
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سينا
بعد تنظيم طويل واراء مؤيده لاستكشاف منطقه بحريه منعزله نادرا مايقصدها الناس
لبعدها عن المدينه مما دفع الطلاب المتفوقين لاختيار زيارتها تكريما لتفوقهم...
كان التكريم يخص العشر الاوائل لطلاب المرحله الثانويه بالفصل الدراسي الاول
حيث ان نهايته توافق اجمل فصول السنه الربيعيه مودعة الشتاء القارس...
شارك بالرحله مجموعة مدرسين يثيرهم الفضول لاستكشاف المكان...
وصلت المجموعه وبدات الاعدادات للتخييم فالمنطقه نائيه بعض الشيء لكنها مميزه بشاطئها الهادي ورماله الناعمه المتلالاه....**
بدا احد الطلاب باعداد الحطب تجهيزا للغداء بينما قام ثلاثة مدرسين بنصب الخيمه مع طالبين قويي البنيه ومحبين للشغب...
رمى كل طالب حقيبته بالخيمه بعد اكتمالها وهموابتناول الغداء بعد ماصنع بهم الجوع صنيعه
يتناولون اللقم تلو بعضها ويثرثرون حول مخططهم بالرحله ...
وبعد ان امتلات معداتهم نهضوا للمشي على الرمال الى ان تفاجئوا بمنظر غريب ...
اخرج احدهم كاميرا ليصور المشهد وصار الجميع يتامل وحدة الزورق البالي تهزه بعض الامواج الخفيفه ....
اقترح المعلم وقائد الرحله تحديا مع الزورق والطلاب المتفوقين باعادة ترميم الزورق حاثا الجميع
على العمل يدابيد على ان تكون الغلبة لهم ضد الزورق البائس...
تنحى المعلمون جانبا وبدا الطلاب بالتفكير في خطة اعادة البناء...
كيف لهم ترميم زورق انهكته امواج الشتاء المتلاطمه بالليل وهيئته الرثه تدل على مكوثه مالايقل عن ثلاثة اشهرماضيه وطيور النورس تقيم باخشابه المهترئه...
ركب احد الطلاب ليستطلع مابداخله فوجد عدة صيد بسيطه وكتابين بللتهم المياه فلايرى لحبرهما اثرواضح...وصندوق صغير
وجده مغلقا باحكام ومثبت في الزورق بطريقة لاتؤثر فيه امواج الشتاء المندفعه...
خرج به الى زملائه وشدهم الفضول لمعرفة محتواه...
حاولوافتحه بصعوبه فاشتاظ موجده غضبا وقام بكسره بسكين يحملها وقد هم اصدقائه بمعاونته
فعثروا على ورقة من الجلد كتب صاحبها:
الى من يعثر على زورقي ويقرا رسالتي ... فلتعلم ان عمري لم يكن سوى كزورق تلاشت اخشابه الى قاع المحيط
استفزت الرساله قارئيها لانهم يتفقون على انه لاياس مع الحياة ولاحياة مع الياس
فقرروا زيارة القريه المجاورة لشراء بعض المعدات ومؤونة العشاء...
اما المعلمون فيراقبون من بعد ولسان حالهم يقول:
الى اين يصل الطموح بمن لايعرف الياس طريقا الى قلوبهم...؟؟؟
استمر العمل متواصلا طوال الليل بعد ان اشعلوا النار واستخدموا المصابيح التي كانت بمعداتهم
بعد ان تناولوا العشاء حتى يتفرغوا تماما لمعركتهم مع الياس...
ماان اشرقت الشمس على الفتية العشره حتى استلقوا على الرمال يتنهدون مبتسمين غير مبالين بالوقت والتعب...
فوقف قائد الرحله يراقب مع ابنائه طلوع الشمس من بكرتهامنيرة بشعاعها زورق الامل
تتخلل اعين المعلمين المستغرقين بغفوتهم بعد سهر الليلة الماضيه مناجية اياهم ان انظروا الى غلبة الاراده..
بادر القائد بتحية طلابه على انجازهم المهمه التي كان يرمي لها من بداية الرحله
واعترف سريعا بانه من ترك الزورق والرساله وخطط لزيارة المكان لانهم يثقون دائما باختياره
مشيدا بهم على ان تفوقهم ليس بالتحصيل العلمي وحسب بل انهم قد تفوقوا على مصاعب الدنيا واكبر محبط للمرء الا وهو الياس وكانت لهم الغلبه كما هي دائما...
واهدى لكل منهم وسام شكر صنعه بنفسه دون علم المعلمين الاخرين كتب فيه:
"تحيه طيبه لقاهري الياس العشره"
اتمنى ان تنال استحسانكم لان الوصف يناسب القصه القصيره اكثر من الخاطره
ودمتم بخير...
وكأنك أختي سينا قد أتخذت من التميز عنوان لكي عند كتابتك الوصف..
ففضلت أختيار قصة كاملة الاركان عن الخاطرة..وأشبعت فيه من الصورة الشعرية المتكاملة ..
بالصوت واللون والحركة..والاغراق في الالمام بأدق التفاصيل..حتى بت أتخيل المشهد بكل مافيه..
فهم ذاهبون تسبقهم همتهم ..تتعالى ضحكاتهم ..بأجسادهم القوية والارادة التي تملئهم عزما في النجاح..
ورفض كل ما يشير لليأس..
المقدمة كانت متميزة جذبتنا سريعا للأحداث..عنت كثيرا بالتفاصيل..
اما الموضوع فقد أغرق بالتعبيرات القوية الجزلة..فالبرد أنسان قاس لا يرحم..والجوع يفتك بأمعائهم..
والزورق طفل مسكين فتكت به امواج المحيط..واليأس وحش يفتك بالنفوس الخائرة فيتعين عليهما محاربته ..
ملت للوم على القارب وصاحبه ..وكيف انهما " أذنبا " بإستسلامهما لليأس..
وكيف ان الارادة عنوان الحياة فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس..
وجاءت الخاتمة لتؤكد هذا المعنى الايجابيــ الذي يوكد انه طريق الحياة..
الشيء الذي كنت أتمنى ان تأخذي فيه جانب من الاستفاضه..هو تحطم المركب..
حيث ملتي لابراز تحطمه انه أمر ثانوي..وكان كل الوصف عن التعامل مع هذا المركب المحطم بالفعل..
فلا نعرف كيف تحطم ولا قصة تكسر أخشابه وصاحبه الذي فتكــ به المحيط..
ولكن ككل هذه خاطرة أتخذت من الابداع عنوانا لها ..فلا نملك امامها الا الاحترام ..
وكل التقدير..
أتوقف عند هذا القدر.
يوتشيها.
المفضلات