تُدَاعِبُ قَطرَاتُ المَطْرِ وَجهَ الَـأرضِ
تُنَادِي العَالمَ بِأسرِه إلَى حَيْثُ النَقاء وَ الجَمال حَيث الرَوعه حَيثُ رَائِحَةُ الثَرى التي إنتَشى بِهَا الكَون فالمَطْر نَقاءٌ وَ طُهْر يَحْمِلُ كُلَ الـَألوَانِ رُغْمَ أَنَه لَيْسَ لَهُ لَون



فَكُلَمَا جَلستُ أرَاقِبُ وَقع المَطْرِ مِن تِلكَ النَوافِذ إزدَدتُ فِي نَفسِي إِقْتِنَاعاً بِأَن القَادِمَ أَجْمَل .
وَ أَنَّ مَا يُنْبِتُ الَنرجِس وَ اليَاسمِين قَادِرٌ عَلى أَن يَجْلِبَ مَعْهُ أَملَـاً رَائِعَاً, , وَ مَا أن تَلبث أَن تَقع تِلَكَ القَطْرَاتِ عَلى نَافذةَ غُرفَتي حَتى أَقِف لِتَأملِهَـا فَترتَسِمُ عَلى الثَغْرِ إبتِسَامة وَ تَسرِي فِي النَفسِ رَاحة , , فَأنسى هُمومِي وَ تَحِن نَفسِي إلى أيَـام الطفُولَه وَ إلى تِلكَ السَنوات مِن عُمرِي التي قَضيتُهَـا لَـاهِياً عَابِثاً لَـا أَبَهُ إلى رَذاذِ المَطر وَ هُو يتنَاثَرُ فَوق جِسمي , ,




فمَع كُلِ قَطرَةٍ هُنَاك حِكَايه وَ مَع كُل تَرنِيمَة هُنَاك ذِكرَى فَوقْعَهُ الجَمِيل وَ مُوسِيقَاهُ المُذهِلهَ قَادِرَة أَن تَمْحُو عَن أَسمَاعِنَا كُلَّ الكَلَـامِ المَمقُوت وَ تَغْسِل قُلوبِنَا مِن كُلّ حِقد.

المَطَرُ قَادِرٌ عَلى يَمِدُنَا بالَـأملِ , , بالحَياة .


وَ مَع ذِلِكَ أشعُر بأنَ المَطْرَ يَشبِهُنَا فَعِندمَا تَفِيضُ مِنهُ الَـأحزَان وَ يترَاكَمُ عَليهِ الحُطَام يَبدأُ بِالبُكَـاءِ ليُطَهِر الرُوحـ , , فَهُو مِثلي يَتفَنَنُ فِي إخفَاءِ مَشاعِرهِ لِيُسعِد الغَير .


فيَا مَطر الَـأفرَاح قَد شَاقتكَ نَفسي فَعجِـل .