فقط ملاحظة على مسألة "فقدان العاطفة": بعض أقربائي أطبّاء، و أحدهم جرّاح. كنت أعتقد أن العاطفة عندهم مفقودة بسبب برودة تعاملهم أو تفاعلهم مع المرضى و عدم تأثّرهم بالحالات التي يشاهدونها أمامهم. لكنّ عندما أصبحت يوماً واحداً من هؤلاء المرضى اكتشفت الحقيقة: هم أكثر الأشخاص الذين يمتلكون عاطفة قويّة من بين من عرفتهم في حياتي، لكنّهم اعتادوا على ضبط طريقة إظهارها، فلا يظهرونها أمامك و لا يشعرونك بحزنهم و تأثّرهم بحالك، لكنّهم في الصّميم يشعرون بكلّ ذلك، و الدّليل الأكبر هو مدى سعادتهم و فرحتهم حين تعافيك من المرض و عودتك لحياتك الطّبيعيّة. هذه هي حياة الأطبّاء، لا يظهرون إلّا الإبتسامة و لا يعبّرون إلّا عن الفرح، و ليس بالضّرورة أن تكون عاطفتهم مفقودة، بل يوجّهونها نحو خدمة المريض للإسراع في تعافيه.