يتقدم بنا العمر ،تارة يلهبنا اشتياقا للماضي ومرة يرسم على افواهنا ابتسامة الحاضر..
على مسرح الحياة كنت اشدو مع نفسي ،طفلة فما عسايا ان افعل ..
جاءني من وراء الستار طفل يلاعبني ، يتناغم معي ، يضاحكني .. كنت اتعجب لامره فمن هذا الذي
يجرؤ على التحدث معي ، ويمرح ويلهو [لم اعتد في المنزل على تلك التربية فقد كنت حادة الطباع
قاسية القلب رغم صغر سني ]
على غرة عين ايقظ شعورا بداخلي ، جعلني احلق بالفضاء

كان هناك بداخلي شيء لقب بالمحبة ، لم اعتد عليها ، وقد استيقظتْ وكأنها كانت في ثبات،
اصبح قلبي مُتعلقا بذاك الفتى يوما بعد اخر وشهرا يليه شهر وهكذا دواليك حتى تعلقت به كثيرا
انتابني شعور بانه عائلتي اغلى من امي وابي
لم ارى حنانا كهذا قط ، رغم اننا في نفس الجيل ، الا انه امطرني حبا

وعاطفة ، كان همه هذه الطفلة المسكينة ..!
بتصرفه لفت الانظار نحوي وكانه يخبرهم انها "
حبيبتي"
هذا الدفاع وهذه القوة عنده "تبارك الله" ابهرتني فزداد تعلقي به ،
حتى اني كلما شاهدة "المحقق كونان " ارى طفولتي بمقلتي ران ، وكاننا تقمصنا الادوار وبدأنا نعزف
سمفونية البراءه ،
احببته بصدق (نعم) ، لاني طفله ، حرمت مِنَ المحبة ، ومِنَ الحنان .. ومِن كل شيء تأخذه الطفلة من الاب والام
وجدته عنده هو ، انه هبة من الله ، بعثه في طفولتي حتى لا يبقى قلبي قاسيا ، علمني ان لا اكره احدا،
علمني ان اهب الناس المحبة من صغري حتى اني اصبحت مربية للاطفال رغم اني طفلة ، حمدا لله ،
وبعد عبور تلك الطفولة البريئة التي تتزين بهذه القصة ،
عاد ليحيى الحب في اعماقي الدفين ، مرة ايام وسنون جافة ، حانقة ، ابكتني مرارة
، فقد اظهرت لي الايام

ان هذا الحب اعمى ، حب من طرف واحد ، فحرقته وها -انا- اعيش من جديد بقلب قوي مليئ بالايمان
لن ادع اهوائي تسيطر على قلبي المسكين ...
*قصة مضى على حديثها خمسة عشر عاما الا اني شعرت بوخزة من قلم يريد ان ينزف معلنا احداث البداية !! *