الموضوعان الآخران طواهما النسيان تحت أطنان الغبار. أحدهما نسيتُ ما كان في الواقع، والثاني لا أنوي الإفراج عنه لعدم قدرة الناس على الاستفادة منه في الوقت الحالي.
عودة إلى محاولاتك، فهي دسمة تسلب الأسماع بوزنها ومنطقها على حد قولك XD. من ناحية الوزن، كانت الحياكة ممتازة والوقع جميلاً. من أجل ذلك، يمكنك - كما يمكن لمن يرى نفسها أنهى مرحلة إتقان الوزن - الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي تقتضي اختيار الحروف والكلمات في البيت بحيث يكون مجموعه شعرًا رقيقًا متماسكًا فصيحًا غير متكلف، وكلما روعيت رقائق المعاني وتُلطّف في اختيار الألفاظ قرّبه ذلك من بلوغ المرتبة العالية بين مراتب الشعر.
سأستخدم بيتك التالي لإعطاء مثال:
بداية، فعل "يقيلوا" مرفوع ولا وجه لحذف نونه، ولو أبقيناها وسكنّا النون صحّ الوزن ولكن ثقلت القافية. لعل الأنسب هنا استبدال الفعل باسم على وزن فعالُ، نحو: إنّ الأنامَ نيامُ. بيد أنه تصادفنا مشكلة جديدة، وهو تقارب حروف أنام ونيام، وذلك غير مستحسن في الفصيح من كلام العرب لأنه مدعاة لخلط الحروف وقلبها عند النطق به، وذلك نقيض الفصاحة التي من تعاريفها "أن تقول فلا تبطئ ولا تخطئ". لذا قد نلجأ إلى تغيير اسم إنّ أو خبرها، فنقول مثلاً: إن الأناس نيامُ، أو إن الجموعَ نيامُ، أو إن الأنامَ رُقودُ، إلخ. وإذا أردنا اختيار ألفاظ أنسب لواقع الكلام، فقد يناسب أن نستخدم فعل "زجر" بدل "صاح"، وهكذا تكون الصيغة الجديدة المقترحة للبيت:تناشِدنا حتى تعالى نداءها ..... فصحتُ بها إن الأنامَ يقيلوا
تناشدنا حتى تعالى نداءها *** فزجرتُها: إن الأنامَ رقودُ
هنا يمكن استبدال كلمة الشتاء ووضع كلمة أخرى أنسب وأحق منها بالمكان، وتستقيم مع الوزن:متى بعثَ الشتاءَ بكلِّ خيرٍ ..... تضجُّ له الحناجرُ شاكرينا
متى بعث الإله بكلّ خير *** تضجّ له الحناجر شاكرينا
هذا ما لديّ. وفقكِ الله وسدّد خطاك.



رد مع اقتباس


المفضلات