كيف سعيكم وممشاكم في دار الفناء إخوة القلم ؟!
جمعةٌ عطرة مباركة تجمعنا ، جمعةٌ زكتها روح "الكهف" وأغدقتْ يومَها بحلاوة الذكر وأنس الطاعة ولذة القربى ، وسقتنا شربة من فؤاد "السابقون السابقون" ، وإقتطفت لنا من سماء الإيمان باقاتِ طهرٍ وعينُ صفـآآء .. ويكأنكِ أي جمعةُ عيـــدٌ ~
بعدَ التأمل حمدتُ الكريم أن كتب لنا في هذا اليوم لقاءنا ، بُعيد المغرب نشدّ حبل ودادنا ، نوقد جذوة من قبس النار ، ونحلق في جلسة أُنسنــا ،حديثُنا القلم ، ثم القلم ،ثم الأدب ، وعصارة مهجته وخفايا سناه وسرُّ نبض الحرف منهُ ~
فأن لله تعالى جُل حمدٍ وثنــآء ، ثم جزا الله عنا أخينا الفاضل "عين الظلام" أن طرح هكذا إقتراحٍ ~
وبعد نقاشات زهرة عن هديُ الإيمان في قلم الأديب ، وبوح تباشير سر لباب الحياة في كلمها ، وثرثرة رين عن جمال قيثارة الشجن في لُبّ مقطوعة الكتابة ، وإقتباسات سوسو من معاصري الأدب الحديث ، وإفاضة نينو عن جمال المعنى فالمعنى ثم المعنى أولًا وقبيل أي لفظٍ في القلم _وتوبيخها الرقيق الأليف لي_ ، وحديث سريرة حبكة القاص من فيّ الراوية دهرر ، _ لم يتسنَّ لي معرفة محور جلسة الفتيان،حيث كانوا يبعدون عنا ألف ميل،وبالكاد لمحنا نيران المخيم _ ،،
بعيدهمُ وقفتْ سجع فجأة وبعد التنحنح _ علمنا أنْ قد حانتْ لحظة التكريــم الأسبوعيّ لأهيل القلم ،فإليـــه : ) ~
[ تكريم القلم لأفضل موضوع خلال الأسبوعِ الراحلِ ] :
الحقّ إحترتُ كثيرًا هنا ،حيث ذخر الأسبوع برائعات القلم ، كلهم روضٌ ،وكل روضٌ يحكي ،وكل حكاية أكثر إمتاعًا وأِشدّ تشويقا ، بيد أن هناك موضوعًا ما ، لم يفتأ يعاود ذاكرتي، ويزاحم فكري ، يزاورني ليلًا وفجرا ، كل حرفٍ منه حمل إليّ فيضًا من معنى ، كل سطرٍ حوى شطرً من قلبٍ ،أحببته بصدق _ ناهيكم عن دعوة البيت بأكمله لقراءته_ .
الموضوع الذي أتحدث عنه هو لصاحبته ذات القلم الأخاذ الأخاذ : تباشيــرُ الفجر ...
