الحمد لله وحده نستعينه و نستغفره و نعوذ به من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مظل له، و من يظلل فلا هادي له.
و أشهدأن سيدنا و حبيبنا و أسوتنا محمد صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله أرسله بالحق بشيرا بين يدي الساعة.
من يطع الله تعالى و رسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه و لا يضر الله تعالى شيئا . أما بعد :
اليوم إخواني و أخواتي الأكارم أقدم
لكم النسخة الثالثة من موضوع :
لكي نتفقه بإذن الله في بعض الآداب التي تكاد تندثر في آيامنا هذه بسبب الجهل و أيضا عدم المبالاة
و قلة النصح أيضا ً
لمن يريد الإطلاع على النسخة الأولى + الثانية فليتفضل من هنا :
نسأل الله أن يوفقني لما أصبوا إليه من صالح الأعمال التي أود بكل كد أن أقدمها لكم
و الله ولي ذلك
على بركة الله :
بناء المساجد ابتغاء وجه الله :
بناء المساجد من الأعمال العظيمة التي يمكن أن ينجزها بنو آدم خلال حياته و يعتبر بناء المساجد صدقة جارية
إلى حين هدم ذاك المسجد ، و من منا لا يبحث عن الصدقة الجارية
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله، بنى الله له مثله في الجنة ) [ متفق عليه ] .
عدم البيع والشراء فيها :
الكثير من الناس و للآسف يقع في هذا الخطأ العظيم ، حيث يبيع و يشتري داخل المسجد ، المسجد للعبادة و ذكر الله
ليس مكانا لفتح مزاد أو تبادل أطراف الحديث عن التجارة و ما نحوها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله لك . وإذا رأيتم من ينشد ضالة
فقولوا : لا ردها الله عليك ) [الترمذي والنسائي].
الاعتكاف فيها :
الإعتكاف من الأعمال الصالحة و هو إعتناق المسجد لأي فترة كانت بغية الصلاة و ذكر الله و التسبيح و يحق للمسلم
أن يعتكف بأي مدة و قطعها في أي وقت و كان سيد الأمة محمد صلى الله عليه و سلم يعتكف العشر الاواخر
من رمضان و لا يخرج منه إلا بعد صلاة العيد
النوم في المسجد :
أي نعم لا حرج في النوم داخل المساجد هذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه ، لكن في زماننا هذا
صار النوم غير مستحب من البعض ، تجد الواحد يدخل للمسجد ينام من الصبح للظهر أو من العصر إلى المغرب
و المشكلة إن كان بأعداد كبيرة ، حتى أنهم قد يشكلون عائقا ً للمصلي في إتخاذ سترة أو مكان يقيم فيه صلاته
و أيضا ً وجب على النائم الحفاظ على نظافة و ترتيب أفرشة المسجد .
ترتيب الصفوف :
ترتيب الصفوف واجب إخواني ، إذ أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يرتب الصفوف فالرجال أولا ً ثم الأطفال ثم النساء بالآخير
و كان يحث دائما على ترتيب الصفوف و الإستقامة فيها
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي الصفوف
ويقول :
( استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم،
لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام والنُّهَى ) [مسلم ].
وكان صلى الله عليه وسلم يقول :
(سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ) [مسلم].
آداب المسجد الحرام :
للمسجد الحرام آدابا ً أيضا لأن شأنه ليس شأن المساجد العادية و المسلم حين يرى المسجد الحرام يرفع يديه و يقول :
(اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا ومهابة،
وزِدْ مَنْ شَرَّفَه وكرَّمه ممن حجه أو اعتمره تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرَّا ) [الشافعي] .
ثم يقصد إلى الحجر الأسود فيقبله، فإن لم يتمكن أشار إليه بيده، ثم يقف بحذائه ويبدأ في الطواف حول البيت
ولا يصلي تحية المسجد ، فإن تحيته الطواف به .
آداب المسجد النبوي :
المسجد النبوي أيضا شأنه ليس كشأن المساجد العادية ، على المسلم أن يلزم بالوقار و السكينة حين دخول المسجد النبوي
و يستحسن أن يكون متطيبًا، يلبس حسن الثياب، ويدعو بدعاء دخول المسجد ،
ويصلي ركعتين تحية المسجد في الروضة الشريفة
(و هي المكان الذي يقع بين بيت الرسول صلى الله عليه وسلم والمنبر ) .
و يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يتحرك نحو اليمين ويسلم على أبي بكر رضي الله عنه
ثم يتأخر قليلا ويسلم على
عمر رضي الله عنه وبعد ذلك يتوجه إلى القبلة ويدعو بما شاء .
و من الشيء المحزن أن بعض الناس يقبلون الحجرة الشريفة أو يتمسحون بها و هذا خطأ فادح للغاية
و قد نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
( لا تجعلوا قبري عيدًا ) [أبو داود] .
آداب المسجد يوم الجمعة :
ليوم الجمعة آداب تخصها في ما يخص آداب المساجد نذكر منها :
الغسل و التطيب :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر بما استطاع من الطهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب
بيته، ثم يروح إلى المسجد ولا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتب له، ثم ينصت للإمام إذا تكلم إلا غُفِرَ له من الجمعة إلى الجمعة الأخرى ) [البخاري وأحمد] .
الحديث واضح و جلي و لا قول لي بعد قول
الرسول صلى الله عليه و سلم
التبكير في الذهاب إلى المسجد :
قال صلى الله عليه وسلم:
(من اغتسل يوم الجمعة غُسل الجنابة ثم راح
( أي ذهب إلى المسجد )
في الساعة الأولى فكأنما قَرَّب بَدَنَة ( جملا )
ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما
قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذِّكر) [متفق عليه] .
عدم تخطي الرقاب :
تعرضنا لهذا الآدب في الموضوع السابق لكن التذكرة تنفع إن شاء الله
فقد جاء رجل ليصلي الجمعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فتخطى رقاب الناس،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب
على المنبر فقال صلى الله عليه وسلم:
( اجلس فقد آذيت وآنيت ( أي أبطأت وتأخرت ) )
[أبو داود والنسائي وأحمد].
الإنصات أثناء الخُطبة:
الإنصات يوم الجمعة واجب ، حيث على المسلم التدبر في قول الإمام و محاولة مطابقة كلام الإمام على خصال المسلم نفسه
بهذا قد يرى المسلم اخطاؤه و يعتبر و يصلحها إن شاء الله
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة، والإمام يخطب أنصت فقد لغوت ) [ رواه الجماعة ] .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب فهو كالحمار يحمل أسفارًا، والذي يقول له أنصت لا جمعة له )
[ أحمد والبزار والطبراني ] .
بهذا أصل إلى خاتمة الموضوع و سلسلة آداب المساجد
التي رافقتنا لطيلة 3 مواضيع متتالية
نسأل الله أن نطبق ما جاء فيها و على الوجه
الذي يرضاه لنا الله عز و جل
أرجو أن ألقاكم في مواضيع آخرى بإذن الله
تحية طيبة و مباركة إن شاء الله من محبكم
[ اللــيـــث ]
المفضلات