.
.
.
الثغر المبتسم
/
\
/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كم منا، من يتألم كثيرًا لأجل آخر..
ومن يحزن، ومن يفكر..
ربما لم يتوقع ذلك الصديق الذي ذكرته أن يكون له في يومٍ من الأيام شأنٌ هكذا
لكن هكذا هي الحياة،
أن تفقد يومًا ذلك الإنسان الرحيم اللطيف، الظل الذي يسعُ كونًا في نظرك،
والدك..
هذا ليس مجرد حدث عابر، وليس شيئًا سهلًا،
لك أن تتخيل مشاعر هذا الشخص الذي رقد بعد لقاء والده ثم استيقظ وواراه الثرى..
تلك ليست مجرد حادثة، وحوادثنا تعظم بقوة حبنا للشخص الذي فقدناه..
ويثبت الله من يشاء..
أعرفُ شعورك أخي الثغر المبتسم، فقبل أشهر من الآن، رأبتُ ما رأيتْ..
كنتُ أنام وأصحو وصورة تلك الرائعة تتخطفني،
تارةً أشاهدها وقت الحادث وتارةً أتخيلها تبكي على ابنتها بعد أن ذهب الجميع.. أحلم كل ليلة..
وقتها، كنتُ كطائرٍ قلق، كشيء لا يدري أين موضع قلبه،
كنتُ فقط أسير وأقول: يا الله ثبتها ثبتها وأعطِ قلبها السكون يا مولاي..
كنتُ أجلسُ وأتحدث مع الجميع، أدرس وأتابع حياتي،
لكن شيئًا ما اختلف فيّ، ففؤادي في مكانٍ آخر.. فأفزع لأصلي وأدعو لها فكيف بها!
وأخيرًا زرتها، و والله كانت هي من تصبرنا فيها، شامخة رائعة، تعلمُ من عينيها أنها فقدت بريقًا،
لكنك تعلمُ من كلماتها تصبرها ويقينها..
لذا، ادعُ له، وســخّر سهام الليل التي في يدك،
إن أحببتَ شخصًا وأحسستَ بالعجز تجاهه فانظر ما الأحب إليك دنياه أم آخرته فأعنه على الأحب..
ادعُ له أن يُربط على قلبه، أن يفرّج الله همه.. فمهما فعلتَ له كبشر لن تفيده، لذا الجأ لربك الذي يسره لك وأعانك على حيه..
وأعطه فرصة ليعود، فلا يعقل أن يموت والد أحدهم و يستطيع النهوض بعد يوم أو يومين..
وواصل حياتك، وسيواصل حياته بإذن الله، فلو كانت الحياة ستتوقف لموت أحد لتوقفت لموت سيد البشر محمد -صلى الله عليه وسلم- ..
ولك التحيةُ..
.
.
.

رد مع اقتباس





المفضلات