اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كونان المتحري مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لم أرغب في دخول المنتدى قبل أن أعيد كتابة نقدي لقصتك و لا أخفيكِ أنَّني لا أجيد ذلك كما تجيدينه
و لكن لقد بذلتُ جهدي لأعطي تعليقاً عن قصتكِ و إن كنت أعلم أنَّه لن يفيها حقها أبداً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قبل كل شيء احب ان اشكرك لانك اعدت كتابة نقدك على قصتي وبذل ذلك الجهد مرة أخرى

النقد الذي اعطيته لقصتي كان يحتوي على الكثير من الملاحظات الدقيقة جداً
والنقاط التي لم انتبه اليها صراحة
هذا يدل على امتلاكك نظرة نقدية لا يستهان بها، وبرأيي ان لديك قدرة رائعة على تحليل
انفعالات الشخصيات في القصة
فقد وجدت انك تجيد ذلك لدرجة انك طرحت نقاط لم اضعها بقصد وانما تركت الشخصية
تتحدث عن نفسها أو عما في داخلها
ان اجد تحليلاً لها بهذا الشكل كان مفيداً جداً لتطوير قدرتي على التعامل مع الحوارات بين الشخصيات

شكراً لك

و أرجو أن لا يزعجكِ اسلوبي المبتدئ في إبداء رأيي حول القصص
بالعكس فقد استمتعت وانا اقراً جوانب لم اعرفها عن شخصياتي
جوانب كشفتها لي من خلال نقدك الذي لا يمكن ان يطلق عليه لقب "مبتدئ" من وجهة نظري

و لكن ما لا أفهمه : أليس من المفترض حسب المحددات أنَّ والدتها قد توفيت منذ أربع سنوات فلماذا جعلتِها خمسة ؟! ,
هل توجد فجوة زمنية في القصة لم أدركها ؟!

لا ... لاتوجد فجوة زمنية في القصة
ولكني حقاً فوجئت بان والدتها توفيت قبل اربع سنوات حسب المحددات!
لم ادرك ذلك الا الآن O_O ... وهو خطأ مني أنا

أيضاً لم أكُن لأتوقع أنَّها ستعتبر النظارات الزجاجية الشفافة كحاجز يخفي سراً ما
النظارات تخفي اهم جزء من الوجه الذي يكشف صاحبه وهي العيون
لذا فان النظارات تعتبر حاجزاً مزعجاً يمنع من رؤية العيون بوضوح لفهم ما يفكر به المقابل
حتى وان كانت شفافة، انعكاساتها كافية لتعتبر حاجزاً
هذا ما اعتمدت عليه هنا

كذلك الجزء الخاص باسم الفتاة أحلام أرى عكس ما تراه ريما أي أنَّ اسم احلام يليق بفتاة تقضي
كل وقتها في عالم أحلامها الخيالي لذلك جميل أنَّكِ جعلتِ أمر عدم توافق الاسم مع الشخصية مجرد وجهة نظر
من قبل شخصية أخرى فقد يكون للقارئ رأي آخر بهذا الشأن كما حدث معي
نعم اتفق معك ان اسم احلام يلائمها من باب انها تقضي معظم وقتها في عالمها الخاص
ولكنها وجهة نظر الكاتب التي لا استطيع طرحها لاني اتحدث من وجهة نظر ريما (صديقة أخلام)
ما قالته صاحبتها كان حكما خاصاً منها على الفتاة التي ترى انها تضيع احلامها بتصرفاتها تلك
ولو تعمقنا بالشخصية سنجد ان ريما لديها وجهة نظر عملية تعترف بالواقع ولا تجد ان التخيل يمكن ان
يغير شيئاً من الواقع

هذه الفتاة تهوى تحليل الشخصيات أيضاً , شعرتُ بفضولها الشديد هنا و كأنَّها سخَّرت كل وقتها لمراقبة حركات
زميلتها وسكناتها , كل ذلك في سبيل معرفة ما يدور بداخلها
نعم فقد بدت فضولية حقاً هنا
ولكني عندما قرأت قصتك وجدت ياسر أكثر فضولاً باضعاف لدرجة اني لو استطعت لدخلت للقصة
واسكتته عن اسئلته التي لا نهاية لها


