اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عثمان بالقاسم مشاهدة المشاركة
لي عودة بإذن الله عز وجل للرد على الأخ الكريم الصوت الحر ، ودفع شبهاته بالأدلة ، وإثبات إجماع الأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل على وجوب إعفاء اللحية ، وبيان كذب من تقول عليهم خلاف ذلك، والرد على من جعل الدين لبا وقشورا .
وأقول للصوت الحر: إن اللحية لها علاقة بالإيمان ، فالإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، والإيمان عند أهل السنة والجماعة هو قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان ، واللحية هي من الأعمال فتدخل في باب الإيمان وهذه عقيدة أهل السنة خلافا لأهل البدع المضلين عن سبيل الله.
ومن المضحك فعلا أن يقول شخص ما أن اللحية من القشور والأمة لا تنهض بهذا، فإن كانت الأمة لاتنهض بتطبيق سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام، فهل ستنهض الأمة بحالقي لحاهم العاصين لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
وسأبين إن شاء الله تعالى بطلان من ذهب إلى الندب ومخالفته لأهل السنة والجماعة سلفا وخلفا وابتداعه في الدين.
ومن العجيب فعلا أن تأتي لنا في حديثك عن سنن الفطرة بأقوال العلماء وأنت لم تفهم حتى معنى قولهم سنة ، حيث يظن الكثير ممن لم يطلعوا على أصول الفقه أن المراد بالسنة أنها مستحبة، فهم لا يعلمون أن قول العلماء بالسنة يعنون بها السنة الواجبة في قولهم عن هذا الحديث.
وغريب أيضا أن لا يفرق المرء بين الأمر المطلق الذي يدل على الوجوب كقوله عليه الصلاة والسلام : " أرخوا اللحى" فهذا أمر للوجوب لأنه لا توجد قرينة تصرفه عن ذلك فهو أمر مطلق ، فالحمد لله أن جعل الله لهذا الدين علماء يدافعون عن دينه من تأويل الجاهلين ، وعلم أصول الفقه هو علم مهم جدا .
وكذلك هناك الكثير ممن يجهل ولا يعرف معنى الكراهة، لكن طريقة أهل البدع هو أن يأتي لك دائما باللفظ العام دون بيان حتى يدلس ويلبس على الناس ، والكراهة قد يقصد بها كراهة تنزيه وكراهة تحريم .
وبما أني قد قمت باختصار الموضوع وكنت أنتظر هذه اللحظة التي أفصل فيها ردا على أهل البدع وردا على من يكذب على علماء السنة ويجعل كل مسألة في الدين إن خالفت هواه يجعلها خلافية.
وسأبين بإذنه سبحانه أن وجوب إعفاء اللحية مسألة أجمع عليها الصحابة كلهم رضوان الله عليهم والتابعين وتابع التابعين وكل علماء أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا ، فأنا لا أدري من هو هذا الجاهل أو المبتدع الذي يريد جعل كل مسألة مجمع عليها في الدين خلافية .
هذا رد في عجالة، وسأعود بإذنه سبحانه للرد على الشبه .
وفي الختام أشكر الأخ : الصوت الحر على مروره، والأخ السندباد 2، والأخ makak.
{ وقل الحق من ربكم فمن شاء فليكفر ومن شاء فليؤمن}

أخي الحبيب .. عجيب أن تقول .. أخي الكريم الصوت الحر ثم في نفس السطر دفع شبهاته ..

أخي لقد اقتبست الكلام ونقلته لك ولست بدارس للعلوم الشرعية ولن أجادل معك وأتناقش حول هذا الأمر ؛ لأنه لا خير في ذلك أبداً ، وأنا لست أهلاً لمناقشة ذلك ..

ولكن هناك أمر غريب في حديثك .. ما هي السنة الواجبة .. وأنا صغير قالوا لي أن السنة إجمالاً هي: ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها .. والواجب يثاب فاعله ويعاقب تاركه .. لكني لم أسمع عن السنة الواجبة حقيقة .. فما هي والفرق بينها وبين الواجب؟ أنا أعلم السنة المؤكدة كالوتر وسنة الفجر ..

وأنا شخصياً يا أخي مقتنع بما قاله الدكتور يوسف القرضاوي ..
وبهذا نرى أن في حلق اللحية ثلاثة أقول: قول بالتحريم وهو الذي ذكره ابن تيمية وغيره. وقول بالكراهة وهو الذي ذكر في الفتح عن عياض ولم يذكر غيره. وقول بالإباحة وهو الذي يقول به بعض علماء العصر. ولعل أوسطها أقربها وأعدلها -وهو القول بالكراهة- فإن الأمر لا يدل على الوجوب جزما وإن علل بمخالفة الكفار، وأقرب مثل على ذلك هو الأمر بصبغ الشيب مخالفة لليهود والنصارى، فإن بعض الصحابة لم يصبغوا، فدل على أن الأمر للاستحباب.

صحيح أنه لم ينقل عن أحد من السلف حلق اللحية، ولعل ذلك لأنه لم تكن بهم حاجة لحلقها وهي عادتهم.


أخي الفاضل .. لا بد من النظر إلى أي حكم داخل كليات التكليف، فالحديث مع الناس عن اللحية حتى عند مَن يراها واجبةً ليس كالحديث عن الصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما شابه ذلك.

والإنسان يا أخي قد يحدث له عوارض ليس مكلفًا أن يتحدث بها مع كل الناس، ولا هو مكلَّف أن يُقدِّم أعذاره للناس، وإنما هو أمرٌ بين العبد وربه، والله أعلم.


وهذا آخر رد لي في هذا الموضوع .. وجزاك الله خيراً يا أخي الحبيب