اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تشيزوكو مشاهدة المشاركة
منذ فترة وأنا أرغب بالتعقيب هنا وها قد تفرغتُ اليوم أخيرا لأجرب حل التمارين

هذا الموضوع كنز حقيقي لكل من ينظم أو يرغب في نظم الشعر.. شكرا جزيلا على إتحافنا به..

وبي فضول لأعرف هل رأى الموضوعان الحزينان الآخران النور أم أنهما لم ينالا حريتهما بعد؟



تجربتي في حل التمارين:

ضمنتُ الفوزَ مُذ كنتَ الغريما *** ولستُ أعدّه فوزًا عظيما
كتبتُ الشعرَ بالوزنِ الدقيقِ ..... ملأتُ سماهُ بالمعنى الرقيقِ XD

فأقبلتُ زحفًا على الركبتينْ *** فثوبًا لبستُ وثوبًا أَجُرْ
وأسدلتُ وقت الدجى المقلتين ..... وأنصتُّ أسمعُ صوتَ المطرْ

إذا رأيتَ نيوبَ الليثِ بارزةً *** فلا تظنّنَّ أنّ الليثَ يبتسمُ
متى شهدتُ مصابَ الأهلِ في بلدٍ ..... أتى عليّ الأسى فالقلبُ منكسرُ

فشككتُ بالرمحِ الأصمِّ ثيابهُ *** ليسَ الكريمُ على القنا بمُحرَّمِ
وسلبتُ أسماع الحضورِ بمنطقي ..... إن الجموع من الإثارة نوَّمُ XD

عِش ما بدا لكَ سالمًا *** في ظلِّ شاهقةِ القصورِ
اعبد إلهك مخلصاً ..... واسألهُ من حَسَنِ الأمورِ

ودارِ خرابٍ بها قد نزلتُ *** كأنيْ نزلتُ إلى السابعةْ
حدائقُ أرضي إليها هفوتُ ..... فروحي برؤيتها آمنة

وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى *** وليلى لا تقرُّ لهم بذاكا
ومنكم أستقي حب المعالي ..... فكنتم رائدين بها زمانا

تعيّرُنا أنا قليلٌ عديدُنا *** فقلتُ لها إن الكرامُ قليلُ
تناشِدنا حتى تعالى نداءها ..... فصحتُ بها إن الأنامَ يقيلوا

إذا بلغ الفطامَ لنا صبيٌ *** تخرُّ له الجبابرُ ساجدينا
متى بعثَ الشتاءَ بكلِّ خيرٍ ..... تضجُّ له الحناجرُ شاكرينا

بيتٌ كمعناكَ ليسَ فيهِ *** معنىً سوى أنه فضولُ
صوتٌ عرفناه قد تناهى ..... صاغ الأسى كلُّهُ أنينُ

ومن يتهيّبْ صعودَ الجبالِ *** يَعِشْ أبَدَ الدهرِ بينَ الحُفَرْ
فلا تتعلق بهذي الحياةِ ..... فكل متاعٍ هنا ينتهي



كانت تجربة رائعة ومنعشة.. أتمنى أن تكون موفقة ^^"

كل الشكر مجددا
الموضوعان الآخران طواهما النسيان تحت أطنان الغبار. أحدهما نسيتُ ما كان في الواقع، والثاني لا أنوي الإفراج عنه لعدم قدرة الناس على الاستفادة منه في الوقت الحالي.

عودة إلى محاولاتك، فهي دسمة تسلب الأسماع بوزنها ومنطقها على حد قولك XD. من ناحية الوزن، كانت الحياكة ممتازة والوقع جميلاً. من أجل ذلك، يمكنك - كما يمكن لمن يرى نفسها أنهى مرحلة إتقان الوزن - الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي تقتضي اختيار الحروف والكلمات في البيت بحيث يكون مجموعه شعرًا رقيقًا متماسكًا فصيحًا غير متكلف، وكلما روعيت رقائق المعاني وتُلطّف في اختيار الألفاظ قرّبه ذلك من بلوغ المرتبة العالية بين مراتب الشعر.

سأستخدم بيتك التالي لإعطاء مثال:

تناشِدنا حتى تعالى نداءها ..... فصحتُ بها إن الأنامَ يقيلوا
بداية، فعل "يقيلوا" مرفوع ولا وجه لحذف نونه، ولو أبقيناها وسكنّا النون صحّ الوزن ولكن ثقلت القافية. لعل الأنسب هنا استبدال الفعل باسم على وزن فعالُ، نحو: إنّ الأنامَ نيامُ. بيد أنه تصادفنا مشكلة جديدة، وهو تقارب حروف أنام ونيام، وذلك غير مستحسن في الفصيح من كلام العرب لأنه مدعاة لخلط الحروف وقلبها عند النطق به، وذلك نقيض الفصاحة التي من تعاريفها "أن تقول فلا تبطئ ولا تخطئ". لذا قد نلجأ إلى تغيير اسم إنّ أو خبرها، فنقول مثلاً: إن الأناس نيامُ، أو إن الجموعَ نيامُ، أو إن الأنامَ رُقودُ، إلخ. وإذا أردنا اختيار ألفاظ أنسب لواقع الكلام، فقد يناسب أن نستخدم فعل "زجر" بدل "صاح"، وهكذا تكون الصيغة الجديدة المقترحة للبيت:

تناشدنا حتى تعالى نداءها *** فزجرتُها: إن الأنامَ رقودُ

متى بعثَ الشتاءَ بكلِّ خيرٍ ..... تضجُّ له الحناجرُ شاكرينا
هنا يمكن استبدال كلمة الشتاء ووضع كلمة أخرى أنسب وأحق منها بالمكان، وتستقيم مع الوزن:

متى بعث الإله بكلّ خير *** تضجّ له الحناجر شاكرينا


هذا ما لديّ. وفقكِ الله وسدّد خطاك.