برأيي الإسلام ليس محتاجا إلى أي أحد ليدافع عنه فهو دين تكفل الله بحفظه منذ الأزل وذلك بحفظ تعاليمه في كتابه الخالد: {وإنا نحن نزلنا الذكر وإنا
له لحافظون} ونحن من نحتاجه إن شئت الصدق !
لكن فعلا أختي الفاضلة أمر محزن مايحصل الآن ، وشخصيا لا أحمل الشباب المسؤولية لأنهم تائهون وسط هذا الكم الإعلامي الضخم وما يحمل بين طياته من مؤثرات وأفكار هدامة يعجز عن مقاومتها حتى الكبار ، لكن القول الفصل في هذه المسألة هو ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته ــ وقفي هنا طويلا وتأملي حديثه صلى الله عليه وسلم فقد بدأ بالإمام ولي الأمر لأنه يحمل على عاتقه القدر الأكبر من المسؤولية فالدولة هي المسؤول الأول ، وأرى أن مايبثونه الآن من أفكار ورؤى عبر وسائل الإعلام المختلفة خصوصا المرئية منها لأنها الأكثر تأثيرا لا يساعد الشباب أبدا على تذكر دورهم المهم في صناعة ثورة تنتشل هذه الأمة المسكينة من غيابات الجهل والتخلف فالدولة مسؤلة برأيي عن هذه عن هذه الأشياء ؛ لأن حماية المواطنين من مختلف الضغوط والانحرافات السلوكية وإشاعة جو من النظافة الروحية والخلقية والاجتماعية ... وتنمية روح الجدية والشعور بالمسؤولية ... شروط ضرورية لنحصل على مجتمع راقي ومتحضر ... ولا أنظر هنا بمقاييس من يلخص الرقي والتحضر في التقدم التكنلوجي ... أي في جانب العلوم المادية فقط ، فهذا لا يقوله عاقل !
ــ والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ــ هنا يأتي دور الأبوين وهو الأخطر ! فالطفل مثلا يقضي طوال فترة الخمس سنوات الأولى مع أمه وهذا شيئ خطير لأنه في هذه الأثناء تتشكل شخصيته وتصقل مواهبه .. فهي التي تصنع منه رجلا قادرا على تحمل المسؤولية واع بقضايا أمته في المستقبل فيصير كما قال صلى الله عليه وسلم : ــ
والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته .. أو العكس تخرج لنا شباب خاملا همه الوحيد إشباع رغباته ، متواكل على الغير في كل أحواله لا يعرف شيئا غير اللهو والعبث وهذا ينطبق على الإناث أيضا فدور المرأة مهم جدا أكثر من دور الرجل وأعني هنا الأب لكن هذا لا ينفي عنه المسؤولية أيضا ...
ـــ والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته ، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)) . والحديث هذا في صحيح البخاري لمن أراد ان يراجعه .
في الأخير كلنا مسؤولون ومحاسبون كل على قدر مسؤوليته الفارق الوحيد هو أن هناك من سيتحمل مسؤولية ضياع آلاف الشباب وانحرافهم عن الطريق السوي بسبب تبنيه أفكار غريبة عن مجتمعنا متجاهلين خصوصياتنا وقيمنا وثقافتنا العربية الإسلامية العريقة .
قال تعالى : { إن هذا ذكر لك ولقومك وسوف تسألون} ، ويلخص الوضعية كلها ما أثر عن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب : نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .
جزاك الله خيرا على التذكير !
المفضلات