بسم الله الرحمن الرحيم
بما أني لا أجيد وضع المقدمات فلنبدأ:-
بدأ الجو يتغير فجأة فقد كان صحواً قبل قليل أما الآن فقد خيم الظلام و اشتد البرد مع ان الساعة الآن لم تتجاوز العاشرة صباحاً ، حينها اشتدت الرياح و تساقطت أوراق الأشجار المصفرة لتعلن بداية الخريف ، إنه فصل لا يمكن التنبؤ بأحوال جوه أو تغيرات طقسه ، يتبدل بين لحظة و أخرى بسرعة فائقة ، و في هذا اليوم خرج باترك : شاب لم يتجاوز ال 25 من العمر ، هو و بنظراته الحادة و ملامحه الجادة ، بالإضافة إلى هدوئه الكبير و طبعه اللامبالي جعل الناس تتحاشاه و تتجنب التحدث اليه ، لم يعد الى منزله الى بعد منتصف الليل ، و ظلت هذه عادته يومياً ، استغرب الجميع بما فيهم أقاربه الذين تخلوا عنه و ظنوا به السوء ، بعدها بسنوات اندلعت حرب أهلية بين قريتهم و قرية مجاورة ، و كانت المفاجأة أن صديق باترك الوحيد جورج كان مع الجيش المعادي لهم مع انه من قريتهم بسبب اعطائهم له مال مقابل القتال معهم ضد موطنه ، أهله و أصدقاءه ، كانت الحرب قاسية جداً ، و قد مرت عليهم المحنة بصعوبة ، و بعد أن انتصر الجيش المعادي اتهم باترك بالتجسس على بلده و عُد ذلك سبباً لخسارتهم ، سُجن هو ، أما أقاربه و قفوا ضده بل و رفعوا عليه قضايا عديدة لا أساس لها من الصحة رغبة في تملك ثروته ، بعدما حكمت عليه المحكمة بالإعدام ، و في تلك اللحظات المخيفة ، و هو أمام مشرحة موته ، صرخ طفل مشرد بأعلى صوته : ( أرجوكم لا تدعوه يموت ) ثم أكمل : ( ذلك الرجل أنقذ حياة والدتي فقد كانت مريضة و تكفل بعلاجها ، حتى قوت يومنا لم يكن ليتوفر لنا لولا مساعدته ) ، لم يعر الناس له اهتماماً حتى بعد احتجاج المتشردين سواء صغار كانوا أو كبار الذين توافدوا للدفاع عنه ، قال الجلاد : ( أمن كلمة أخيرة قبل الموت ) ، رد عليه : (لا بأس لا يهم أن أعيش إن وجدت نفسي مرفوضاً من قبل الآخرين ) ، ثم فارق الحياة مظلوماً وسط أجواء ممتزجة بين الفرح لموته و الحزن لفراقه .
كتبت هذه القصة القصيرة لأنني انطوائية بطبعي ، و الناس دائماً تصور الإنطوائي على أنه شخص سيء .
و نسيت ذكر بأن هذه القصة كتبتها بالانجليزية و كانت طويلة لكني اختصرتها و حولتها للعربية لأضعها في المنتدى ، فكتاباتي الانجليزية أفضل من العربية .
المفضلات