ذكرى | نفحات ايمانية [ مشاركة في المسابقة ]

[Smow]

\

ريما وهي مترددة : هل تقصدني يا ابي ..
الاب نعم يا ابنتي , حديثي معك سيطول لانه شائك جدا .. دائما ما تحيرني البداية ><"
الام : لتدع ريما تخبرك اونسيت انها الهامك في موضوع اليتيم .
الاب مبتسما : لا وكيف انسى ، ريما اخبريني من اين ابدا معك ؟..
ريما وقد انتعشت لهذا الاهتمام : همممم مازالت جملة سارا ترن براسي
تتمتم وهي تقول لن تدركي الفائدة .. ضيعتي الامانة .. ترن في اذني ..
الاب : اتعلمين يا ريما انك الهمتني حقا بالبداية .
ريما تضحك في سعادة
الاب : تعلمين يا ابنتي ان الكتب امانة من المدرسة عندك
ريما مستغربة : اعلم ذلك .
الاب :كيف تكون الامانة برايك ..؟
ريما بجواب سريع : لنتعلم منها
الاب : وتحافظي عليها ولا تمزقي صفحاتها !
ريما : لكن يا ابي انا لم اتخلص الا من الصفحات التي كانت زائدة غير مهمة ..
الام : يا ابنتي غير ذلك في تلك الصفحات التي مزقتها فيها شيئا من الايات و الاحاديث بفعلتك امتهان لها .
ريما بدا عليها الارتباك : تقولون امانة ؟! ، وامتهان ! حقا لم افهم شيئا ..
سارا : اسمعي

كلام الحبيب عليه الصلاة والسلام في الصحيحين من حديث عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيتها ومسئولة عن رعيتها، ثم ذكر الولاة، ثم قال: ألا كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته }.

ريما وكانها تستنبط الفائدة : إذاً : الأب في البيت راع ، والمسئول ، و الأمير ، والوزير ، و القاضي، و الأستاذ ، كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ، والبيت مسئولية ما دخل هذا بموضوعنا ..؟
الاب : نعم

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ( التحريم : 6 )

سارا : من هنا القياس اعلمي انك مسئولة عن كتبك الدراسيه التي صرف لها الكثير من الاموال و تاخذينها بالمجان وفوق هذا كيف بتمزيقك لصفحات الكتاب تفوتين على نفسك علم من شانه قد يرفعك !
ريما : ....
الام : يبدو انك لم تفهمي يا ريما ..
ريما فكرها مشوش كثيرا ..
الاب : لنترك الامانة يا ريما فستسشفي معناه بنفسك في حياتك اليومية .
سارا : المدرك لجوهر الامانة ينجح في حياته الدنيا والاخرة والا تصبح حياته نقمة عليه
ريما : كيف ..؟
الام : فتحت بعدا اخرا يا سارا وتعمقتي كثيرا ولا يسعنا الوقت لان نستلهم محاور تبيانه
الاب : لا باس ، ساحاول ان اختصر قدر الامكان ..
المسئولية في الإسلام مغرم لا مغنم ، فان كنت تظني ان المنصب وسيلة لك إلى السعادة ، فلن يكون لك ذلك إلا إذا جعلته طاعة لله .

الاب : اشعر اني لم استوفي هذه النقطة حقها من الايضاح ..
لذا ساعود اليها بتفصيل في وقت لاحق ، حتى ندرك قضيتنا الحالية ..
ريما : حسنا فلتكمل ابي ..
الاب : اين وصلنا ..!
سارا : الامانة .. ولناخذها استعراضا بشكل سريع
الاب : نعم ، ولن اجد تبيانا اعمق للمعنى من هذه الاية

فيقول الله تبارك وتعالى : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً لّيُعَذّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } ( الأحزاب : 72، 73 ) .

ريما : !
الام : الأمانة الفرائض، عرضها الله على السموات والأرض والجبال، إن أدَّوها أثابهم، وإن ضيّعوها عذبهم، فكرهوا ذلك وأشفقوا منه من غير معصية، ولكن تعظيماً لدين الله تعالى
الاب : إن حِملاً ثقيلاً وواجبًا كبيرا وأمرا خطيرا عُرض على الكون سمائه وأرضه وجباله، فوجلت من حمله، وأبت من القيام به، خوفاً من عذاب الله تعالى، وعُرضت هذه الأمانة على آدم عليه السلام، فحملها واستقلّ بها، فكان الإنسان المفرّط المضيّع للأمانة هو الظلوم الجهول ..

