لا أزل أذكرُ ذلك الموقف...لا أدري بماذا أصفه..!! فقد شُلت حركته...بل وبدأ قلبي بالضحك...!! فمن كونهِ مُحزناً ومعبراً عن الواقع المر إلا أنه يضحك...وشرُ البلية ما يضحك...
كان يوماً في بداية العام الدراسي من المرحلة الإعدادية الأولى لي...وكعادتي...مشرقة بالتفاؤل والحيوية..وأرفض المظاهر الغريبة المنبثقة عن الثقافة الغربية...وكان هذا هو سبب اختلافي وامتيازي...وبما أننا في بداية المرحلة الإعدادية التي تكثر فيها التقليعات الغربية..والتي تعد من المتطلبات الأساسية لإظهار الذكاء والحنكة لدى الفتاة والشاب أيضاً...كانت منتشرة بطريقة كبيرة وفظيعة وأيضاً مريبة..
جلست بجانب صديقتي التي تعتبر نسخة أخرى مني....ولكن بأسلوب آخر...المهم..دخلت معلمة مادة معينة -لا أحبذ ذكر اسم المادة- وكانت هذه المعلمة على آخر طراز -كما يقال- فكانت من ذوي المكياج الصاخب واللباس الضيق الذي يظهر كل مفاتنها...ومع بعض الإكسسوارات...وطبعاً أهم شيء....الحجاب ذو السنام المرتفع...الذي دائماً ما توصفه جدتي بالتي تضع (طنجرة ضغط) في رأسها...كان دائماً يضحكني وصفها لهن...
بعد تعرف المعلمة علينا...بدأت بسؤال الطالبات بالأمور التي لا تعجبهن في مدرستنا...فقفزت طالبة من المقاعد الأخيرة قائلة: "معلمتي لماذا لا تسمح مديرتنا بلبس (الشال)؟؟" وقد كانت مديرتنا تتشدد في هذه الأمور لمعرفتها بالصرعات الغربية في تزيين الحجاب...لذلك فقد ان ممنوعاً في مدرستنا ويجب ارتداء الحجاب ذو القطعتين..
أجابتها فتاةٌ أخرى: "لمعرفتها الشديدة بصرعاتنا والموضة التي نتبعها...والـ"Puff" الذي نضعه....ومديرتنا من العصر الحجري القديم"....تعالت أصوات الفتيات بالضحك على وصف الفتاة للمديرة بهذا الشكل...وكانت المعلمة من الضاحكات على هذا الوصف الاستهزائي...
أدلت المعلمة برأيها بعد أن استمعت للحوارات التي دارت بين الطالبات: "(فهموني) لماذا تضعن هذا السنام في حجابكن؟؟؟ أليس منظره غريباً ومثيراً قليلاً؟؟؟" استغربت بإجابتها....لكن ما زاد الطين "بلة"...فقد أجابتها فتاة من ذوات الحنكة والبديهة السريعة الخبيثة: "معلمتي...لكنك تضعين مثله؟؟؟ فلماذا تتحدثين عنه بهذه الطريقة؟؟"....أجابتها المعلمة بنظرات تدل على ارتباكها...فأخفض رأسها وقالت: أنتن تعلمن ....الذي يعتاد على الخطأ...لن يستطيع الابتعاد عنه إلا ببطئ....لذلك...أنا عازمة على تصغير سنامي إلى أن يختفي"....ضحكت وشر البلية ما يضحك...وذلك بعد رد الفتاة الخبيثة عليها: " معلمتي....أنت قدوتنا"...!
..لم أستطع الرد على محادثتهن "الغبية فقد رُبطَ لساني...واتسعت عيناي من هول الإجابة "السخيفة" -مع احترامي الشديد للمعلمة وآرائها...وكذلك كانت صديقتي...
لكن مع ملاحتي "لسنام" المعلمة مع الأيام...فوجدته يكبر..بدلاً من أن يصغر...!!أخواتي المعلمات....مع احترامنا الشديد لكن....لكنكن القدوة الأولى لطالباتكن....فكوني قدوة رائعة...لكي لا تحاسبي على تصرفات قد ارتكبتها طالبة من بعدك...!
بقلمي...
-قصة واقعية-
المفضلات