ما شاء اللهـ .. أبدعتـ أخيـ ..
وأتفقـ مع أخيـ يوتشيها على أنهـ سيصبح الأفضلـ ..
متابع بصمتـ ..
|
|
كنت أفكر أن أبدأ اليوم بـ النظريات السياسية , وهي نظريات مسلية بدأت من افلاطون والمجتمع المثالي إلى ميكافيللي , ثم تطورت إلى ديموقراطية وحرية ، وإتحدت مع الرأسمالية الحديثة فيما يـُعرف بـ النظام الليبرالي !
لكن سنتكلم اولاً عن الرأسمالية ما قبل الليبرالية , ثم نتكلم عن النظريات السياسية إلى ما قبل الليبرالية أيضاً , ثم بعدها نتكلم عن الشيوعية كـ نظام بديل عن الرأسمالية , ثم دور الشيوعية في دعمها الكبير لـ إسرائيل ، ثم إنهيار الشيوعية ..
وبعدها نتكلم الليبرالية الحالية بـ مفهومها الشامل وتوجهاتها السياسية !
سنبدأ اليوم مع أول درس عن الرأسمالية ..
وهو أول نظام إقتصادي لا ديني ظهر .. وإستطاع أن يقضي على النظام الإقطاعي الذي كانت تدعمه الكنيسة ، وتتبناه أنظمة الحكم في حكم بلادها !
الرأسمالية هي أول نظام إقتصادي ( لا ديني ) , بدأ بـ فكرة غاية في البساطة ..
فبما أنه لا يوجد خالق بـ نظرهم , وبالتالي لا يوجد بعث ، فالهدف الأكبر من الحياة هو الحصول على أكبر قدر من الثروة ( والثروة هنا هي الوسيلة للإستمتاع بـ الحياة ) !
ومنها تم تجريد الإقتصاد من أي صبغة اخلاقية , أو دينية تُحرم الربا ( إذ كانت النصرانية قديماً تُشدد على تحريم الربا ) ، أي أن المصلحة الشخصية هي المحرك الوحيد لإقتصاد !
بـ إختصار كان شعار الرأسمالية هو : تحقيق أكبر ربح بـ أي وسيلة
لـ الشيخ محمد قطب ملاحظة هامة يقول فيها :
" إن طريق الحياة الأوروبية , ليس إلا خطاً متذبذب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، إذ بدأت أوروبا محتقرة للحياة الدنيا , تزدري ما أحل الله ، وتدعوا إلى تقديس الفقر والتقشف والبؤس , على إعتبار أنه وسيلة الخلاص من الخطيئة ، ثم إتقلب الأمر راساً على عقب , فتحولت إلى وحش ضار .. وهجمت بـ كل قواها على المتاع الحسي "
.
.
عندما بدأ الصراع بين الطبقة البرجوازية الناشئة ، والطبقة الإقطاعية .. كانت أغلب العمالة في يد الإقطاعيين , وواجهت الطبقة البرجوازية صعوبة كبيرة في الحصول على العمالة ، فـ ظهرت شعارات على غرار : دعه يعمل .. دعه يمر !
في إشارات واضحة تُنادي بـ الحرية ..
على العموم ظل هذا الصراع إلى أن بدأت حركات الإصلاح الديني بـ الإنتشار ، وتمت مصادرة أملاك الكنيسة وتوزيعها على الإقطاعيين الجدد .. كما فعل الملك هنري الثامن ، فـ قام الإقطاعيين الجدد بـ طرد كثير من الفلاحين خارج الأرض ، وإنتهت مشكلة الأيدي العاملة بـ ثورة ( كروميل ) ، والثورة الفرنسية ، ثم حُررت الأيدي العاملة في كل أوروبا نتيجة فتوحات نابليون !
ومع وجود أيدي عاملة .. تطورت البرجوازية ، وأخذت الطبقة الرأسمالية القديمة في الظهور !
فضل القيمة
دعونا أولاً نتعرف على مفهوم ( فضل القيمة ) أو كما يُسميه ماركس ( القيمة الزائدة ) ، وهو مفهوم هام جداً .. يُفسر كل تصرفات الراسمالية البشعة !
