حَلوى تحدثتُ عنها سابقاً...

نَكهَتُها قَويةٌ

بحيثُ تظلُّ في الفم لوقتٍ طويل و تعلق في الذاكرة ~
لاذعةٌ بشكلٍ لا يُطـــــاق...

و سُكريةٌ بطعم آســـــــــــــــــــر...

كيف يمكن لحَلوى
الظُّلمِ أن تكون كذلك؟!
لربُما تَسائَلتُهم ~
طَعمَيْها
اللاذع و السُكّري سيوضح الجواب~




الطعم اللاذع /

لا أحَد يُنكِرُ أن للظُّلم طَعمٌ لاذِع، رغم اختلاف نوع الظُّلم..




فـ (الظُّلم المادِّي) مذاقه اللاذع واضِحٌ تماماً

منذ المَضغَة الأولى،

كيفَ لا وَ فيهِ سَلبٌ للحقوقِ الماديةِ!!

الحِرمان من ممتلكات تخصُ شخصاً

و سلبِها أمامَ عينيهِ في الغالب،

يمتد هذا الطَعم لما بعد انقضاء مدة من الظًّلمِ أيضاً،

إذ تَظلُ النَكهَةُ اللّاذِعةُ

متمثلةً في الخسائِر المادِّية التي سببتها انتزاع ذاك الحق...
أيضاً قضيةُ المَظلوم لا تنتهي هنا،

فشَرارَةُ الحَقدِ نتيجةَ الحِرمانِ

و الرَّغبةِ العَارِمة في الانتِقام

لَدى البَعض تَزيدُ مِن الأمرَ سُوءاً، فَهي:

أولاً/ تحَرِم المظلُومَ من أَجرِ الصَّبر على ما أَصابَه و قَد تَجعله يَكتسِبُ ذُنوباً لما قَد يَفعَله

ثانياً/ تَمنع المظلُوم من نِسيان ما حدث فتراه يَتقلَّبُ ألماً في ألَم على ما أصابه ~




(الظلم المعنوي)

مُلاحظةُ طَعمِها اللَّاذِع أبطأَ قَليلاً

لِخفة حدَّةِ الطَّعمِاللَّاذِع عن الموجودةِ في الظُّلم المادي

باستثناءِ بعض الحُقوق

كـ حَقِّ الحَيـــــــــاة

التي تشبهُ بَلع الحَلوى دُون تَذوّق الطعم~

فهي تظهر على مدى يتراوح بين البعيد و القريب من مدة حدوثها

مثالاً على ذلك/

حَقُّ التعليم إذ يظهر جلياً

حينما يبدأ الطفل بالنمو

لفتى و مراهق و من ثم بالغ

حيث يصبح طلب الرزق صعباً

خصوصاً أن معظم الأعمال ذي الدخل الجيد

تحتاج للشهادات.

مثال آخر/

حَقُّ إبداء الرأي الذي ينتشر بسببه الظُّلم المادي و يعم الفساد....

(
ظُلم النَّفس)
ظُلم النَّفس كَـ حال الظُّلم المعنوي تماماً ...


فظُلم تقدير الذَّات

يظهر في الفشل المتكرر

و عدم انجاز شيء مفيد في الحياة ~


أما
ظُلم قضاء الحاجة

تظهر على المدى البعيد

من خلال تأثر الصحة

و إصابتها لا قدر الله بأمراض صعبة ومزمنة.


ظلم يجعل المرء يعض على يديه

هو أشبه بسلب حق الحياة
تُبلَع اللقمة

إذ لا يشعر صاحبها بها

إلا حين تصل في جوف الجسد،المعدة
بعبارة أخرى

يدركها المرء بعد الموت و المحشر

حينما يكون استرجاع اللقمة غير ممكناً
مستحيلة مهما حاول الانسان،

لذا يندم فيه المرء حينما لا ينفع الندم ~


















الطعم السكري /

كيف نتلذذ بحلوى لاذعة الطعم
بشعة المظهر كحلوى الظلم؟!

الجواب بسيط يحتاج لجهاد النفس
1/
تسليم الأمر لله
فهو
العادل الذي يعيد لك حقك في يوم العرض
ما لم يعده الظالم لك في الدنيا
حيث يظهر الظالم أمام الملأ
و تشهد عليه كل حواسه
فلا مهرب له من
المحكمة الإلهية العادلة~

2/
الثقة بالله و الإيمان به،
للظلم طعم
جميل يدفع الإنسان لتقوية جانبه الروحاني
فما
سلب منه هو هدف دنيوي زائل
و الله عنده خير منه في
جنة عرضها السماوات الأرض
ما هو
أجمل من هذا الخبر؟!
إذ قال تعالى: "بَشَّرِ الصَّابِرينَ".
الصابرين على أي مصيبة تحدث لهم
لهم
جزاء عظيم من رب كريم، جنة النعيم~
و ما هو
أجمل من هذا يا ترى؟!

فـ جاهد و اصبر و احتسب و لا تطمع لدنيا فانية #

تلذذ بحلوى الظلم
فمن
تعلق برب العالمين لن يضيع،
لن تجره الدنيا فانية لمصائب تعجله تنهار
إذ يحتسب كل ما يحدث له
و يؤمن إيمانا عميقا بأنه
قدر الله
و أن الله هو القادر على تعويضه إياه،
فكل شيء من رب العالمين خير ~

أما عن ظلم النفس/
فهذا لن يتحكم به سوى ذاتك
طعمها السكري يكمن في التعلم من الخطأ الذي وقعت فيه،
والتغيير للأفضل بإذن الله عز وجل،
تتولد
إصرار و عزيمة لأجل التغيير،
فتصبح أقوى و أقوى من أي وقت مضى
فقط احرص على...
أن لا تنهض من غفلتك و تدرك خطأك بعد فوات الأوان ~







ملاحظة/ توقف قصير بسبب قرب امتحانات منتصف الفصل (دعواتي معكم)
كنت على وشك انهاء السلسلة و ترك المواضيع المتبقية للجزء القادم
لولا كلمات أخيتي أثير (امض قدماً بموضوعك T_T)
حتى ذلك الحين أستودعكم الله