يشكو الإنسان دائمًا من المجتمع حوله وألا شيء يعوقه عن تحقيق السعادة والتقدم والنجاح سوى الآخرين !
فهو يشعر باستمرار أنه الوحيد الكامل ، بينما العيوب والأخطاء نابعة من الآخرين ؛ لأنهم السبب في كل المشكلات !
المدهش في الأمر أن قلة من الناس هم من يلاحظون أن متاعبهم في الحياة وأسباب تأخرهم عمن حولهم نابعة من داخلهم ، وأنهم أعداء أنفسهم ، وهم وحدهم المسؤولون عما يحدث لهم .
إذا كنت من الأغلبية الجاهلة بنفسها ، فعليك أن تعرف أن معظم المشكلات التي تقع فيها هي لأسباب داخلية .
وإذا كنت لا تصدق هذا ، إليك بعض التصرفات المدمرة للذات التي يأتي بمعظمها - إن لم يكن كلها - الإنسان العادي وأسباب قيامه بها .
1- تأنيب الضمير الدائم :
لا شك في أن تأنيب الضمير والإحساس بالذنب يميز الإنسان عن الحيوان ؛ فالتمتع بالمقدار الصحي من هذه الصفة يجعل النفس البشرية تنتبه لأخطائها ؛ فهي تضيء النور الأحمر بداخلنا عندما نتجاوز خط المبادئ والقيم والأخلاق المتعارف عليها .
لكن عندما يصبح تأنيب الضمير شيئًا مستمرًا ، تظهر مشكلات مثل القلق والتوتر وتزعزع الثقة بالنفس ، ويشير علماء النفس إلى أن الإنسان يؤنب نفسه باستمرار للأسباب الآتية :
- يعتقد الإنسان أن البكاء على اللبن المسكوب وتأنيب الذات يطهران النفس من أخطائها ، في محاولة فاشلة لمسامحة نفسه .
- يفضل بعض الناس البكاء على الماضي بدلًا من الضي قدمًا ، فالماضي - في اعتقادهم - بكل مساوئه أفضل لأنه معروف بعكس المستقبل !
- يؤنب الإنسان نفسه باستمرار حتى يسبق الآخرين فلا يصبح عرضة لانتقاداتهم وتأنيبهم .
2- الامتناع عن الإقدام والاتزام :
يخشى الناس الإلتزام بأي شيء خوفًا من التعرض للآلام نفسية أو مادية في سبيل الحفاظ على هذا الالتزام ، كما أنه لا يعرف ما الذي يستحق بالفعل الإقدام والإقبال على المجازفة ، وما الذي سيضيع وقته سدى . وهذا الخوف من الفشل يلجم الإنسان ويجعله عاجزًا عن اتخاذ أي قرارات صائبة ، فيبدأ في تعظيم الخسائر المتوقعة وتحقير المكاسب المحتملة من هذا الالتزام ، مما يثنيه عنه .
3- الخلط بين تقدير الذات وتقدير الآخرين :
يظن بعض الناس أن اكتساب الثقة بالنفس وتقدير الذات منبعه الأوحد هم الآخرون !
فعلى سبيل المثال ، إذا ألقى أحدهم محاضرة على مجموعة من الناس ولم تلقَ المادة العلمية استحسانهم ، فأول ما يفكر فيه هو أنه فاشل ولا يتساءل أبدًا عما إذا كان هذا الجمهور الملائم لما يلقيه عليهم أم لا !
من ناحية أخرى ، لا يعني الاستحواذ على استحسان الناس من حولك بالضرورة أنك إنسان جيد أو ناجح ! فربما كانوا ينافقونك حتى يبلغوا مآربهم أو يحصلوا على مطلب يريدونه منك أو - على أقل تقدير - هم يجاملونك لأن الحقيقة ستجرحك !
إذن من حولك ليسوا معيارًا صحيحًا لتحكم به على نفسك .
أنت الوحيد القادر على تقييم نفسك بنفسك ، لأنك لن تخدعها مهما حاولت !
4- ترك الآخرين يحركوننا :
مثلما تنعدم إرادة قطع الشطرنج عندما يحركها اللاعبون ، نتنازل -أحيانًا- طواعية عن إرادتنا لمن حولنا فندعهم يحركوننا ويوجهوننا كما يحلو لهم !
والغريب في الأمر أن معظمنا يشعر براحة عندما يتنازل عن حريته وإرادته ، لماذا ؟
لأن تحمل مسؤولية أفعالنا يتطلب شجاعة نادرة لا يتحلى بها إلا قلة من البشر . وكلما قل تقدير الإنسان لذاته ، كلما زاد اعتقاده بأن كل من حوله - مهما قل شأنهم أو كانت عقولهم قاصرة - أكثر منه حكمة وتفهمًا للأمور ، وبالتالي يترك زمام أموره لهؤلاء " الحكماء " ليديروا حياته كيفما يريدون !
5- الاعتقاد بأن من حولنا هم المصدر الوحيد لسعادتنا :
نعلق تحقيق سعادتنا على أشخاص آخرين ، ونتوقع منهم أن يبذلوا كل مافي وسعهم من جهد لإسعادنا ، ثم نُصدَم حين لا يفعلون ذلك غير ملاحظين أن أكثر الناس تقصيرًا وتقاعسًا عن إسعادنا هم نحن أنفسنا !