بـ إختصار ومن دون تعقيد :
هو تحقيق أعلى قيمة من وسائل الإنتاج التي يملكها الرأسمالي ( سواء كانت أرض , آلات , مواد أولية ) ، وهذه القيمة ( المنتج ) يجب أن تكون أعلى من السعر الذي سيدفعه الرأسمالي للعامل , الذي سيُنتج هذا المنتج ..
وكلما كانت قيمة المنتج أعلى من قيمة أجر العامل , كلما حصل الرأسمالي على فائض .. يستخدمه لـ زيادة رأس ماله أي ( وسائل الإنتاج ) ، التي بدورها سيستخدمها لـ يُحقق منها فائض أكبر .. يحصل منها على وسائل إنتاج أكثر .. وهكذا ، إلى أن يتحول إلى ديناصور رأسمالي عملاق >.>
من هذا يتضح لنا أن أفضل وسيلة لـ تحقيق ( فائض القيمة ) هذا , هو في عمالة تعمل بـ السخرة اي ( بلا أجر ) .. وهذه السخرة وجدوها بـ كثرة في هنود القارات الأمريكية الجديدة !
توسعت الرأسمالية بـ كثرة , مع إتساع العلاقات التجارية , التي إتسعت بـ دورها مع بداية ما يُعرف بـ ( الصناعة الزراعية ) ..
والصناعة الزراعية بدورها بدأت في مزارع قصب السكر ( بما فيها من مطاحن ومراجل ) في القارات الجديدة ، للتجارة بمنتجاتها وتصديرها ، وهي صناعة كانت تحتاج إلى :
1 – عمالة بـ أعداد كبيرة .
2 – إنضباط ومواظبة على العمل لـ فترات تتجاوز الـ 12 ساعة يومياً .
بـ إختصار تحتاج إلى عبيد يعملون بـ السخرة ، ولأن العبودية كانت قد زالت من أوروبا .. فقد كان السكان الأصليين ( الهنود ) للقارات الجديدة هم الحل الأمثل !
وفي القارات الجديدة تم إستخدام ( التعذيب , بتر الأطراف , الإعدامات ) لـ ترهيب وتعبيد السكان الأصليين ، الذين وجدوا أنفسهم فجأة وقد صاروا عبيداً للسيد الأبيض .. القادم من وراء البحار !
وقد أدت هذه السياسة البشعة لإبادة شعوب كاملة , لم تتحمل الرق والإستعباد ، إلى حد أن هبط عدد سكان إسبانيا الجديدة ( المكسيك ) من 25 مليون إلى أقل من نصف مليون خلال 80 سنة فقط !!
المهم أن طلب العبيد كان يزداد بـ مرور الوقت ، مما أدى لـ ظهور سوق ( تجارة السود ) ..
في تلك الفترة بدأ الفكر الرأسمالي يتبلور على يد من يُلقب بـ فيلسوف الإستعمار ، وكاهن الرأسمالية الأكبر , الذي برر كل تصرفات الجشع الإستعماري .. آدم سميث !
آدم سميث
إشتهر ( آدم سميث ) بـ كتابه فائق الشهرة ، والذي يُعتبر واحداً من الكتب التي غيرت العالم ( ثروة الأمم ) ..
وهو ينظر للحياة بـ نظرة ميكافيللية , إذ يعتبر أن العامل الأهم في النشاط الإنساني , والمحرك الوحيد له .. هو المصلحة الشخصية فقط !
وأن العمل على جمع الثروة هو أهم مظهر من مظاهر الحياة ..
وأهم ما ذكره , أن المصلحة الشخصية والأنانية ليست صفات مقيتة .. لأنها تحمل الخير للمجتمع ، فهو يفترض أن كل شخص , حين يُحقق الخير لـ نفسه ، فإن الخير سيتحقق في المجتمع كـ كل ..
( رأينا في الدرس الماضي عن الديموقراطية , كيف تتعارض المصالح الشخصية مع المصالح العامة ) !
ويدعو أيضاً في كتابه أن يكون تعامل الناس مع بعضها البعض , تعامل قائم على المصلحة والمنفعة المتبادلة فقط , وليس بدافع الإنسانية !
( سنرى ما سيحدث للفقراء والمعاقين نتيجة هذا الفكر في الدروس القادمة ) !!
إقرأوا هذا الدرس مرتين
الدرس القادم
مالتس .. كولبير .. المركنتلية ..
التعديل الأخير تم بواسطة إلموت ; 15-4-2009 الساعة 04:37 AM
المفضلات