{لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
[هل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان]
-سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب-
أيام تفصلنا لنكون مع موعد يُنْقض فيه ركن عظيم من الإسلام وشرط من شروط الإيمان ، يصبح فيه الكافر "حبيب" نشاركه أفراحه وأعياده ، ونحتفل معه ونتزيّن بزينته ،، أيام قلائل لنكون مع عيد أتخذه جمع من أبناء المسلمين عيدهم ، يضاهي ما كتبه الله لنا في دينه من عيدين في السَنَة فقط . .
لا نستغرب من مثل هذا الكلام الخطير ، وقد يكون من شيخ سوء يظهر على الفضائيات ليحلل لنا عيد الميلاد وغيرها أو إعلامي خريج مقاهي وحانات وملاعب رياضية . . فقد أصبح مثل هذا في عصرنا وارد ، وكل شيء متوقع من شيوخ الدولار وسفهاء الإعلام . ."إننا اليوم نشارك (إخــ...) الـنصارى أعيادهم ونحتفل معهم وهذا من أسمى معاني السلام والمحبة والوداد الذي علمنا إياه الإسلام ؟!!
بل وحض عليه ورغب في التسامح ونبذ التفرقة الدينية ونحن إخوة في الإنسانية ؟!!"
إن ديننا الحنيف وعقيدتنا الحصينة ؛ ليستا ألعوبة بيد دعاة التمييع والانبطاح حتى ينحرفوا بها إلى ما يريده المشاهد والجمهور ، فيُفتي لهم على حسب رغباتهم وأهوائهم . .
إننا اليوم "شاهد عيان" على تبديل لدين الله يقوم به من ينتسب له ، ومن أعظم هذا التبديل متابعة الكفار وموالاتهم ،، وكل هذا يكون بأسم الرُقي والحضارة وتبادل الثقافة والتسامح والمحبة ،، وقد انتشر هذا المرض في جسد الأمة ، ويظهر هذا جليّا في تقليد الكفار بكل صغيرة وكبيرة ،، حتى أصبح الحسن والقبيح يقاس بميزان الغرب ، فما رآه الغرب جميلا فهو جميل وما رآه الغرب رديئا فهو رديء ..
إن الاحتفال مع كفار الشرق والغرب بأعيادهم -الدينية- منها والتقليدية ،، لا شك بخطره على عقيدة المسلم وقد يجرفه إلى ما لا تحمد عواقبه ، وهو منكر عظيم ومخالف لما أمر به الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؛ من مخالفة الكفار والتسمك بشرعة الإسلام ومنهاجه ..
لقد اغتر أبناء المسلمين بالمظاهر الزائفة والبهرجة الإعلامية الكاذبة لهذه الأعياد الوثنية ، وانتشرت عندهم لضعف إيمانهم وجهلهم بدينهم ، فتابعوا النصارى ، بل وإنك لتسمع أحدهم يقول لك إن المسيح عندنا عظيم الشأن فلم لا نحتفل بعيد ميلاده مع إخواننا النصارى ؟!!
وآخر إذا قلت له عن حرمة الاحتفال مع الكفار بأعيادهم ، يقول لك: أوالنصارى كفار ؟!!
الخلل ليس فقط في التقليد والمتابعة ، بل في العقيدة وفي صلب العقيدة ؟!
ومن العجائب أن يأتيك جاهل ليطلب منك دليل التحريم بتنصيص حرمة الكريسماس ؟؟
المشكلة ليست في ديننا وكذلك قد لا تكون من الجهل بالأحكام ، وإنما المشكلة باتباع الهوى والتجرد من متابعة الحق والشرع والغفلة من عقاب الله وغضبه
والأعجب من ذلك أن يأتيك متمشيخ ليقول لك: إن الإسلام حث على التسامح والتعايش، ومن لوازمه: مشاركة النصارى أعيادهم لتأليف قلوبهم ، وتغيير نظرتهم عن الإسلام !! . . لكن نسي هذا الدعيّ ومن على شاكلته أن على المسلم أن لا يعطي الدنية في دينه ولا يتنازل عن مبادئه ، وأن ممالئة الكفار والتودد لهم والتذلل ، ليست من دين الله في شيء !
ثم لو أننا أتينا للعقل؛ فمن يقلد الغير ويخالف مبادئه وعقيدته فهذا لا قيمة له ولا كرامة ،، وهم في المقابل: لا يحتفلون بعيده ولا يرون له وزن ، فما باله يحتفل معهم؟! ، وأيضا لا يحترموه ولا يحترمون دينه ، ويرونه متخلف وهمجي ،، ومع هذا يذل نفسه إليهم ،، فأي عزة بقيت في قلب من يحتفل معهم ؟!!
بعض المسلمين يعتبرها مناسبة عالمية تهم سكان الأرض كلهم فيشاركهم الاحتفال بعيدهم ، وما علم هؤلاء أن الاحتفال بهذه المناسبة هو احتفال بعيد "ديني" نصراني ، وأن المشاركة فيه مشاركة في شعيرة من شعائر دينهم، والفرح به فرح بشعائر الكفر وظهوره وعلوه، وفي ذلك خطر على عقيدة المسلم وإيمانه . . صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) ، فكيف بمن شاركهم في شعائر دينهم؟!
وما من شك أن مشابهتهم من أعظم الدلائل على مودتهم ومحبتهم, وهذا يناقض البراءة من الكفر وأهله, والله تعالى نهى المؤمنين عن مودتهم وموالاتهم, وجعل موالاتهم سببا لأن يكون المرء والعياذ بالله منهم، يقول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم} .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : "المشابهة تورث المودة والمحبة والموالاة في الباطن, كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر" .
وعقد الأجماع في عهد الصحابة والتابعين واتفق أهل العلم ؛ على عدم حضور أعيادهم ، وقد جاء في شروط عمر رضي الله عنه التي اتفق عليها الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم ، أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار الإسلام . .
فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم من إظهارها فكيف يسوغ للمسلمين فعلها أو ليس فعل المسلم لها أشد من فعل الكافر لها ومظهرا لها ؟
قال عمر رضي الله عنه: "لا تعلموا رطانة الأعاجم , ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم" .
وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة " .
قال الذهبي: "فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم, كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"
أما تهنئتهم بأعيادهم ، فيقول ابن القيم رحمه الله: "التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات.
وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل .
فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه " ا.هـ .
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
من إضافة الاخ الحبيب ياسر عمر -سلّمه الله-
المقطع للشيخ أحمد ديدات وموعد ميلاد المسيح ..
التلميح أو كلمة السر في تفكيره العميق في قوله تعالى (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ) الآية الخامسة والعشرون من سورة مريم
إلى المقطع
- نشكر الأخت Miaka Yuki على تصميم الفواصل
- ونشكر الأخت معتزة بديني على البوستر
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
المفضلات