..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
في أحد الأيام ذهبت أنا وأسرتي إلى شاطيء البحر لإستنشاق بعض الهواء والإستمتاع بمنظر البحر الأخاذ، إلا أنني كت حزينةً في ذلك اليوم و لم أكن أريد الذهاب ، ولكن مع ذلك ذهبت إلى هناك لقضاء اليوم معهم.
منذ أن وصلنا إلى البحر واقتربنا منه لم أتمكن من ازيح ناظري عن جماله الساحر الذي تخلل أعماق قلبي، جلست على رماله الناعمة الدافئة وبقيت احدق به بتمعن وأنا أرى الأمواج ترطم بالصخور و تنغمس بها وكأنها تزيح عبئاً ثقيلاً عنهم أو لنقل، بأنها كانت تزيح عني ذلك الهم الثقيل من على صدري.
جلست وأغمضت عيني و أنا اشتم رائحة البحر الفواحة العطرة التي تدخل في وتجدد الحياة في نفسي الحزينة، نسيم عليل يدغدغ خدي من حينٍ لآخر و قطرات الماء المرتطمة بالصخور تتناثر علي لتحي الأمل في قلبي.
بقيت هناك والبحر يحمل همومي وأحزاني ويرميها في بحر النسيان في مكانٍ لا تعود منه الأحزان أبداً. اقترب موعد الذهاب وتغير لون السماء إلى اللون الأحمر الأرجواني وبدأت الشمس تغيب في الأفق البعيد وتكاثرت الغيوم التي تسبح في الفضاء لتغطي الشمس حيناً وتظهرها حيناً آخر.
إخوتي بدأو بمناداتي من بعيد فقد حان وقت الذهاب، إلا أن أذني كانتا معهم، وعيني كانتا على تلك اللوحة الرائعة المريحة للناظرين. بدأت أشعر بالسعادة بعد ذلك وبدأ الهواء يدخل في نفسي بشكلٍ غريبٍ لم اعهده من قبل، ذهبت لإخوتي وركبنا السيارة إلا أنني بقيت احدق في ذلك البحر الخلاب دون توقف. فشكراً لك أيها البحر، شكراً لأنك حملت همومي ورميتها بعيداً في مكانٍ لا رجعت منه، شكراً لك لأنك دفنت أسراري وأحزاني الأليمة في أعماقك الواسعة، شكراً لأنك أعدت الأمل لنفسي وحياتي من جديد واعدت الإبتسامة لهاتين الشفتين الجامدتين... شكراً لك..
و السلام خير الختام
رد مع اقتباس



المفضلات