حَدَثَ يَوْمًا ~ أنْ ضَـاع المجْــد التَّـلِـيـد ~
تملك البشر أراض و قطنوها , و عمَّروها ..
و لكن هذا التعمير , لم يحدث من تلقاء نفسه , و إنما تحقق للبشر هذا التعمير , بعد توفر كافة الأسباب التي تمكنهم منه ..
و إزالة كل العوائق التي حالت بين التعمير و بينهم .
قامت على الأرض حضاراتٌ عديدة , و ذلك راجع إلى تعدد قاطنيها من الشعوب و الأقوام المختلفين ..
و لكن الحضارة حاليا , أُعْتُمِد حصرها على التقدم العمراني , و التوسع في معرفة الأمور الطبية , و غير ذلك , و لم تكن تهتم برفع مستوى أخلاق الفرد صانعها , أو تقويم تصرفاته ..
و من بين كل تلك الحضارات , كان هنالك حضارة ما , اهتمت بهذا الشيء , بل و أفرطت في الاهتمام به ؛ بإعتباره اللبنة الأولى للحضارة , حسنا , لقد نال الفرد نصيبا وافرا من الإهتمام من قبل الحضارة الإسلامية !
ارتفع شأن تلك الحضارة , و تعاظم نبأ نفوذها بين الأمصار , فكاد لها الكائدون , و أعدوا لها أيما عدة , كيف لا ؟ و هي من اختطف بساط الحضارة منهم , و اتخذه لنفسه !
فبدأو في البداية , بمحاربتها , و تخريب كل ما يمت لها بعلاقة , فأحرقوا كتبها و نهبوها , و كسروا بناياتها الشامخة , و حولوا مساجدها الطاهرة لكنائس قذرة , يؤدون فيها طقوس دينهم المحرف .
حسنا , و هكذا بهت لون شمعة هذه الحضارة , آخذا في البهوت شيئا فشيئا , إلى أن تلاشى كأن لم يكن موجودا ذات يوم , كأن لم يغن بالأمس !
و الآن ..
آه و الآن , صار كل مسلم أكبر إرهابي في العالم !
ذليل محتقر , يُخَاف من شره و يُتَّهَم بكل ضروب السوء , و ياللعار !
بدأ الحقد العالمي - و لن أقول الغربي , لأن الغرب متحالف مع الشرق في مسألة كره الإسلام و أهله - يخترع شخصيات وهمية إسلامية - بزعمه - مهمتها زعزعة الأمن العالمي !
حسنا , لقد جردونا من مجدنا , الذي طالما كبر أجدادنا تحت ظلاله الوارف , و جعلونا أناسا حقيرين لا نستحق العيش !
أتسألونني أين ..؟
إذا كان ذلك , فأجيبوني بالله عليكم , لمــاذا هـذا الصمت على مجازر ارتكبت بحقنـا نحن المسلمين , لم يحـرك العالـم أنملة واحدة لإيقافها , رغم امتلاكه لمفاتيح الإيقـاف ؟
لماذا جُعِل المسلمون كنوع آخر من الحيوانات ..؟ بل ربما كانت الحيوانات لديهم أعظم شأنا منا !
كفى , كفى , كفى !
لم لانتمسك بسبب عزتنا ( الإســلام ) , ونترك ما سواه ؟
لم أصبح هم الإنسان المسلم أن يعيش ؟
أَوُجُودنا كان لنعيش ؟ هل الهدف هو أن نعيش فقط ؟؟
كلا , حاشا و كلا !
أكبر جريمة نفعلها اليوم بحق أنفسنا , هي غفلتنا التي لن تجلب لنا سوى العار و الألم مرة أخرى ..
أنريد ذلك ..؟
بالطبع لا ..
أما من سبب لإيقاف ذلك ؟
بلى , هناك سبيل , واحد لا توأم له , و هو أن نكون مسلمين بحق ! أن نتمسك بالإسلام الذي اُصْطُفِينَا من بين الخلق لنكون ممن يدين به !
و أم إن نحن نمنا , و نام ضميرنا , و أغمضنا عيوننا تجاه ما يحدث الآن للإسلام , فنحن و للأسف , لسـنا حمـاة له على الإطلاق !!
بل على العكس , إن سكوتنا يساعد التحامل العالمي علينا , يساعدهم في تنفيذ ما يريدون , فغفلتنا أكبر هدف حققوه , بعد أن أضاعوا مجـدنا التليد القديم !
و قلت أضاعوا ) و هذا يعني أن المجد في مكان ما لا يزال موجودا , و لكننا لسنا أهلا له مطلقا ..
متى ما نحن استمسكنا بالإسلام الصحيح , و تركنا التنازع , و جعلنا الحياة سببا لا هدفا , فسيأتي المجد إلينا ركضا !!
المفضلات