السلامُ عليكُم ورحمة اللهِ وبركاتُه

كيفكُم ؟ .. وكيفكُم مع الله .. أسَألُ الله تعَالى أن تكُونُوا فِي حالٍ يرضَاهُ سُبحانه وتعَالى =) ..


, ,

كبُرتُ يا أمّي .. وانتقلتُ إلَى عالمٍ آخَر ..
عَالمٌ سمّوهُ الجَامِعة ..
عَالمُ أرَى يوميّاً فيهِ فتياتٍ مِن كُل لونٍ وشكل و منطِقة !
مِن كُل خُلقٍ و مِن كُل ديدنٍ ومِن كُل تصرفُات ..

كبُرتُ يَا أمّي ..
ولكننّي فِي نظرهِم طفلةُ برِيئة ! .. فلستُ أملكُ تلكَ الاهتماماتِ الجريئة ..

سمعتُ مُسبقاً عن عالمِ الجَامِعة ..
لكننّي لم أرَ ملامحُه الا قُبيل فترةٍ ليست بِالكبيرة

كبرتُ يَا أمّي ..
لأجِد أنّ الفتَياتِ جميعُهنّ الا - من رحمَ اللهُ -
أحلن دار العِلم الى معرضِ أزياء ..
أخَالُهنّ يذهبن الى " كَوافِيرة " تُسرحُ لهنّ شُعُورهنَ قبل الدَوامِ الصبَاحيّ ..
ام انهنّ قد اكتسبن سِر المِهنة ..

كبُرتُ يا أمّي ..

ورأيتُ أنهنّ يتفنن فِي رسم لوحةٍ على وجُوههنّ المسِكينة ..

يُصبحُ لديّ فُضُول .. لأرى صُورة لإحداهنّ .. قبل وبعد المكياجْ ! !
لا لشيء .. الا لكِي ألعب لُعبة الفُروق السبعة !

أمّي .. حين أرى الوجَه منهُنّ أعجب ..

صبة من كريم الأساس , وعدةُ طبقاتٍ من البُودرة .. وفوقها أحمرُ خُدود
و أحمرُ الشفاه , اما العينان ف تُثقلها العدسات ..
والشعرُ بكل لونٍ وشكل ..
و أما الحواجب يأ أمي .. وما أدراكِ ما الحواجب !!
فهي قصّة أخرى .. تماماً

حُرمَ النمصُ يا أمِي .. فخرجن ب مُوضة " التشقير " ..
أما الان ..
فتشقير بضع شُعيراتٍ أصبحت دقة قديمة ..
اصبحن يشقرن الحاجب بأكمله .. ثُم يرسمن فوقه بالصبغةٍ السوداء شكل الحاجبِ الذي يُردنه ..

أماه .. أقسمُ انهنّ مخدوعاتٍ ان ظنن بأنهُن يزدن جمالاً ..
لهُن أشكالُ مقززة .. يزدن فِي " خُذلان " انفسهنّ من حيث لا يعلمن ..

كأن جبينها مُحترق .. شعرُ اصفر .. رُسم عليه بالاسود او البنّي ..
والله اني اصبحتُ اعجب .. حين أرى فتاةً بِ حاجبيها الطبيعين ..

وأنا أسألُ يا أمّي .. هل هذا هُو الاهتمام الوحيد .. فِي دار علمٍ جمع كُل قاصيةٍ ودانية ! !

,

كبرتُ يا أمي ..
وأصبحتُ أسمعُ المسباتِ الدنيئة , و أعضُ على شفاهِي غيظاً تارة , وألماً تارة
كبرتُ يا أمّي
و انا فِي نظر الجميع مُعقدة ..
فلستُ أحبُ تلك الاشياء التِي يضعُونها على الوجه
ولا أحبُ ان أغير من شكلي
لستُ أسرح شعري بتكلف
ولستُ أستعرضُ لباسِي كُل يوم

كبرتُ يا أمّي
وتعبت و انا ابحثُ عن مجموعة تُشاركنِي الطُموح , تآخِيني في طريقِ الحق ..

لكنّ كُل ما أراه .. لا يزدن عن خمسة فِي العشرين .. او اقل .. ممن هُم محافظات

كبرتُ يا أمِي
لأدخل القاعة كُل يومٍ تصبحني احداهنّ ب صراخ باعت فِيه الرقة والانوثة
و أكحلُ عيني بتلقك القصات المُشابهة للرجال ..
والحواجب التِي شقت طريقها على الجبين ..

هل سمعتِ يا أمِي .. بآخر صيحة في رسم الحواجب ؟
انها صيحة " حواجب الشيطان "

أماهُ لا تفغرِي فاكِ , ان اردتِ ان اقسمَ لكِ ف سأفعل .. هكذا اسمُها

حاجب لا زاويه له .. يشق طريقُه بشكل مستقيم
لستُ أدرِي مالذي يغص قلبي يا أمي
هل هُو اسم الحاجب .. أم من رضيت أن ترسمه ..


كبرتُ يا أمي .. لأعلم ان ملامح الجامعة قبيحة .. لم تُعد دار علمٍ يا امي كما هي دار للفسق
لم تعُد مُريحة ..

في يومٍ يا أمِي اقامت احتفالاً
جلبت المسئولة مُطربة معها رفيقها .. اورغ .. بيانُو .. و رقص .. و " شخلعة "

كبرتُ يا أمّي ..
لم ألبث دخلتُ الجامعة .. وها أنا أسأل .. متى أخرجُ منها ؟

يارب .. الثبات الثبات ..


ملامحُ قبيحة .. وجهُ كالحُ السواد , عينانِ لم تفتئآ تُدنسان من مناظِر الشُذوذ ..

و قرف و غثَيان ..

كبرتُ يا امي وادعُو الله ثباتاً لي و للصالحات .. وهِدايةً وصلاحاً .. للبقية !


لا تنسوا ذكر الله والصلاة على الحبيب
في امانِ الله