على وترِ الصَبا أشدو ..
فتحملُ ريحهُ الألحان
إلى كوخٍ بعيد راسخٍ في داخلِ الغابة ..
كأن قوامه الماضي يعلق في غدٍ أمَلَه ..
كأن رسوخه في زحمة الأشجار شيخٌ عضَّ إبهامَه ..
تأسى أن غدى أقرانُه صرعى ..
وأرستُه السنون قرينَ أطفالِه ..
على وتر الهوى أشدو وفي وتري
معازفُ لستُ أعرفها وأذكرها
غريبة يومها لكنها في الأمس لم تغْرُب ..
وبين هدوءِ أغنيتي ..
وترديد الحياة لها ..
تعكرُ صفوها زفراتُ أيامي ..
فأصمتُ كاسراً صمتي بثانيةٍ .. وتُكسرُ تلكَ ثانيةً ..
على ذكرى الهوى أشدو وأعرفها
وأسألها فتنكرني
وأقرأها فترهقني
ومن أي الطريق أتيتها ظلت تراوغني
وتحجب سِرَّها عني فلا أجدُ ..
ولكن الهوى شيءٌ
عزيزٌ سترهُ فينا ..
يذوب الصمت من عينٍ
رأت من كان يغنيها ..
فيوقفُ صمتَها بوحٌ
بدمع الحبِّ والفَرَقِ ..
على وترِ الصَبا أشدو وأمنيتي
سويعةُ مغربٍ أغفو فلا أصحو
سوى في كفِّ صاحبتي
يهدهدُ كفُّها صدري فيغسلُه ...
وتُنسيهِ مواجعه ..
فيا ألحاني الحيرى ..
حنانكِ إنها أرضٌ ..
بعيدٌ أن يرافقكِ ..
بها شخصٌ ليرشدكِ ..
فعودي فالهوى وترٌ ..
وصوتُ الريحِ أغنيتي ..
فإن لم تُبلغي صوتي ..
سيُبلغُ صوتيَ الأجلُ ...
المفضلات