يَسُرُّ أَحَدًا.


    -
    لِمَ تُدَافِعُ عَنْهُ أَيُّهَا القَاضِي وَبينَكَ وبينه ماضٍ دَامٍ.. فأنتَ العقْلُ الذِي لا يَجِبُ أنْ يَنْصَاعَ لِتَفَاهَاتِ المَدْعوِّ بِالقَلْبِ.. عَليكَ أنْ تُنْهِيَ أَمْرَهُ هَذِهِ المَرَّةِ دُونَ رَجْعَة.. هَيَّا وَنَحنُ مَعكْ.. أمْ يَظنُّ حَقًا بأَنَّهُ ملكٌ علينا..
    فَتَرَّجلَ القَاضي مُتَّكِئًا على عُكَّازهِ الخَشَبِيّ وقَالَ بِنَبْرِةٍ عَلَتْها مَلامِحُ الحُزْنِ الدَّفِينِ
    - هَلُمُّوا يَا قَوم نَسْتَقْصِي أَمْرَه..

    وَقَامَ الجَمِيعُ مِنْ مَجْلِسِه يَهْتَدُونَ خُطَى العَقْلِ الرَّزِينَة.. حتَّى وَصَلُوا حَيَّ القَلْبِ.
    هُنَاكْ، تَسمَّر الجَمِيعُ، وَفاضَتِ العُيُونُ حُزْنًا وَأَلَمًا مِنْ هَوْلِ المَوقِفْ..
    فَقدْ كَانَ القَلبُ طَرِيحَ الأرْضِ وَحَوْلَهُ تَنَاثَرَ الدّمُ القَانِي بِرَكًا بِرَكًا..


    -
    يَا إلهي، مَاذَا حَدَث هُنَا.. مَلِكُنا مَجْرُوحٌ؟!
    - إِنَّها مَجْزَرَة..
    - بَلْ مَذْبَحَة !
    - أَيُّهَا القَاضِي.. أَتَعْرِفُ سَبَبَ ذَا كُلِّهِ ؟!
    - آَهٍ لَوْ تَعْلَمُونَ.. لَقدْ أَوْقَعَ نَفْسَهُ فِي مَشَاكِلَ كَانَ فِي غِنًى عَنْهَا.. كَمْ نَصَحْتُهُ بِأَنْ يَنْتَبِهَ فِي مُعَامَلاتِه مَع الآخَرِين.. لكِنَّهُ قَلْبٌ تَقَلَّبَ فِي هَواه.. وَجُرِحَ فِي نِهَايةِ الأمْرِ.. كَمَا تَرَوْن.. خَانهُ الحَبِيبُ.. وَتَرَكهُ مَجْرُوحًا!
    - تَبًا، لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ هَذَا لأخْبَرتُ عَشِيرَتِي بألا تَنْظُرَ إلَيْهِ.. ليتَنَا لَمْ نُشَارِك القلبَ فِي عُمْيَانِه.. لَيْتنا سَمِعْنَا نصِيحَتكَ أيُّهَا العَقْل.. وَآسَفَاهُ عَلى ما فَعَلْنَا..
    - وَنحنُ أيضًل لَيتَنَا لمْ نُطاوِعَ القلبَ فِي شيءٍ..
    - هَا قدْ رَأيتُم الذِي حَدَث.. والآنْ دَعُوه يُدَاوِي جُرْحَهُ.. ولْنَدْعُوَ لَهُ بِالشِّفَاءِ العَاجِل.. وَالزَّمَنُ كَفيلٌ بِذَلِك..

    خَرجَ الجَمِيعُ مُنَكِّسي رُوؤسهم.. يمْلَؤُهم الحُزنُ وَكَأنَّهم فَقَدُوا غَاليًا.. قَاطِعِينَ عَهْدًا على أنْفُسِهِم بِأَلاّ يُطَاوِعُوا القَلبَ فِي أُمُورٍ دُونَ مُوَافَقَةِ العَقْلِ لَهَا..

    في خَارِجِ أسْوارِ المَمْلَكة، أَحسَّتْ أُمُهَا بِدَرَجَةِ حرَارَتِهَا التِي ارْتَفَعتْ فَجْأَةً.. وَخَافَتْ.. فَسَهِرَتْ اللّيلَ مَعْهَا.. حَتَّى أَشْرَقُ الصَّبَاحُ وَكَانتْ الحُمَّى قَدْ اخْتَفَتْ.. فاسْتَغْرَبتِ الأُمُّ فَرِحَةً لَكِنَّ ابْنَتَهَا قَالتْ: لَنْ أُضَيِّعَ قَلْبِي مَعْ مَنْ لا يَسْتَحِقُ يَا أُمِّي..

    فَفَهِمَتْ الأُمُّ مَا كَان واحتَضَنِتْهَا بِحَنَانٍ مُرَبِتةً عَليْهَا..
    وَعادتْ كُلُّ كَوادِرِ مَمْلَكتِها للعَملِ مُجَدَدًا..

    في حفظ الله ورعايته
    التعديل الأخير تم بواسطة هيفاء البنيان ; 15-11-2012 الساعة 11:38 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...