لماذا اللغة
العربية بالذات فيها كل هذا الجمال والكمال؟؟

لنعرف الإجابة على هذا التساؤل نسألكم..
هل تعرفون عمر اللغة العربية..؟

في الواقع عمرها الآن أكثر من
ثلاثة آلاف سنة..!!

هي
عجوز إذاً بمقاييس اللغات! فاللغات العالمية الأخرى تعتبر صغيرة في عمرها.. فاللغة الإنجليزية مثلا عمرها خمسمائة عام فقط..!

إذن كيف؟؟ كيف للغة عمرها أكثر من ثلاثة آلاف سنة أن تبقى مستخدمةً إلى اليوم؟؟ بل وتعتبر اللغة الخامسة عالميا أيضاً؟! ما الذي ثبت اللغة العربية وجعلها خالدة إلى اليوم..؟؟

أتذكرون حديثنا في بداية هذه السطور؟
مهما بلغ عدد الشتاءات التي تمر بها.. تبقى العربية فتيةً دوماً..! :")

.

.

.

.

.



أجل..! هذا هو سر البقاء..! القرآن الكريم..!

في الواقع اللغات
تُولد وتتطور.. والمتتبع لسيرة العربية.. سيراها تنمو وتزداد كمالاً وجمالاً مع الوقت.. وكأن الله يهيئها لأمرٍ جلل.. حتى إذا بلغت أقصى مراحل الكمال والجمال.. حان وقت وظيفتها العظيمة..!

وظيفة حمل كلمات ليست كأي كلمات.. ومعانٍ ليست كأي معاني.. فهذا ليس كلام الخلق.. بل
كلام الخالق..!

وأي عزٍ هذا الذي يمكن أن تحظى به لغةٌ ما لتسمو عن اللغات الأرضية وتستحيل لغة
سماوية..!

نعم نزل القرآن مُعلناً توقف نموها في
أجمل فتراته.. لتظل شابةً جميلةً على مر الأزمان.. نزل القرآن معلناً أن هذه المرحلة من اللغة والتي كانت تسمى في ذلك الوقت لغة قريش،

هي اللغة العربية الفصيحة.. وهي اللسان العربي المبين.. وهي
لغة السماء الخالدة..!









همسة في منتصف الطريق:

لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكتفي في كثير من الأوقات بقراءة القرآن على الناس فيؤمنوا به.. لأنهم يعلمون أنَّ هذا الكلام لا يمكن أن يكون من كلام البشر..

أمّا الآن فإن اللغة العربيّة بالنسبة لكثير من أبناء هذا الجيل أصبحت
كطلاسم لا تُفهَم..! ألا نريد جميعاً أن نتأثر بالقرآن مثلما كان يتأثر به الأولون..؟ الحقيقة الجلية تقول أن هذا لن يكون أبداً هذا بغير لغة..!





وكما حملت اللغة العربية
معجزات القرآن بأكمل صورة.. فإن القرآن الكريم في المقابل منح اللغة العربية ميزة فريدة ونادرة لن تجدها في أيٍّ من اللغات الأخرى.. هي ميزة البقاء.. ميزة الثبات.. ميزة الخلود..





وسيأتي قائلٌ ليقول.. كيف يختص
الثبات بالعربية؟! ألا تثبت أيُّ لغةٍ عندما يُثبتها القانون؟

ولنأتي بالإجابة اسمحوا لنا أن نأخذ كمثال
للمقارنة، لغة العصر الحديث.. اللغة الإنجليزية..

كما ذكرنا فإن اللغات كلها
تتطور دائما مع الزمن.. تنمو وتكبر.. أو تصغر وتضمحل.. تتغير مفرداتها وتراكيبها.. بل قد تستحيل يوماً لغةً أخرى..!

ولهذا فإن أهل اللغات جميعاً أدركوا كم تحتاج لغاتهم إلى
نقطة تثبيت..!

بالنسبة
لحبيبتنا العربية.. كان القرآن الكريم هو نقطة ثباتها الراسخة.. حيث اختار لغة قريش وأرساها وثبتها كلسانٍ عربي مبين.. وهي نقطة لا تقبل التشكيك إطلاقاً..

وفي المقابل فإن أهل
الإنجليزية لما قرروا تثبيت لغتهم أنشئوا لغة أسموها اللغة الإنجليزية القياسية..

(
واعذرونا لتحدثنا في قواعد الإنجليزية في قسم النور.. ولكنه مثالٌ للتقريب ^^" )

أعتقد أن أياً ممن يعرف ولو شيئاً يسيراً في
الإنجليزية.. يعرف القاعدة الشهيرة التي تضيف حرف s إلى الأفعال عند إضافتها لضمائر محددة..

أتساءلتم يوماً لماذا نضيف هذا الحرف عند بعض الضمائر فقط؟ وعلى أي
أساس قام الاختيار؟

الحقيقة تقول أنه لوضع القاعدة (وغيرها من القواعد) في
الإنجليزية القياسية.. اعتمدوا مبدأ الحل الوسط..

ففي مناطق معينة من
إنجلترا كانوا دائما يضيفون حرف s إلى الأفعال في كلامهم، وفي مناطق أخرى لم يكونوا يضيفون الحرف إطلاقاً إلى الأفعال..

وكحلٍ
وسط قرروا اعتماد إضافة الحرف للأفعال إذا اقترنت ببعض الضمائر وعدم إضافته مع ضمائر أخرى..!!

لا أصل حقيقي لها!!

وقد يأتي قائلٌ آخر ويقول: لا يهم أن لا أصل لها! أليسوا قد ثبتوها وانتهوا؟!

في الواقع
لا.. فأثر هذا الأمر كان كبيراً.. فقد ظهرت حديثا نظريات في اللغة الإنجليزية تقول أنه لا يوجد شيء اسمه "خطأ" سواء في إملاء الكلام أو قواعده..! فأي شيءٍ يُكتب يُعد صحيحاً..!! لماذا؟!

لأن من وضع قواعد اللغة هم
بشر مثلهم، فلم لا يكونون هم المصيبون بينما واضعوا اللغة هم المخطئون..؟!!

ولا يخفى على أحد كم تسبب مثل هذه النظريات من
فوضى كبيرة وانهيار للغة..!

لذلك مهما حاول أهل اللغات الأخرى
تثبيت أو تخليد لغاتهم فإنهم لن يصلوا لمستوى الحبيبة العربية.. كيف لا وقد نزل تثبيتها من فوق سبع سماوات؟؟

إن الثبات والخلود والشباب الدائم ميزة حصرية تماما للغة العربية..!





ومن ثبات العربية كذلك
ثبات كلماتها.. فكل كلمةٍ من كلماتها لها أصول واضحة ولا تأتي من فراغ..

بينما في اللغات الأخرى فإننا نسمع عن إضافة كلمات
سنوية إلى قواميسهم.. فبالنسبة لهم فإن أي كلمة يتم تداولها بكثرة في المجتمع تضاف إلى القاموس، حتى لو كانت كلمة مخترَعة أو لا أصل لها..!

في الواقع لا توجد لغة في العالم يستطيع أهلها قراءة وفهم نصوصها التي مر عليها أكثر من
ألف عام بسهولة مثل اللغة العربية..!