الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد،
فإن العلم بالآخرة وما سيحصل فيها من أهوال وكرب، أمر غفل عنه بعض المسلمين، فأصبحوا
ممن يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون، وإن العلم بكرب الصراط هو
من الأمور الهامة الواجب التفكير فيه بجد والوجل من مغبته، إذ لا مفر من ولوجه والمرور عليه،
وقد أقسم الرب جل وعلا أن يورد عباده النار،قال الله تعالى: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً{71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{72})
فورود المسلمين للنار؛ المرور على الجسر بين ظهرانيها، وورود المشركين أن يدخلوها
وتعد مرحلة المرور على هذا الصراط من أخطر الكرب التي سيواجهها المسلم يوم القيامة،
وإن المؤمن لن يهدأ روعه حتى ينجو من هذا الصراط ويتركه وراء ظهره.
وإن السباق الحقيقي والمصيري هو الذي سيكون بين الناس على الصراط،
قال تعالى: (وَلَوْ نَشَاء لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ)،
فمن قطعه سالما فقد نجا من النار إلى الأبد وفاز فوزا عظيما.
فماذا أعددت لهذا الكرب العظيم يا ترى من عمل؟
فالأمر والله جد وليس بالهزل، فهو إما نجاة منه أو سقوط في نار تلظى.
يحتوي هذا الموضوع على أربعة مباحث،
المبحث الأول: تعريف بالصراط و كربه
المبحث الثاني: كرب الإحراق على الصراط و الأعمال المنجية عليه
المبحث الثالث: كرب ظلمة الصراط و الأعمال المنورة له
المبحث الرابع: الذنوب التي تسقط صاحبها في النار






رد مع اقتباس







المفضلات