حياكم الله إخوتي وأخواتي رواد القلم وبياكم
وطبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا
هذه بعض الكلمات اضعها بين أيديكم عسى أن تحقق المرجو منها
..... سامحتك وصفحت عنك.....
عبارة فى غاية الروعه فهل أنت مستعد لقولها ؟؟؟
المسامحة هي عملية تعافى بها روحك . وتغسل بها نفسك من الشوائب التي لحقت بها فيها بضع خطوات، وربما مطبات فشل وتردد،
وهي عملية تحدث في قلبك وروحك من الداخل ، تحتاج لجراح ماهر ولكن هذا الجراح لابد وأن يكون أنت ... نعم أنت ولا أحد سواك لأنه لا يوجد من يعلم ما في نفسك سواك ولن يداوي ما بداخلك إلا يديك .. فقط مع قليل من الإرادة القوية لمجابهة نفسك الأمارة بالسوء.
إن أول إحساس سيصيبك بعد العلاج هو الإحساس بالحرية وقبول القضاء والقدر .... قبول ضعفك وضعف الآخرين وتـَقبُل كونك بشر وتقبل أنك قادر على محاولة الإحساس الجديد وكأنه أعظم شيء وليس أضعف شيء
ما هي المسامحة ؟
المسامحةعلامة جيدة .. لا لضعفك بل لقوة إرادتك في قرار شجاع، ناضج،مثالي
المسامحه هي القدرة على إطلاق مشاعر متواترة مرتبطة بأمر حصل في الماضي القريب والبعيد
المسامحة هي الوصول إلى نقطة تدرك أنت فيها أنك لست في حاجة إلى الغضب ولا للإحساس بأنك الضحية،وبذلك فإن حياتك بها سلامة وحرية أفضل مما سبق
المسامحة هي إنطفاء لرغبة في رد الأذى لمن آذاك والعيش مع إحساس أخف وألذ على الروح والعقل
المسامحة هي الوصول إلى القناعة بأن أي أذية تسببها للآخرين لن تشفي روحك المجروحة.
المسامحة هي حرية للعقل المحبوس بالغضب والألم ورغبة الانتقال إلى عالم فيه حياة أفضل
المسامحة هي مساعدة نفسك لأن تسير في الحياة خطوات إلى الأمام بدلاً من أن تكون واقفاً في ذات التجربة المؤلمة.
نأتي لإهم نقطة وهي أن تعلم أن الصفح والتسامح هما هدية منك وإليك .. أنها شيء تعمله لنفسك حتى تنقذها من وضع أنت تعرف أنه ليس جيداً ولن يتركك إلا في حالة سيئه :
هناك آية تشدني كثيراً كلما قرأتها وكثيراً ما أرددها لنفسي خاصة إذا وضعت في موقف يستدعي أن أعمل بما جاء فيها ، هذه الآية نزلت لموقف حدث أثناء حادثة عظيمة كانت من عمل المنافقين ، وهي حادثة الإفك ، والموقف هو موقف الصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه من مسطح بن أثاثة وكان قد حلف أن يمنع عنه النفقه وكان ينفق عليه لقرابته له ولفقره ولكن عندما نزلت هذه الآية :
{وَلا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة النور 22
تلك الآية التي ما إن سمعها أبي بكر -رضي الله عنه - حتى نسى ضيقه من مسطح وقال :
" بلى والله إني أحب أن يغفر الله لي " ورجع النفقة لمسطح وقال " والله ما انزعها عنه ابداً ".
{وليعفوا وليصفحوا } كمْ أسرتني هاتان الكلمتان وأُعجبت بِهما إعجاباً كلما قرأتهما ولكن يتمالكني إحساس بالحزن لفقدهما على أرض الواقع فكم قليل هم أولئك الذين يمتلكون القوة والقدرة على قول كلمة
{ســامحتك وصفحت عنك}
وبعد كل ذلك
أليس العفو والصفح أقوى دليل على الإيمان بالله عز وجل والإيمان بمدى قدرة النفس على التغييروالإيمان بروعة الحياة في ظل التسامح؟!
أليست القدرة على العفو في حد ذاتها قوة ؟!
أنت تعفو إذا أنت قوي
لماذا يجد الكثيرون صعوبة بالغة في النطق بكلمات العفو والصفح عن الآخرين ؟!
لماذا ينسون أن الكل يخطىء وأن الأنسان ليس معصوماً !!!
أرجو أن تكون كلماتي قد وصلت لمبتغاها ، ولكني أريد أن أرى رأيكم في هذه العبارة :
{سامحتك وصفحت عنك }
ولكن تذكروا قول رب العزة سبحانه :
" مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ "سورة ق(18)
وما من كاتب إلا سيفنى .... ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شيء .... يسرك في القيامة أن تراه
![]()



رد مع اقتباس





المفضلات