هو إذن : # تـَرفُ الصَنـادِيقْ #
لا مثيل له ، قال الرافعي : دأبُ النبوغ في الأدب : التغلغل في أسرار الأِياء وإخراج الثمرة الصغيرة من مثل الشجرة الكبيرة بعملٍ طويلٍ دقيق ،وما أرى كل نتاج بوحكِ إلا كهذا تباشير ، تلجين عمق عميق الِأشياء ، تجسين أسرارها ، وتضعين يدكِ على موضع القلب منها ،حتى تسري فيكِ،لونًا وخيالًا وفكرًا ، فقلمًا ،فكتابة ،فعظيم أثرٍ لدى القارئ ،،
بارك الله فيكِ أختاه وأستاذتي الكبرى بصدق ،إهداءٌ رمزيٌ ،لكن أرجو أن يكن لكِ دافعِا،يعلم الله كم أحب ريّ قلمكِ ،هو من الحبيبة ثم الحبيبة ثم الحبيبة رشا :
[ أفضل مشاركِ ] :
هنا أيضًا إحترتُ ، بين إثنين من دعائم مشاركات القلم ،كلاهما يبدع في تشجيع الأعضاء ودفعهم ،غير أنه لنقده المثابر البناء ،ومحاولته الدائمة لتحسين لب قلم الجميع أُختير ،،
أخي الفاضل عين الظلام ،بارك الله فيكم أخي الكريم ~
* تكريمكما سيكون بعون الله وسم كل موضوع لتباشير وكل مشاركة للأخ عين الظلام بالختم الذي أبدعته تيسير ،جزاها الله عني خير الجزاء ، فضلًا عن كتابة إسميكما في لوحة شرف آل القلم ، الختم بإذن الله سيستمرّ معكما طيلة الأسبوع القادم ،ثم يُنقل لمميزا القلم القادمين بمشيئة الله تعالى ~
[ همســات ]
وها هُنا تنتهي جلستنا ، صفقتْ إحداهنّ ، ونهضتْ تتحدث : " هناك روحٌ غابرة تزاوركم ، تهمسُ لكمُ _أنتمُ حاملوا القلم الجدد_ بشيء من دفائن روحها ،وترجوكم أن تقرأوه بعين التأمل ،وتستمرؤوه بلسانٍ التلذذ،وتطوّفوه في أذهانكم طواف النحل على رحيق أزاهر الربيع،مرتويًا عسلها آخذٌ من نفحها ،حاملٌ لها من منفعته ،أ فأنتم مُستمعون ؟! "
يقولُ : " وإذا قيل: الأدب، فاعلم أنه لا بد معه من البيان؛ لأن النفس تخلق فتصور فتحسن الصورة؛ وإنما يكون تمام التركيب في معرضه وجمال صورته ودقة لمحاته؛ بل ينزل البيان من المعنى الذي يلبسه منزلة النضج من الثمرة الحلوة إذا كانت الثمرة وحدها قبل النضج شيئًا مسمى أو متميزًا بنفسه، فلن تكون بغير النضج شيئًا تامًا ولا صحيحًا، وما بد من أن تستوفي كمال عمرها الأخضر الذي هو بيانها وبلاغتها.
وهذه مسألة كيفما تناولتها فهي هي حتى تمضيها على هذا الوجه الذي رأيت في الثمرة ونضجها، فإن البيان صناعة الجمال في شيء جماله هو من فائدته، وفائدته من جماله؛ فإذا خلا من هذه الصناعة التحق بغيره، وعاد بابًا من الاستعمال بعد أن كان بابًا من التأثير؛ وصار الفرق بين حاليه كالفرق بين الفاكهة؛ إذ هي باب من النبات، وبين الفاكهة إذ هي باب من الخمر؛ ولهذا كان الأصل في الأدب البيان والأسلوب في جميع لغات الفكر الإنساني، لأنه كذلك في طبيعة النفس الإنسانية.
فالغرض الأول للأدب المبين أن يخلق للنفس دنيا المعاني الملائمة لتلك النزعة الثابتة فيها إلى المجهول وإلى مجاز الحقيقة، وأن يلقي الأسرار في الأمور المكشوفة بما يتخيل فيها، ويرد القليل من الحياة كثيرًا وافيًا بما يضاعف من معانيه، ويترك الماضي منها ثابتًا قارًا بما يخلد من وصفه، ويجعل المؤلم منها لذًّا خفيفًا بما يثبث فيه من العاطفة والمملول ممتعًا حلوًا بما يكشف فيه من الجمال والحكمة؛ ومدار ذلك كله على إيتاء النفس لذة المجهور التي هي في نفسها لذة مجهولة أيضًا؛ فإن هذه النفس طلعة متقلبة، لا تبتغي مجهولًا صرفًا ولا معلومًا صرفًا، كأنها مدركة بفطرتها أن ليس في الكون صريح مطلق ولا خفي مطلق؛ وإنما تبتغي حالة ملائمة بين هذين، يثور فيها قلق أو يسكن منها قلق. "
وسكتَ الصوتُ !
أخيرًا أشكرُ أخيتي الحبيبة Rash san لأني ما طلبُتها يومًا إلا لبّت بأسرع مما طلبتُ ، ألا جزاها الله عني خير الجزاء، ألا وأفاض عليها بشرًا وخيرا ،اللهم آمين ~
دمتم في رعاية الله وحفظه ، وإلى جمعة مباركة أخرى بإذن الله تعالى ،نسأل الله أن يبلغنــا ~






رد مع اقتباس

المفضلات