ريما : كيف يكون المال والعين امانه ..؟
سارا : المال لاتستعن به على المعصية ، والعين لا ننظر بها إلى ما حرّم الله، وكذلك اليد نمنعها عن السرق واكل مال الحرام
ريما : وتضييعها مالذي يترتب عليه ..؟
الاب : يورث الخلل والفساد في أحوال الناس ، ويجعل الحياة مرّة المذاق ، ويقطّع أواصر المجتمع ، ويعرّض المصالح الخاصة والعامة للخطر والهدر ، ويُفسد المفاهيمَ والموازين ، ويؤذن بخراب الكون

عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ قَال َ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ؟، فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ : سَمِعَ مَا قَالَ فَكَرِهَ مَا قَالَ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ قَالَ : "أَيْنَ – أُرَاهُ – السَّائِلُ عَنْ السَّاعَةِ؟"، قَالَ : هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : {‏ فَإِذَا ضُيِّعَتْ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟، قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ ‏الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرْ السَّاعَةَ"}. ( رواهـ الـبـخـاري )

ريما : واداء حقها ما اثره ..؟
الاب : من يرعاها حق رعايته يابنتي ، يحبه الله ورسوله ، تلك المحبة التي لا اغلى شيئا منها لا يستحقها الا الامين .

قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : { من سرّه أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث ، وليؤد أمانته إذا ائتمن } رواه البيهقي وحسنه الألباني .

قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَاداتِهِم قَائِمُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُوْلَئِكَ فِى جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ } ( المعارج : 32-35 ).

في قوله تعالى :{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }

فيقول لهم : { أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ } رواه أبو داود وصححه الألباني .

عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : { إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْناً، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ }.

الام : وتحصل له بركة في رزقه وصحته وذريته
ريما بتردد : وهل بفعلتي يا ابي اكن خنت الامانة ..؟
الاب : ليس هذا وحسب ، يا ابنتي .. بل امتهنتي الصفحات التي فيها ذكر الله من ايات واحاديث النبوية ..
سارا بصوت عالي .. وجدتها ..
الام : ماذا وجدت ؟
سارا : الفتوى التي كنت ابحث عنها ..
سارا مخاطبة اختها ريما .. اسمعي ..

الام : هذا لمن يستخدمها ..
سارا اسمعي هذه الفتوى ..

الاب : ثم ان هناك محاضرة من اروع ما تكون لللشيخ خالد الراشد - فرج الله عنه - مؤثرة ومن يستمع اليها سيدرك حقا عظم هذا الامر

|

ريما : حقا ، كم انا مخطئة ..

الام : لا باس عليك يابنتي ابتسمي فما زالت بيديك مفاتيح السعادة وتصحيح الخطا وها انا اراك تخطين خطواتك بثبات
ريما : حقا ، لا اشعر بذلك..؟
الاب : بادراكك اصول الحوار وفهمك ان عليك الابتعاد عن الغضب وانك سترعين الامانة ولن تفرطي بالثورة العلمية ان حملتي ذلك على عاتقك بصدق وامانة فتصعدين بها الى النجاح ..
ريما : حقا انا محتاجة الى دعواتكم ونصائحكم فانا احوج اليها الان فالامتحانات على الابواب و... سابذل جهدي .

الام : وبهذا الخصوص احب ان اخبرك ان للنجاح تقام له دورات كثيرة في الحياة وباساليب متنوعه وقد حصلت لك عليهما باسلوب رائع مفهوم فان تمعنتما فيها وفهمتما بتطبيقكما سيؤهلكما ذلك للنجاح باذن الله
ريما ، سارا : رائع ، نحب ذلك حقا ..
الام :

|

الاب : وهناك دورة اقيمت بالشارقة للشيخ الدكتور محمد العريفي بعنوان النجاح في الحياة
حصلت عليها من فترة قريبة جدا بمعاونة كريمة من الاخ ميدوالزعيم قام بتجميعها وضغط حجمها الدورة تستحق هذا العناء فهي رائعة بحق اتمنى فعلا ان تحققوا فيها النفع والفائدة ولا تنسوا دعواتكم للاخ ميدو .

|

\

انتهز هذه الفرصة ان اذكركم بفضل هذه الايام
وتحضرني كلمات كلمات جوهرية للشيخ خالد الراشد فرج الله عنه ..

عباد الله :
الشيء الذي لا بدَّ أن لا ننساه ..
أننا في هذه الدنيا .. ضيوف ..
وأننا نعيش في هذه الحياة من أجل ..
الاستعداد للحياة الباقية ..
لا بدَّ أن نعرف ونعي ..
أنَّ العمر ..مهما طال فهو ..
قصير ..
وأنَّ هذه الحياة ..مهما عظمت فهي ..
حقيرة عند الله ..
ولا تساوي عند الله جناح بعوضة ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد هذه الحياة ..موت ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ..
لا بدَّ أن نعرف - عباد الله - ..
أنَّ بعد الموت ..قبر ..
كما قال الله جلَّ في علاه : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ } ..
لا بدَّ أن نعرف أنَّ ..
بعد القبر ..بعث ..
وهو إحياء الموتى يوم القيامة ..
لحسابهم .. والقضاء بينهم ..

قال سبحانه : { زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ..

حين علمنا هذا كله ..
فما المطلوب من الجميع ..
ما المطلوب من الجميع ..
المطلوب ما قال الله جلَّ في علاه : { فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ، يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ } ..
فاستعدوا عباد الله ..
استعدوا عباد الله ..
واحرصوا على الخواتيم ..
لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(يُبعث كل عبد على ما مات عليه ) ..
فالبدار البدار ..