وندعو الله أن يبلغنا ..رمضان
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ]
رواه البخاري ومسلم.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان ..
لقوله صلى الله عليه وسلم :
[عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ كَحَجَّةٍ] رواه الترمذي وأبوداود وابن ماجة والدارمي وأحمد.
وندعو الله أن يبلغنا رمضان
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
[ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ] رواه أحمد والدارمي والترمذي وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وندعو الله أن يبلغنا رمضان لأنه شهر القرآن ، وشهر الإنفاق، وشهر المغفرة ، وشهر الذكر، وشهر صلة الأرحام ، وشهر أعمال الخير المتنوعة.
الوقفة الثانية / تهيئة أهل البيت لاستقبال الشهر :
أخي المسلم / أختى المسلمة :
يعجبنا ذلك الحرص منك على أهلك وأبنائك فأنت تنفق على الجميع في موسم المدارس
فتعد لهم ما يحتاجون إليه وفي العيد تجلب لهم الملابس الجديدة
وعند حلول الشتاء تجلب ما يدفئ المنزل والأبدان إضافة إلى حرصك
في توفير المأكل والمشرب فأنت مشكور في هذا كله.
لكن هل أعددت أهلك وأبناءك لاستقبال هذا الشهر؟
بتوفير الكتاب الذي يبين أحكام الصيام .
وتوفير الأشرطة المفيدة فيتعلم آهل البيت من زوجة وابناء وبنات
وخدم ما ينفعهم ويفيدهم ويزيد أيمانهم ويحيي قلوبهم.
الوقفة الثالثة / دورك الإيجابي في الحي والمسجد :
ننا ننتظر منك أيها المسلم الصائم ، دوراً عظيماً ومبادرات إيجابية خلال هذا الشهر تحولك من مسلم عادي
يهتم بخاصة نفسه إلى داعية إلى الله يأخذ بنواصي العباد إلى الله تعالى.
قال الله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت : 33
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم :
[ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ]
رواه البخاري.
أخي المسلم أختى المسلمة :
أنت أعلم بنفسك ،
وأدرى بمواهبك وقدراتك ،
فحرى بك أن تسخر تلك الطاقات والمواهب
في الدعوة إلى الله فان كنت طالب علم فحرى بك أن تساهم بإلقاء كلمة
أو موعظة أو درس علمي تنفع به المصلين وأن كنت حافظا لكتاب الله
أو مجيدا لتلاوته فما أجمل أن تلقن القرآن وتعلمه لكبار السن
أو لأبناء الحي محتسباً الأجر في ذلك :
[خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ] رواه البخاري.
أما أن كنت صاحب موهبة ثقافية ،
أو تحسن استعمال جهاز الكمبيوتر؛
فحرى بك أن تساهم بإعداد المسابقات الثقافية الهادفة
التي تفي بها أهل البيت رجالهم ونساءهم وصغارهم
كما تقوم بكتابة الفوائد والملصقات تذكرة للمصلين :
[ ولَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ] رواه مسلم.
أخي المسلم أختى المسلمة :
ربما تكون لديك أعمال كثيرة تمنعك من المشاركة بنفسك أو ممن جلله الحياء
ومنعه الخجل عن الظهور أمام الناس فهل يصعب عليك تقديم [ورقة عمل]
أو جملة من الاقتراحات والوسائل النافعة مكتوبة مدروسة تحمل أفكارا
قابلة للتنفيذ خلال هذا الشهر المبارك بحيث تكون شاملة لجميع طبقات
المجتمع رجالا ونساء شبابا وشيبا بنات وبنين
فمتى ما قمت بهذا العمل رجونا أن يتحقق فيك
قول نبينا صلى الله عليه وسلم:
[ إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ] رواه الترمذي وأحمد .
أخي المسلم أختى المسلمة :
ربما لا تتوفر فيك ما تقدم من صفات ومواهب حتى تنفع بها أهل حيك أو جماعة مسجدك
لكنك تملك المال فساهم به وانفقه في سبيل الله فتذكر
قوله تعالى : ( وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ) البقرة : 172
واعلم رعاك الله أن مشاريع الخير في شهر رمضان كثيرة متنوعة
فحرى بك أن تكون لك مساهمة في أكثر من عمل خيري فالمئة أو الآلف ريال
التي نويت إنفاقها في باب واحد من أبواب الخير اجعلها في اكثر من مشروع خيري
حتى ينتفع بها كثير من المسلمين، فجزء من ذلك المبلغ تسد به جوعه فقير أو مسكين،
والثاني تكسو به محتاجاً، والثالث تجعله لدعم أنشطة حلقة القرآن في مسجدك... وهكذا،
ولا تنس هذه الآية : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )سبأ : 39
ختاما :
نسأل الله أن يبلغنا رمضان ، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه؛ إيماناً واحتساباً،
وأن يجعله شهر خير على جميع المسلمين آمين.
اللهم بلغنا رمضان ...
المفضلات