ليس عجيبا أن أقول ذلك، فلربما أنت قد لبس عليك من قبل شبه أهل البدع ، فوجب علي التحذير من ذلك دفاعا عن دين الله عز وجل من تأويل الجاهلين ، واعلم أني ما أردت لك إلا الخير لأنه يبدو لي أنه قد لبس عليك فعلا من قبل أهل البدع، فليس كل من تكلم في الشرع نأخذ كلامه من الأفاكين والدجالين وأهل البدع.
عليك يا أخي أن تتعلم أن لا تقتبس كلاما لم تفهمه ولم تعلم مدى صحته، فقط لأنه وافق هواك ، هذه نصيحة لك مني، فإن أردت الإقتباس فاقتبس كلام أهل العلم المشهود لهم بالعلم واتباع السنة وموافقتهم للأدلة ، ولا تقتبس كلام من لا دليل له سوى إعمال العقل في الدين وافتراءه على الأئمة الأطهار، وإن كنت حقا لست أهلا للمناقشة فما بالك فأنت من بدأ بالنقاش وطرح الشبه ، فكان واجبا علينا دفع الشبه بالأدلة دفاعا عن دين الله عز وجل وإحقاقا للحق وإزهاقا للباطل.
وبما أنك لا تعلم معنى السنة الواجبة وبدا لك الأمر غريبا، فسأبين لك ذلك: فالسنة عند المحدثين تطلق على جميع ما نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خُلقية أو خَلقية وهي بهذا المعنى تشمل كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، الأمر به أو النهي عنه ، سواء كان الأمر إيجابا أو ندبا والنهي تحريما أو كراهة، وكذلك الحال بالنسبة للمباح.
إلا أنها استعملت استعمالا خاصا عند الفقهاء والأصوليين بمعنى ما طلب طلبا غير جازم،فخرج بذلك الواجب والمحرم والمكروه، لأن طلب الواجب جازم، والمحرم والمكروه غير مطلوبين، والمباح مخير فيه بين الفعل والترك فلا طلب حقيقي فيه.
فإن أريد بالسنة عند المحدثين، فهناك سنة واجب العمل بها ، وسنة مندوب العمل بها.
وبالنسبة لما قلته بأنك مقتنع بما قاله الدكتور يوسف القرضاوي ، فهذا هو التعصب بعينه ، فعليك اتباع الدليل وليس اتباع تلك الفتاوي الشاذة التي جاء بها الدكتور القرضاوي ، وقد رد عليه العلماء في ذلك ولست أنا حتى لا تتقول علي ما لم أقله، وقد رد عليه الشيخ الفوزان حفظه الله في كتابه : الا علام بنقد كتاب الحلال والحرام، وكذلك رد عليه الشيخ الألباني والكثير الكثير من المشايخ وبينوا أباطيله في كتابه الحلال والحلال، فكل شيء صار عنده حلالا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله .
واعلم أخي في الله أني ما أردت لك إلا الخير ، وبما أنك أوردت شبها فلا بد لنا من الرد عليها وبيان بطلانها، وسأبين لك شبهة وبدعية من قسم الدين إلى لب وقشور ، فاللحية هي من الدين ولا يستهان بأمرها ، بل إن حلقها قد يعد كبيرة من الكبائر إن أصر العبد على حلقها ، فلا تحقرن شيئا من شعائر الله فتندم وتهلك { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } سورة الحج
وأنت من أهل الجزاء ، وللرد على الشبه بقية إن شاء الله تعالى.
المفضلات