بسم الله الرحمن الرحيم
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
،
لطالما تسألت في نفسي ما سر عشقنا للأمور الغريبة وأرتكاب الأخطاء الواضحة وتكرارها .
لربما هذه مقدمة غريبة لموضوعي عوضا عن العنوان الأغرب لكن الغريب مازال في طريقه إليك..
،
،
ما هي أسهل طريقة لطلب كوب من الشاي؟
.
أنت تجلس تحت هواء المكيف البارد تشاهد أحد برامجك المفضلة ع التلفاز و أشتهيت كوبا من الشاي ولنقل أنك ستطلبه من أختك.
كشخص مثلي متخلف تقنيا! سيصرخ بأعلى صوته مزعجا بذلك خلق الله الذين ينعمون بالهدوء النسبي
و أبح صوتي المسكين مناديا ع أختي في الطابق الثاني لمجرد أنني أريد كوبا من الشاي
هذا وبكل بساطة لأنني متخلف تقنيا!
،
أما المتحضرين (تقنيا!) فسيخرج هاتفه من جيبه ومن ثم سوف يرسل رسالة عبر الأثير لأخته
طالبا كوب الشاي وللعلم فأن أختي ليست في الطابق الثاني أو في أحد الغرف المجاورة
أنها تبعد مسافة خطوات صغيرة ع الأريكة التي بجانبه!!
،
ولا تتعجب من ذلك، فهذا أكثر سهولة و يسر فأنت لن تحتاج آلى تحريك فكك ولسانك وقد تضر أيضا أحبالك الصوتية بالكلام الفارغ وهذا ما لا نريده.. كذلك ما الفائدة من رفع صوتك وإزعاج من حولك
لمجرد أنك تريد كوب من الشاي..لذا الطريقة الأكثر تحضرا أن تطلب عبر جوالك .
،.
ما ورد أعلاه هو نموذج صغير ع أقحامنا للتقنية بشكل خاطئ في حياتنا
لم أكد أصدق ذلك عندما جلست في مجلس شبابي والهدوء يعم المكان والجميع منشغل ع هاتفه (ذكروني بمتابعي البورصة) ولجهلي المفرط بهذه التقنية سألت أحدهم بجانبي عن سر هذا الصمت الغريب ليجيبني
(جميعهم يتحدثون في ما بينهم عبر الشات!)
،
فأنت أذا أردت أن تضحك فكل مع عليك فعله أن تضع رمزا مبتسم
وأذا كنت غاضبا أو منزعجا كل ذلك وأكثر
أذا أردت الحديث الضحك البكاء كل شي
حتى أذا أردت تقبيل رأس والدتك ارسل لها عبر الهاتف وستصل بنكهة تقنية
أنه التطور يا جماعة..
.
.
.
أنه نوع من التحضر الرجعي وكأننا نسقط إلى هاوية التواصل وبث مشاعرنا
لا أعلم ماذا حدث بالضبط ليتحول الناس لهذا الوضع
لا أعلم أي مشاعر مصطنعة أصبحنا نظهرها عبر تلك الهواتف .. أي تواصل مزيف نخدع أنفسنا به
أي متعة نجدها عندما يكو ضحكنا عبارة عن وجه مبتسم وإنزعاجنا يمثل وجه ممتعض
كيف وصل بنا الحال إلي هذا أي تخلف صرنا إليه ألهذه الدرجة أصبحت التقنية دخيلة مشاعرنا
و ياللعجب عندما ينظر إلى من لا يستخدم تلك التقنية (بهذه الطريقة)متخلفا.
،
،
شكرا للتحضر التقني فأنا على إستعداد كامل أن أبح صوتي في المنادة على أختي
وأن أتعب أذناي في الإستماع لإبن عمي
،
لست مستعدا لأن أضحي بأي شيء لأكون متحضرا (تقنيا)
.
.
.
أن أستخدامنا الخاطئ للتقنية.. ضرره لا يقتصرنا علينا وحسب بل على من حولنا أيضا
.
شكرا لهذه المساحة
mp3
رد مع اقتباس



(مزحة طبعا)


المفضلات