{وصية ممن كان هنا}الزَّمَن ..
[ هُـــوَ ]
مندفع , ماض ٍ بلا وقوف ..
لا مجال لاستعادته , حتى لو بُذِل الغالي , و اسْتُغْنِي عن القريب ..
تُكَوِّنه جزيئات صغيرة , لطالما اسْتَهَنَّا بها , و اهملنا ذِكْرَهَـا , و كأنها لاتعنينا , و كأنه لا تربطنا بها أية علاقة !
[ عَـجَـلَة ]
تتحرك جزيئاته بانتظام دونما انقطاع , تُنْقِص من أعمارنا حَرَكَاتُه , حركةً حركةً , لحظة تلو لحظة !
منذ بدء الخليقة , و هي سائرة على هذه الوتيرة الثابتة ..
و رغم ذلك , لم نرجع لأنفسنا , إلا بعد أن أعلنت العجلة آخر حركاتها , و طويت كتبنا , و انقطعت أعمالنا .. فماذا يفيد ذلك ؟
[ غَــفْـلَة ]
تتحرك تلك العجلة الزمانية , و مع كل حركة , يزيد مقدار غفلتنا , مقداراً بمقدار , كما لو كان تنويما مغناطيسياً ..
[ أَثَـــر ]
ها هي ذا آخر حركة , تدث معلنة دخول آخر لحظة , سنةً بعد ذلك , يزول الجسد , و لا أثر !
[ تَجَمُّع ]
هكذا نحن , لا ندرك قيمة صغائر ٍ اجتمعت مع بعضها البغض , و كونت كياناً مُهيباً , وبات كابوساً يهدد الجميع , فكل يقول : العمر طويل , و الزمن كافٍ لفعل ما أهوى , دون حسابٍ حقيقي , و ترتيب منظم لاستغلاله , فيضيع ذاك العمر , و يُفَض تجمع اللحظات !
وَصِيَةُ مَنْ عَاشَ هَذِهِ الحَيَاةِ ...
كائن صامتٌ , هو الوقت ..
و هذا أعظم سبب جعل منه منسياً , بالإضافة لكونه ذا تغير تدريجي , لا يُدْرَك إلا بعد قطع طويل من الدهر ..
وقتنا , هو ببساطة , الزمن المحدد لنا لنكون متواجدين في مسرح الحياة , و هو متفاوت بين شخصية , و أخرى ..
و لأن أعمارنا ذات قِصَر ٍ -يصعب معه استغلاله- , فمن الواجب على كل فرد منا , أن يبرز دوره في هذا المسرح بقوة , و أن يترك تأثيرا على جمهوره .. قوياً لايزول !
تلك القوة , ينبغي اكتسابها من الأهداف السامية , و المقاصد الشريفة , التي تنوي تحقيقها , والتعلق بمجدها في حياتك , وبعدها !
أهدافك تلك , اجعلها عظمى الأسباب لرضى الله عنك , و بقاء ذكرك , و أثرك في ذاك المسرح !
::[ أثر طيب يبقى , خَيْرٌ لك من ذكرِ متملقٍ متلاش ٍ ]::
المفضلات