السلام عليكم و رحمة الله
ركن رائع لم أره إلا الآن و أنا أكتب هته السطور
هذا الكتاب له حوالي عام أو أكثر مذ قرأته , صدقًا , لا أضجر منه أبدًا !
العنوان : سكوت ... إني احترق
النوع : مجموعة قصصية
الكاتبة : آسيا رحاحلية
الجنسية : جزائرية
الفهرس :
عش أنت
سكوت...أنّي احترق
ليل و ظل و خفافيش
يا بحر من يشتريك ؟!
من مذكّرات كلب
ثرثرة فوق النت !!
خيوط النور
أيام بلون الفرح
و إماّ فلا !
سمر
أنثى حبّ...رجل حرب
دموع فوق مفرش الحرير
صبيحة عيد
حتى آخر قطرة صبر
خريف الوهم الجميل
طعنة واحدة تكفي
رسالة لن تصل
حظ الحمير !
شهريار رقيق القلب
مقتطفات :
؛
؛
؛
‘طعنة واحدة تكفي.هي مجموعتها الثانية بعد الأولى ( ليلة تكلم في البحر ) , و ما أعظمها مجموعة و ما أحلاها , أحببت كل قصة حتى النخاع , خاصة <عش انت> <سكوت...أنّي احترق> <و إماّ فلا !> <طعنة واحدة تكفي> <رسالة لن تصل> , لا أملُّ الإعادة أبدًا , صدرت مجموعة أخرى اسمها (أعتقني من جنتك ) , جاري الأكل بنهم
"إذا كانت العين بالعين و السنّ بالسنّ فإنّ ... القلب بالقلب ." آسيا
من جديد تستعر الذكرى في رأس مريم و ينتفض الجرح ,معلنا العصيان , رافضا فض اعتصامه في شغاف القلب . عام انقضى و لم تستطع أن تنسى . حاولت بكل ذكاء الأنثى و قدرتها على التعايش أن ترقّع حياتها معه , أن تضبط. الأيام و الليالي على إيقاع آخر..دون جدوى..ساذجة كانت ! حسبت الأمر ساعة خشبية تعطّلت و أنه يكفي أن تزيل الغبار و تجدّد البطّارية كي تتحرّك عقاربها من جديد .
عام تعلّمت فيه أن تخفي دموعها و تتألم في صمت .. تغطي جرحها بابتسامة و نكتة و كثير من الأصباغ تلوّن بها وجهها , لكنها فشلت في تلوين وجه الذكرى و استعادة الأمور كما الأول . شيء ما تهشّم , ظلال قاتمة امتدّت كسحب الشتاء فحجبت أشعة السعادة و شوّهت الفرحة و حرمتها متعة الحياة بقربه .
عِشْ أنتَ ..
في غيابكِ , يا امرأةً نذرتُ لقلبها ما تبقَّى في قلبي من نبض , يصبح هذا الزمن جشعا مثل ثعبان خرافي , يبتلع أطراف العمر , بنهم , ودون رحمة .. مذ رحلتِ و القلب فراغٌ إلا من صدى نظراتك , لفتاتك , إلا من شذى عطرك المسكر / اكسير النشوة / و صوتك الشهي .
آهٍ ...يا امرأةً هي كل النساء , لا أزال ألمحُك هناك..بعيدا , على مدّ الألم , حلما مسربلا بالنور ..
في كل ليلة , أسرّج خيول الوهم و أركض نحوك كظامئ يطارد قطرةَ ماء . أسقط , و أنهض ,أركض من جديد.. أتصبّب عرقاً و شوقا , و كلما أقتربُ منك تتباعدين .. يقف بيننا جيشٌ من المَرَدة و الغيلان.. أرتعب , تتداعى قواي , و أعود من حيث أتيت , كسير الفؤاد مثل فارس مهزوم .
لا زلت بعدك وحيدا..مشرّدَ الروح..متخما بالضياع , أكابد الحزن , أضاجع الخيبة فيولد من صلبي ألفُ موت . أنقاضٌ هو العالم من حولي , و أنا لست سوى نبتة جافة يأكلها الحنين .لا عزاءَ لك اليوم يا منوبية*...لا عزاءَ سوى البكاء .
و إما فلا .. !
" إلى روح محمد البوعزيزي ..طائر الفينيق الذي غرّد لآخر مرّة ثم احترق.. ليوقظ رماده أهل الكهف . "
كأنّما دموع الثكالى و الحزانى و البؤساء المضطهدين فوق سطح الأرض قد تجمّعت كلها في مآقيك . كأنّما في ذلك اليوم المفجع قد وقّعت عهدا مع بكاءٍ أبديّ و حزنٍ أبديّ .
موته فطر قلبك يا منوبية , حطّم أضلاعك و قسم ظهرك . جرحك تليدٌ غائرٌ يا امرأة , مرسومٌ في تقاطيع وجهك المتغضّن الذي حفرت فيه السنون ألف أخدود , و وشمته الليالي بلون الفاقة و العوز.
حسيرة القلب , شاردة الروح , دامعة العين , تدخلين غرفته الآن فيستقبلك الصمت والفراغ .. تشمّين ريحه . تتحسّسين مواضع الحياة التي كانت هنا ... خزانته . صوره . أشياءه . فراشه . هنا كان يستلقي حين يعود مساءً منهكا من الجري وراء لقمة العيش , ينشد الراحة في دفء نظرتك و شغب إخوته .
تفيض عيناك حين تمطرك خيالات الماضي ..تتذكرين يوم ولادته ذات ميلاد الربيع ..يومها رأيتِ في قدومه بشائر الفرح و حلمتِ له بمواسم وردية آتية.. نجاح في الدراسة ... وظيفة محترمة ... زوجة شابة جميلة تزفّينها له في موكب عرس يظل حديث الجيران , أحفادٌ يملأون عليك البيت و يمحون بمرحهم و ضجيجهم سطور عذابك الذي ابتدأ حين رحل زوجك إلى عالم أنقى تاركا لك عبء البيت و الأولاد .
كان محمد في الثالثة من عمره . حوّطه اليتم منذ الصغر و أحاطتك الــــــمتــــــــــاعب و الهــــمــــــوم و شظف العيش من كل جانب .................................................. .................................................. .................................................. مسكين محمد يا منوبية..ما أقسى قدره ‼. قدرٌ من بطولة امرأتين ..أنتِ حملتِه وهناً و وضعتِه وهناً..غذيته من دمك و روحك و سدَدت عنه بصدرك سهام الجوع والبرد و المرض و لكن أخرى , بصفعة قاضية , قذفت به في بحر الغياب .
ليته صبر كما اعتاد أن يصبر – تحدثين نفسك – ليته طأطأ و واصل المشوار متشبّثا بهوامش الحياة .
لكن وليدك قال لا..
قالها بصوت مَهول شقّ أسماع الكون , نَسَفَ أسوار الخوف و أيقظ النفوس المخدّرة.. صوتٌ أرعدَ فرائص الطغاة الظالمين و زلزل الكراسي من تحت أجسادهم .
و في اللحظة التي كانت فيها ألسنة النار تلتهمُ بنهمٍ عجيب عوده النحيل ,كان الصوت يدوّي : " فإما حياة و إما فلا ‼ " *.
...و إما فلا..‼
؛
؛
؛
.gif" border="0" alt="" title="
0" class="inlineimg" /> !
0" class="inlineimg" /> !
رد مع اقتباس



المفضلات