و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بوركتم و بورك قلمكم نسأل الله العافية و السلامة من كل إثم
كلمات تستحق التأمل لأهمية ما جاء فيها ( و إن كان حديثاً بين الكاتب و نفسه)
قد أوغلتم في التأمل و التفكر و أوغلتمونا معكم فيهما فنسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء و يشكر سعيكم بما ذكَّرتم
و أن يجعلنا وإياكم دائماً من الذاكرين القائمين المستغفرين بالأسحار و بالعشيِّ و الإبكار
و أمَّا من ما خطته أيديكم فقد أصبتم جرحاً قد غار في نفوس الكثيرين عندما غارت معه الضمائر و توارت خلف حجب الخطايا
تلك عادتنا كبشر منذ بدء الخلق و حتى يومنا هذا
الجهل و الغفلة و قلة الصبر من سماتنا و هو سبحانه جل و تعالى قد ترفع و تنزه عنها بحلمه و رأفته و أناته
قد زيَّن لنا الشيطان بكيده و مكره مكاره الأمور و بيِّن الذنوب و وضع لنا عوائق و مطبات وهمية في طريق السلامة
جعل العبادات و الطاعة مشقة لا قبل لنا على الإتيان بها و مال بأنفسنا إلى الكسل و الإعراض عنها
بينما مهما تطلبت المعاصي من جهد فإنَّ هوى النفس قد تحالف مع الشيطان ليجعله هيناً و صوت الضمير يخفت حتى يكاد يتلاشى
و رغم ذلك -و هو العالم بمقدار هذا الضعف- تأنى و تمهل في إنزال عقوبته و أبقى باب التوبة مفتوحاً برحمته
و جل و تعالى عن ترك الشيطان يحتفل بنصره علينا و أن يشمت و يهزأ بنا و هو الذي قال في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه
{وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
سورة هود: 114
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
سورة الفرقان: 68-70.
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
سورة الزمر: 55
بل و قد تجاوز ذلك بكرمه و عطفه فجعل العمل الصالح بعشرة أضعافه بينما السيئة لا تحسب إلا بمثلها
و مع ذلك نجد من خف ميزانه لقلة حسناته و نسأل الله أن لا يجمعنا بهؤلاء
{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ }
سورة الأنعام: 160
و مع كل هذه الفرص التي وجب اغتنامها نجدنا نتأنى و نتمهل في الإسراع إلى بارئنا ليغفر لنا
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }
سورة المؤمنون: 99-100
نسأل الله السلامة في الدين و الدنيا و نأمل منه دوماً أن يصفح عن ذنوبنا و لا يعرض عنا
رد مع اقتباس

المفضلات