صعدتُ ذاك الجبل مرة كيما اجالس دفتراً لطالما رافقني مع القلم ، لأدع لمخيلتي تنساب ببريقهاجلستُ تحت ظل شجرة كبيرة لربما هي هناك قبل ان تلِدني أمي ، صوت حفيفها يبهرني،مازال يتردد على أذني.
وتسهب في الذكريات الماضية والحاضرة ، -نعم جلبته-مرت سنون لم أذهب إلى القمة..
تناولت الدفتر لأقلب صفحاته عسى ان اجد بداخله ما يشدني إلى ما مضى من ذكرياتيفوجدتُ بأن قلبي لم يدع احداً لم يُحِبه، كم كان فارغاً بدون عاطفة ، وفي الزاوية بجوار الصفحة الفارغة، رسمةُ ذات مرة
قصة مؤلمة ، تتحدث عن طفلة باكية لم تحب التبسم ابداً ، على قول والدتها :"لا يعجبها العجب"
عجيب امرها ، كيف لا يعجبها شيء ! لا بد ان هناك امراً ما لا يروقها لربما في امها تحديدا، لربما لم تكتسب الحنية وتبكيلفقدانها المحبة، صحيح انها طفلة رضيعةلكنني أؤمن بأن الطفل يرى ما لا يراهُ الكبار ، لذا احب رفقتهم واتودد اليهم كثيرا ولا أمل ابداً
لا اعني الذي في عمر ثلاث سنوات بل الرضيع الذي لم يمشي بعداستغرب من البشر ، يقولون :"انا اكره صخبة الاطفال، احبهم فقط وهم نيام"الا يتذكرون انفسهم !! اليس لديهم فكر متمرس ! ليضعوا انفسهم مكان الاطفال حتى توضح الصورة اكثر !!
بحسب ما ارى اذا بكى الطفل في هذا العمر دون الم يرافقه او اي شيء اخر مما يظهر لنا
فهناك شيء لا يعجبه في المنزل ، بين عائلته ، لربما يريد الخروج، او لربما البيت مليء بالمشاحنات
صراخ من هنا وهناك ، وبكاؤه دليل على كرهه لهذه التصرفات،ويخبركم ان ترأفوا بهاسباب شتى لكون الطفل يبكي، فقط علينا ان نتفكر ، نحلل ، نستنتج ، نتعمق بالتفكير
فإن السطحية تولد منا اشخاص سلبيين جدا .عاودت تقليب الصفحات، فوجدت ذكرى عن الماضي منها المؤلمه والمفرحه، فلم يهتز قلبي لأي منها,
لا بد ان الجروح تداوت بعد مرور عقود ، وان عقلي اقتنع ما مضىى قد مضى لن يعود ،
فقط أجرح نفسي بالذكرى ، او اتعب قلبي شوقا ومحبة لِمَ مضى من المفرحة ،
كلاهما صعب عليّ فأجد من القساوة ان اتذكر!!
في غضون مسيرتي بالدفتر وجدت مقولة رسختها منذ زمن " لن اندم على ما مضى فقد رحل وسأطوي الزمن لأبدأ صفحة جديدة تتحدث عن المستقبل ، فلم أعد تلك الضائعة ولم يعُد قلبي مشتت، فـأنا والماضي عملتان مختلفتان حتماً"
إبتسمت للجملة الدفينة ، واغلقته بتنهيدة ارتياح ، وجلتُ بناظري اتأمل الطبيعة والهدوء الذي يثلج الصدر ، وعدتُ ادراجي متفائلة ، مفعمة بالحيوية ، وكأنِ ولدتُ للتو ...
المفضلات