السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصراً من اليوم التاسع والعشرين من رمضان .. تُرى .. هل رمضان هذه السنة مكتمل أم هو ناقص ؟ ..
بيان من مجلس القضاء الأعلى .. غداً .. هو الأول من شوال .. أول أيام عيد الفطر
المبارك ..

بدأت الذاكرة تستعرض شريط رمضان ..


ثم .. ؟؟!!
..
هذا هو حال كثير من الناس .. وهنا يختلفون ..مِن الناس .. مَن نفسه اللوامة تجترّ دموعه ندماً على التفريط .. والتسويف .. فيقضي ليله باكياً .. مستشعراً أنه في ليلة الجوائز .. وأن الله يعتق فيها بقدر ما أعتق كل الشهر ..بدأ يستعرض شريط أعماله .. وهو نادم .. على تقصيره في التراويح .. وكيف أهمل إتمام الشهر دون نقص فيها ليدخل في قوله صلى الله عليه وسلم .. (( من قام رمضان إيمانا واحتسابا .. غُفر له ما تقدم من ذنبه ))
..

تذكر .. أنه في رمضان الفائت .. مرّ به نفس الموقف .. وعاهد نفسه على التقدم .. إن هو أدرك رمضان القادم .. وهاهو أدركه .. فماذا قدم ؟! ..تذكر .. أنه بالكاد قرأ عشرة أجزاء .. ونصفها كان مع حماس الأيام الأولى .. ثم تكاسل .. تذكر .. أنه في ختام الشهر .. وأن الفرحون بالختام أكثر ما أبهجهم عدم تقصيرهم .. وسأل نفسه .. أي شيء ينقصني لأحذو حذوهم ؟! ..


..

وقف .. متذكراً .. لتلك الكلمة التي ألقاها الشيخ في أول ليلة من رمضان .. وذلك الحديث العظيم .. وأنه وقع منه موقعاً مؤثراً .. ولكن .. سرعان ما زال تأثير الحديث .. ونسيه .. بل نسيه ونسي غيره من الدروس الرمضانية .. ودموعه تتوالى .. وهو يكرر الحديث تكرار الوجل الخائف .. (( يا محمد قل آمين .. آمين ... من أدرك رمضان وانتهى فلم يغُفر له .. فأبعده الله ))
..

وقف .. متأثراً .. وهو يتذكر .. وعده الذي قطعه على نفسه .. بأن لا ينقضي الشهر إلا وقد اعتكف يوماً على الأقل ..آآآآه ها قد عاد المعتكفون لديارهم .. لا تسعهم الفرحة لإتمامهم القُربة لربهم .. فهنيئاً لهم ..


..

هاله الأمر عندما تذكر .. أنه كان حريصاً في الشهر على النوم والأكل والشرب .. ولم يكن سبّاقا للقُربة والطاعة .. وجل قلبه وخاف .. وهو يردد .. أن من الناس من حظه من صيامه الجوع والعطش .. ومن قيامه إن وُجد السهر والتعب ..
..

وهو يبحر في أحزانه .. سمع صوت أخيه الأصغر .. وهو يدخل البيت فرحاً .. يسلم على والدته .. وقد عاد من رحلة برّ وصلة .. وتذكر أنه كان من الممكن أن يكون معه في أوبته والله أعلم بالحسنات التي حصَّلها .. بكى .. وهو يعلم أن الذي منعه من ذلك .. تسويفه وكسله ..ثم عاد مرّة أخرى لعهده .. وقراراته الحاسمة .. في رمضان القادم سأفعل وأفعل ..
..

هذا حال من بقي في قلبه حياة .. والمطلوب أسمى .. والمراد أعظم ..
أليست هذه حال الكثيرين ؟! ..
..




إخوتي / أخواتي في الله .. لم يبق على بداية هذا الشهر الكريم إلا القليل .. فلنلتزم منهج النبي صلى الله عليه وسلم .. إن رمضان مدرسة ومزرعة نفعها عظيم .. وفرصة فوز لنحرص ألاّ تفوت ..
..


من كان هذه حاله نهاية الشهر .. فمالذي يمنعه من أن يستعد لها من الآن ؟! .. فالفرصة
مواتيه .. والأبواب مشرعة .. والشياطين ستكون مصفدة ..

إذا فلنصدق مع الله ..
..

اللهم ربنا .. لكـ الحمد كله .. إليكـ يرجع الأمر كله .. نرجوكـ بانكسار ونطلبكـ بخضوع .. أن تزيل درن قلوبنا .. وأن تكتبنا من العاملين المخلصين الذين تنالهم جوائزك في هذا الشهر .. فاكتبنا ربنا من المعْتقين من النار ..



اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأهلينا جميعاً من النار ..
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأهلينا جميعاً من النار ..
اللهم أعتق رقابنا ورقاب والدينا وأهلينا جميعاً من النار ..

آآآآآآمين
..

وللأمانة .. "الموضوع منقول بتصريف"
أختكم
Silent_queen