فالإنسان يرمي مسؤولية سعادته على عاتق من حوله وينسى أن يحملها على عاتقه هو .
6- إساءة ترتيب الأولويات :
لأن الإنسان لا يعرف ما يخبئه المستقبل ، تجده يفتقر لبعد النظر ، ويبحث عما سيجنيه في الوقت الحالي مهما كان قليلًا ، وذلك عملًا بمبدأ :
[ عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة !]
ويترتب على هذه الطبيعة المتسرعة قصيرة النظر إساءة ترتيب الأولويات ، مما يؤدي إلى الفشل المستمر ، وتضييع الجهد المبذول على تنفيذ الأهداف قصيرة المدى بدلًا من الأهداف الحقيقية الأكثر أهمية .
7- إساءة استخدام ألسنتنا :
بالرغم من إدراكنا لخطورة اللسان - كأداة حادة جدًا - فإننا نستخدمه في أغلب الأوقات بشكل خاطئ جدًا ، فنجرح أنفسنا ومن حولنا ، وكلما قل تقدير الإنسان لذاته ، كلما زادت عصبيته وساء استخدامه للسانه .
8- الإمتناع عن قول " لا "
يتعرض الإنسان لمواقف يحتاج فيها إلى التعبير عن رفضه بشكل حاسم ، إلا أنه لا يفعل ذلك لأنه لا يريد أن يفقد حب من حوله .
فنحن نحاول فعل مايريده الآخرون ولا نريده نحن ؛ وعندما تسوء الأمور ، نلومهم على خطأ ليس خطأهم في المقام الأول !
9- تصديق الخرافات :
إيمانًا بخرافة " الجانب الآخر من سور الحديقة هو دائمًا الأكثر خضرة " لا يرضى الإنسان بحاله ولا يحاول حتى التحسين من وضعه ، بل يبقى دائمًا في سعي وراء شيء لن يجده أبدًا !
وهكذا يضيع عمر الإنسان دون أن يستمتع به ، وهو زاهد في كل ما يملكه وراغب فيما يمتلكه الآخرون .
10- الإهتمام الزائد برضا الآخرين :
يخلط الإنسان بين مفهومي " حب الآخرين " و " إسعاد الآخرين " ، فالحب لا يعني بالضرورة أن تسعد من حولك بصفة مستمرة دون مراعاة مشاعرك واحتياجاتك الشخصية !
كما أن الإنسان يعتقد أنه عندما يعطي الكثير سيجد الكثير في المقابل ، في حين أن الحب الحقيقي يعني العطاء بدون انتظار مقابل .
نحن إذ نخدع أنفسنا ونوهمها بأننا نحب لذلك نعطي ؛ وعندما يعاملنا الآخرون بالمثل نصاب بالإحباط !
11- الإنشغال بعيوب الآخرين :
غالبًا ما يستخدم الإنسان عينيه ليرى عيوب الآخرين ، فيتغاضى عن عيوبه التي يحتاج إلى رؤيتها بوضوح لتحسين ذاته ، وإصلاح أخطائه ، وتحقيق أحلامه .
12- افتعال الانشغال :
يتحجج لإنسان دائمًا بأنه مشغول ، مشغول بماذا ؟! لا يهم ! المهم أنه دائمًا يجد عذرًا يتذرع به إذا ما اتهمه أحدهم بالتقصير . ويعتقد بعض الناس أن انشغالهم - أو افتعال انشغالهم - يساعدهم على الهروب من الحقائق والأحداث المؤلمة في حياتهم ، فهم يدفنون أنفسهم في العمل - تمامًا كما تدفن النعامة رأسها في الرمال - على أمل أن تتلاشى المشكلات .
13- دفن مواهبنا وقدراتنا :
يتقاعس الإنسان أحيانًا عن اكتشاف وإظهار أغلب مواهبه ومواطن قوته طالما لم يُطلب منه ذلك ! والغريب في الأمر أن قليلين هم من يكتشفون مواهبهم من أجل أنفسهم فقط .
معنى هذا أن أغلب الناس يعيشون ويموتون دون استغلال - أو حتى معرفة - إمكاناتهم ومواهبهم !
الموضوع بمعنى أصح ملخص لكتاب باسم :
My own worst enemy
لمؤلفه :
Alan nelson
ولكنه طويل نوعًا ما وهنا خلاصته أو وزبدته كما يقولون
ولا داعي للذكر بأن سبب طرحي للموضوع هو الفواصل والبوستر
إذ أني صممتُ معرضًا - كناية عن كم الأطقم التي صممتها - لتكريم القلم
حتى كرهت الفوتو وكرهني![]()
وانتهى الأمر بعدم استخدامها لعدم تناسبها مع القلم xDDD
وبالمختصر - بالطول بالعرض - لازم أستخدمها =_=
أتمنى أن الموضوع قد ارتقى لذائقتكم
[مخرج] :
لا يوجد قفل بدون مفتاح ، ولا مأزق بدون مخرج !


رد مع اقتباس

المفضلات