كانت هذه السطور كافية لتشرح وجهة نظرها حول البشر و إن كنتُ وجدتُ عبارة " البشر الفانين " غريبة بعض
الشيء على سياق النص ربَّما للسبب الذي ذكرته الأخت قبلي لكنَّها أدَّت الغرض المراد استخدامها من أجله فقد فهمتُ
أنَّ أهمية البشر في نظرها هي البقاء ...
نعم هو كذلك
ولكني لو اعدت كتابة القصة يوما ساستبدل الكلمة بشيء بعيد عن عالم مصاصي الدماء
فالفكرة بعيدة تماماً هنا، ولا أريد لهذا الربط ان ئظهر في فكر القارئ

لكن تغيير شخصية المتكلم هنا أربكتني قليلاً
نقطة أخرى اريد حلها في القصة
فالتغيير رغم انه كان ضرورياً ولكن الارباك الذي يسببه شديد
افكر بوضع مرحلة انتقالية بين الاثنين انتقل بها مما تقوله ريما وتفكر به الى
اسلوب الشخص الثالث ثم ادخل الى فكر أحلام
بهذه الطريقة قد اتمكن من اخبار القارئ انه خرج من فكر ريما الى أحلام

لم أجد ما أنتقده هنا بصراحة , اخترتِ الجمل بعناية في هذا الموضع
تجد الرسم تائهاً على زجاج النافذة لأنها تائهة في أعماق نفسها مثله ربما كان هذا ما أثار شفقتها تجاهه
لهذا السبب قلتُ أنَّها تائهة فهي لا تعرف ما تريده و تحسد الغيوم لأنَّها قد حسمت أمرها بالبكاء بعكسهافصَّلتِ هنا ما شعرتُ به قبلاً و تأكدتُ من أنَّها لا تعرف ما تريد , أحسنتِ بوصف شخصيتها المترددة
لقد درست شخصية أحلام هنا بعمق أذهلني
فقد توصلت الى ما كان في فكري وأنا أكتب هذا الجزء

أما شخصيتها المترددة فهو أمر متوقع من فتاة اختارت الصمت
كأنها تتردد عن التحدث، وترددها هذا نابع من شخصيتها ويطغى على تصرفاتها بشكل عام

بالإضافة إلى أنّكِ جعلتِ الكتاب يبدو مثيراً للشفقة حقاً من خلال وصفها له
ذلك كان نابع من شخصيتها الحساسة
شعورها بالكراهية تجاه الكتب كان أيضاً متذبذباً فهي تمسكه بطريقةٍ تريد بها رميه
كراهية + شفقة
الكراهية هي الأمر الوحيد الذي لم تكن مترددة فيه
فقد جعلت الكتاب موقعاً لكل مشاعرها السلبية الناتجة عن موت والدتها وكرهته نتيجة لذلك

التناقض كان واضحاً في هذا الجزء بين اسلوبها واسلوب الكتاب في الحديث فهي كانت عصبية للغاية بينما ظهر
البرود و اللامبالاة في معظم كلام الشخصية في الكتاب رغم خطورة موقفه
و لكن ذلك تغيَّر عندما نادته ب يا هذا فقد بدأ الغضب يظهر على الشخصية المطبوعة على الغلاف
بينما أصبحت الفتاة في محل المندهش الذي يريد معرفة ما لا يدركه
أدهشني هذا التبدل في المواقف بقدر ما أعجبني
أظهرتِ لها جانباً لم تكُن تعرفه عن نفسها من قبل , ربَّما أدركت في هذه اللحظة أنَّ ما تقنع به نفسها لا يشبه ما يراه
عقلها الباطن , وصفكِ للمشاعر التي تنبع من لاوعيها كان رائعاً حقاً ..
ليس لدي ما أقوله هنا
فقد حللت الشخصية بدقة مذهلة

