السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،
حسنٌ ،كان بنيتي البدء فور الجلوس إلى الجهاز ،وبما أن مسحة الكآبة انجلت بفضل الله الآن ،لننطلق على بركة الله تعالى ..
دعونا نلج قليلاً دغل قريب في عمق أول كتاب ، هناك بضعة مقالاتٍ بصدق جعلتني أحيا قلباً وقالباً مع "الرافعي"،لأشعر بحق أنه لم يمت،لكأنه حاضرا يتنفس بجواري،جعلني أدرك شيئا من طريقة تفكيره،وأحب حضوره ومكثه ومعالجته المسائل بقلم خبير أيما خبرة حتى لغدو لك سهلة يسيرة من بعد التعقد ، ولدفاعه عن الإسلام في غير محفل واحد بصدق ارتقى أرتقى أكثر وأكثر لناظري ، رحمه الله وأجزل له الثواب ، وكمثال على هذه النقطة الأخيرة،هناك مقالتان ،إحداهما رد على كلمة كفرٍ وردعها ،والأخرى أجلى سخف تفكير كاتبٍ للنور .. اقرأوا معي ما تيسر من هاتين المقالتين ،لتدروكوا ما أعني .. "المرأة والميراث " صفحة 373 ، و"كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة " صفحة 377 ،في المقالة الأولى راعني أخذه الأمور بتسلسل وتسيطه إياها بشكل أخاذ ،وغزارة معرفته وعمق علمه يطالعك في كل سطر،فضلاً عن إجادته التعبير بسهولة ةاستحكام أداة القلم في يده و،إن آخر مقالة "المرأة والميراث" جذبني بشدة ومكثت طويلاً طويلاً أتمل ازحادم المعاني بين سطوره "ومما تشمئز له النفوس الكريمة قول المترجم في محاضرته : فلو كانت الفتيات يرثن مثل إخوتهن الذكور ، لكان (في ثروتهن) إغراء للشبان على الزواج ...
إن الدين الإسلامي لا يعرف مثل هذا الإسفاف في الخلق ولا يقره ، بل هو يهدمه هدمًا ويوجب على كل رجل أن يحمل قسطه من المسؤولية ما دام مطيقًا إن كره أو رضي ، ولعمري إن تلك الكلمة وحدها من كاتبها لهي أدل من اسم المحل على بضاعة المحل" جزاه الله عنا كل خير ..
إن استقررنا على هاتان القطعتان بإذن الله فإني أتوق آرائكم ،أي ما رأيك _مثلاً_ في قوة ردعه على كاتب الكلمة الكافرة وعلى الكاتب "سلامة موسى "؟!،وفي مدى تيسيره للأمر حتى وصل للعامة قبل الخاصة ؟!..وإن شئتم عدنا للوراء حيث روحانية "قرآن الفجر "أو فلسلفة "صاحب القلب المسكين "،دونكم الكتاب فقلبوه كيفما عنَّ لكم ..
_ في الكتاب الثاني "رومانسية العلم "،الحق أني لا زلتُ في أول مقالة ،بيد أن مجرد عنوانها جذبني "كيف ندرس الكون من حبة ملح ؟!"،حسنٌ أستميحكم عذراً في أن نركنه إلى الجانب قليلاً حتى أعثر على رابطه لأني أجد صعوبة في هذا،وإن فشلت كتبت لكم هذه المقالة بإذن الله تعالى،،
هنا صورة للكتاب ،،
الثالث ، همم نقفز لعالم الروايات الأجنبية قليلاً،بالنسبة لروايا أغاثا ففيها دوماً المرح إلى جوار الغموض ،"الأصابع المتحركة" بما أنني أقرأها للمرة الخامسة فدعونا نسبر أغوارها قليلاً،إليكم رابطها قبل كل شيئ :"هنـــــــــــــا"
حسنٌ ،قصتها تدور وبإختصار عن طيار أصيب بحادث فنصحه طبيبه بالذهاب إلى قرية في الريف لا يعرف فيها مخلوق،ومعالجة أعصابه التي أتعبتها العقاقير بهواء الريف المنعش،فذهب بصحبة أخته"جوانا" إلى قرية "ليمستوك"مكان لا يعرف فيه أحد،لكن الهدوء والبعد عن الإنفعالات لم يكونا من نصيبه،حيث إن الجرائم والأحداث الغامضة توالت فور مقدمه،رسالئ يبعثها مجهول ملقيا بالإتهامات جزافاً،تلقى "جيري بيرتون"_البطل" وأخته جوانا أحدها ومن ثم اكتشفا بأن الجميع كان له حظاً منها،بدأت المسألة بكاتب مجهول _امرأة على الأغلب_ تنفس عن غضبها وبؤسها وحقدها على العالم بهذه الطريقة،لكن ذلك تغير بعدما تسببت إحدى رسائلها المثقلة بالسموم في مقتل أحدى الساكنات ،انتحرت ،أو هكذا ظنوا ،ومن ثم بدأ الرعب ينتشر ،ووجد جيري وجوانا نفسيها مقحمين في أحداث عنف لا دخل لهم فيها من قريبٍ أو بعيد،،
أجمل ما في الرواية شخصياتها،وبالطبع محققتها البارعة والهادئة والوديعة جداً جداً،الآنسة المسنة الظريفة "جين ماربل"،ما إن ترى السيدة "دين كلثروب" في أي رواية فاعلم مقدماً أن المحقق فيها "جين" لا "بوارو " ،مما يذكرني برواية أخرى قرأتها قريباً تدعى "لغز القطار الأزرق" ،وأمتع ما فيه هو الظهور المفاجئ لبوارو لكأنه ليس بطلها،ولعب المحقق "الأعظم _تقريباً على وجه الأرض"_كما عرَّف بنفسه في الرواية_ دوره بمهارة وحنكة بالغين،فضلاً عن روح دعابته العالية ،،
فقط أولاً أحبذ ألا نناقش روايات أجنبية ،لكن دونكم الخيارات فتخيروا أيها ،جزيل شكرٍ لكم ~



رد مع اقتباس

المفضلات