عصفت دماغي لتذكر شيء 🙊~
و تذكرت مواقف ~
في صغري بين السنة الثانية من عمري و الرابعة، كنت أعيش في المهجر ~
ذات مرة خرجنا لرؤية ساحة يتكاثر فيها الحمام الزاجل، و بينما كنت أطارد إحدى الحمامات حدث و أن دهست حمامة وفعصتها حتى ماتت و انشر دماؤها و ريشها بين حذائي و الأرض ~
كان جميع من شهد الحادثة يرمقني بنظرة غريبة ~
للأسف ضاع حذاء (الديزني) المفضل، كنت أبكي لهذا السبب ، فقد عاند الريش إلا أن يتركَ أثراً مؤبداً في حذائي الوردي المفضل الذي يحمل شخصية ميكي ماوس الشهيرة (البطة ديزي)~
حينما عدنا للوطن، أحضرت الحذاء معي، احتفظت به لسنوات عديدة قبل أن تباغتني أمي و تلحقه بسلة النفايات >_<
من المواقف الأخرى التي حصلت بعد عودتي بأشهر قليلة من المهجر...
لم أكن أفقه من العربية شيئاً، فقد تعلمت اللغة الإنجليزية أولاً، كانوا يحاولون تعليمي لكني كنت أرفض، حصل أن استيقظت صباحاً في منزل العائلة باحثة عن أمي، و سمعت عمتيَّ تبكيان، و تستعملان هاتف المنزل بشكل غير طبيعي، كانتا تتحدثان مع الطرف الآخر و هما تبكيان!
لم أكن أفقه ما تقولانه، و كنت أسخر و أضحك عليهما بينما أراقبهما بخلسة من خارج غرفة جدي و ابن عمي معي ~
ثم حينما جائت أمي كانت تبكي أيضاً
لم أفهم شيئاً ~
فجأة اكتض المنزل الكبير!
و رحلنا إلى الطابق العلوي
دون أن نفهم شيئاً ~
بعد فترة نادني شخص ما للنزول و الذهاب إلى المجلس ~
حينما ذهبت إلى هناك، وسط أعمامي رأيت غطاءً أبيض اللون، والناس تبكي، و أنا لا أفقه شيئاً، حينما أزالوا الغطاء رأيت جدي -رحمة الله عليه-
جدي توفي!
بكيت أمام جثمانه بحرارة!
فقد عرفت أنني مدللة جدي الوحيدة
و أنه لا يرفض لي طلباً
كنت أتسلل إلى غرفته وقت غداءه لأتناول الخيار و الخضروات الأخرى معه، في حين أنه يمنع جميع أحفاده الأخرين من ذلك ~
و كنت كلما طلبت شيئاً نفذه لي
فحينها كنت الفتاة الصغرى لأبي الذي يحبه جدي كثيراً ~
و كنا في ترقب المولود القادم ~
المهم …
بعدها بأشهر رزقت أمي بمولود أسماه أبي على اسم جدي ~
رحمك الله يا جدي و جعل قبرك روضاً من رياض الجنة ~
الموقف قبل الأخير ~
كنت قد تلقيت هدية من جدي عبارة عن دراجة 🚲 ~
و تركتها في منزل العائلة ليتسنى بي اللعب بها مع شلتي المكونة من ابن عمي و ابن عمتي و كنت زعيمتهما ~
و ذات مرة، اتصل هذين القريبين بالمنزل ليتحدثا مع أمي متوسلان لئلا أذهب لمنزل العائلة يوم الخميس و السبب هو أنهما كسرا دراجتي الجميلة، و أنني شريرة وسأعضهما ~
أمي حكت لي هذه الحكاية
و لا أذكر ما حدث لاحقاً ~
موقف أخير، ليس خاصاً بي ~
ابن عمتي الذي ذكرته في حادثة الدراجة، يكبرنني ببضعة أشهر...
حينما كنا صغاراً
كان يخرج ظهراً في منزل العائلة (حيث كان أغلبنا يعيش)، و في يده ساطوراً ضخماً ~
و يلاحق قطط الشارع التي اعتادت عمتي اطعامهم ليقطع ذيلهم، و قد نجح في ذلك بضعة مرات ~
هذا ما تذكرته ~
المفضلات