مذهل أن تتجاوزي مرحلة قراءتها للكتاب بهذا الشكل لنجدها هنا تطبِّق ما عليها فعله لتستعيد من حولها !!
هذا ما عنيته بالقفزات الزمنية
فانا تجاوزت القصة في لحظة شعرت بان القارئ لن يقرأها حتى وان وضعتها لاني جعلته في شد
عصبي بسبب اسم رين الذي نسيه
ولكن بعد ان تجاوزت تلك المشكلة سيكون القارئ أكثر فضولاً لمعرفة ما هي القصة التي قرأتها
أحلام
لذا اعدت القصة ولكن بشكل ذكرى في فكر أحلام

في رأيي كانت قصَّة أحلام ستكون أكثر تأثيراً لو شرحتِ و لو ببعض الإيجاز مقدار قربها من
والدتها قبل وفاتها و ماذا كان يعني لها وجودها في حياتها ...
أمر آخر فاتني
نعم سيكون التأثير أعمق
ولو كنت ساذكرها فسيكون قبل الجزء الذي تذكرت أحلام فيه اخوها منير أو خلال ذلك الجزء
مثلا (فكرة عامة) ان تصف أحلام حالها جالسة في حضن والدتها لتقرأ لها قصة بصوتها الحنون بينما
تراقب هي اخوها الشقي الذي يلعب في الحديقة
ولكن بتفصيل أعمق وأوسع بالتأكيد

إذاً المعلمة كانت نفس تلك الطفلة ذات العشرة أعوام !!, لم يكُن ذلك ليخطر على بالي أبداً
يبدو أنَّ لها قصَّة غريبة هي الأخرى , تمنيتُ لو رويتِها باختصار كما فعلتِ مع قصة رين

المعلمة الوحيدة التي لا يمكن ان اروي قصتها
ولكني اعطيت للقارئ ما يكفي من المعلومات ليتخيلها هو
المعلمة كانت شخصية أبعد من ان ادخل الى شرح قصتها هي وانا اتابع أحلام وما يجري معها
ولو كانت هذه رواية لكنت قد شرحت قصتها ولكن في مكان آخر تماماً (قبل او بعد هذا الموقف)

لكن يبدو أنَّكِ تفضلين ترك الأمر لخيال القارئ ...
فقط في القصص القصيرة
في الرواية اتعمق بماضي وشخصية وأفكار كل شخصية
ولكن هذا غير ممكن في قصة قصيرة
لذا أترك بعض الأمور للقارئ
وهو بالمناسبة أمر يشد القارئ أكثر للقصة لانه سيشارك في وضع احداث بعض شخصياتها
وربما نهايتهم (كما حدث مع رين الذي رسمت لنا صورة عن نهاية قصته)
في الرواية هذا لن يكون ضرورياً لان القارئ سيشد الى اليها من خلال التفاعل مع الشخصية
والعيش معها طيلة الاحداث

ربَّما لم يكن تعليقي وافياً لكن في المجمل القصَّة كانت رائعة حقاً و مؤثرة
و خاصةً الجزئية التي تشرح قصَّة رين حتَّى أنَّني تمنيتُ قراءة قصته كاملة
عندما تذكَّرت أحلام ما جرى فيها باختصار

بالعكس ... أنا أِشكرك على دقة التحليل الذي توصلت اليه
فقد كان رائعاً حقاً

قصة رين كاملة تحتاج الى قصة منفصلة لوحدها فهي ليست قصيرة
هناك عدة مشاكل يجب معالجتها داخل القصة
أولها
السبب الذي يمنعه من التحدث الى شمس عندما يقف خلفها وهي تبكي
الأمر الثاني هو كيف سيكتشف المسبب وكيف سيجد الحل
بعيداً عن ذكر
الماضي الذي سأكون بحاجة ماسة اليه داخل القصة




لي عودة للتعليق على الرد الأخير