السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا فصل في مجمل فضائل الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فقد وردت الأدلة القطعية وتواترت السنة بفضائلهم رضي الله عنهم وأرضاهم جميعاَ، فنورد شيئاً من فضائلهم على الجملة ثم نخص كل واحد منهم بذكر ما اختص به من الفضل إن شاء الله تعالى.
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه "أنه توضأ في بيته ثم خرج فقال: لألزمن رسول اللهولأكونن معه يومي هذا، قال فجاء المسجد، فسأل عن النبي
، فقالوا: خرج وجَه هاهنا، قال: فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب -وبابها من جريد- حتى قضى رسول الله حاجته وتوضأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوسط قُفَّها(أي جدار مبني مرتفع حول البئر كالدكة)، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر، قال: فسلمت عليه ثم انصرفت فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بوَّاب رسول الله
اليوم، فجاء أبو بكر، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت: على رسلك(أي انتظر)، قال: ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال: "ائذن له وبشره بالجنة"، فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله معه في القف ودلَّى رجليه في البئر كما صنع رسول الله
وكشف عن ساقيه، قال ثم رجعت فجلست وتركت أخي يتوضأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً -يعني أخاه- يأت به، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب، فقلت: على رسلك، قال: ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا عمر يستأذن، فقال: "ائذن له وبشره بالجنة"، فجلس مع رسول الله في القف عن يساره ودلًّى رجليه في البئر، قال ثم رجعت فجلست، فقلت: إن يرد الله بفلان خيراً -يعني أخاه- يأت به، ، فإذا إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان، فقلت: على رسلك، قال: ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله هذا عثمان يستأذن، فقال: "ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه"، قال: فجئت فقلت: ادخل ويبشرك رسول الله بالجنة بعد بلوى تصيبك، قال: فدخل فوجد القُفَّ قد مُليء، فجلس وجَاهَهُم من الشقِ الآخر" رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن أبي عاصم وعبد الرزاق.
قال سعيد بن المسيب: "فأولت ذلك قبورهم اجتمعت هاهنا، وانفرد عثمان عنهم".
وقال النووي : "وفيه فضيلة هؤلاء الثلاثة، وأنهم من أهل الجنة، وأنهم يستمرون على الإيمان والهدى." ا.هـ بتصرف
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهكان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال النبي
: "اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد." رواه مسلم والترمذي وليس فيه علي وطلحة.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأشدهم حياءً عثمان، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبَي بن كعب، ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح." رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "اقتدوا باللذين من بعدي من أصحابي: أبي بكر وعمر، واقتدوا بهدي عمار، وتمسكوا بعهد ابن مسعود." رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني.
وعن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول اللهخرج واستخلف علياً، فقال: أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي." رواه البخاري ومسلم والترمذي وعبد الرزاق.
ومعناه كما قال البغوي في شرح السنة "أن هذا مثال ضربه عليه السلام لعلي رضي الله عنه حين استخلفه حال غيبته، كما استخلف موسى أخاه هارون حين خرج إلى الطور، فكانت تلك الخلافة في حياته في وقت خاص." شرح السنة(14|114).

ولأكونن معه يومي هذا، قال فجاء المسجد، فسأل عن النبي
رد مع اقتباس

المفضلات