عودة للثرثرة
ما رأيكم بأسلوب الكاتب الأدبي؟ هل ترون أن طريقة الترميز في القصة واستخدام حكاية سيدنا نوح كان موفقا؟
السهل الممتنع؟ أسلوب بسيط بليغ, جعلني أرى بعيني الطفل نور, وأضحك لامتعاضات السيدة غلاظة, أود مد يدي لتخترق حاجز السطور وتخنق الأفعى حيزبونة!
الترميز كان موفقًا جدًا, حيث هذه القصة تتكرر كما ذكر الكاتب في كل زمانٍ ومكان, تمنيت أن يَكثر ذِكرُ سيدنا نوح, ولكم غبطت نور وتمنيت أنني مكانه!
هذا النوع من الكتابة تم استخدامه من قبل من قبل الكاتب المرحوم داود العبيدي, حيث قدّم بذات القالب وبلغةٍ عذبة قصة الرجلِ الذي قتلَ تسعةً وتسعينَ نفسًا (جبل التوبة) وحكاية أصحاب الأخدود (فتاة الجزيرة) وقصة أصحاب الكهف (قام من وراء السنين) ..
السيدات تفاهة وغلاظة ونميمة.. هل ترون وجودهن في الحكاية موفقا؟ هل كان لذكر جلساتهن داعٍ في الحكاية؟ هل هن حقا حولنا؟
لخصت السيدات الثلاث أمقتَ صفات المجالس -رغم استئناسي لتعليقات السيدة غلاظة الحارقة xD- كان وجودهن مهمًا مع أنني كنت أكره تفاهة ووُفق المؤلف في تكريهنا فيها, كان وجود جلساتهن مهمًا لأن التأثير الكامل على المجتمع يبدأ منها << ألا ترون العجائب التي تُحشى في عقول أمهاتكن بعد هذه الاجتماعات؟
عن أم نور.. إن كان بإمكانك إعطاء لقب لأم نور على نمط تفاهة وغلاظة.. فماذا ستسميها؟
هممم
أظن أنني سأقول: (سذاجة)؟ أو (تردد)؟ ربما (حيرة)؟
المول وأبرهة وحيزبونة.. وصف غريب للآلهة الجديدة.. هل ترون أن علاقتنا بالحداثة الغربية وصلت إلى حد التقديس؟
أجل! وصلت إلى مراحل أكبر من التقديس, ماذا يمكنك أن تطلق على أمورٍ تستطيع انتزاعك من عباداتك وإلهاءك عنها؟ بل وتفتر فيك حب مقدساتك؟
عندما يبدأ حتى أهل الدين بالانحراف جزئيا.. وعندما تتغير المسميات وتتداخل المبادئ وتصير معرفة الحق صعبة.. كيف يكون الحل؟ هل ترون أن مجتمعاتنا تعاني من هذا فعلا كما صورت الرواية؟
يكون الحل بالعودة للأصول والتمسك بها, وعدم الانسياق وراء الهوى, أليس رسولنا محمدٌ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ"؟
وقد بدأ هذا منذ عصور, ولا يزال يستحدث في كل زمن -التاريخ يعيد نفسه ولكن الحمقى لا يدركون-
ما رأيكم بفكرة الألواح والدسر؟ صفوا لنا سفينة النجاة من طوفان هذا العالم بكلماتكم
طفرت الدموع من عيني لجمال مضمون التعاليم التي رواها الكاتب كما لو أنها صدرت من سيدنا نوح: أن السفينة لا تُبنى إلا من ألواحٍ قد مرّت على رؤوس الصبيان وقد نُحتت عليها حروفهم ومفرداتهم الأولى, وأن تُصنع الدُسُر بأيديهم لتمتاز عن المسامير بهذا الفارق الكبير!
منظر الغرق والنجاة كان حاضرًا أمام عيني, عشته بكل جوارحي وانتهت القصة عند نقطة الختام تمامًا
^ بعد هذا الاستطراد الشاعري, أقول بأن النجاة من طوفان اليوم تكون بالتمسك بتعاليم ديننا الحنيف تطبيقًا وعملًا لا أقوالًا جوفاء, إعمار الأرض ونشر العلم, سبك دسرنا بأنفسنا والاستغناء عن ملاحقة الغير, وضع الأمل في الأطفال وإشعارهم بهذا وتربيتهم عليه, والانسلاخ من المظاهر الكاذبة والعادات البلهاء -والتي قامت مقام الدين فينا-, وعدم اليأس من الإصلاح والتعمير؛ فإن نوحًا -عليه السلام- مكث في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين يدعوهم ويستنبت الصلاح من قلوبهم, أفنعجز نحن؟
.
.
لي عودةٌ لوضع الاقتباسات ^^


رد مع اقتباس




المفضلات