سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
كيف حالكم أعزائي أعضاء ورواد مسومس؟
..
كتبت كتابتي هذه بعد إجازة عيد الأضحى ، ولم يتسنّ لي عرضها آنذاك
لكنها أبت أن تكون حبيسة دفتري ، فها أنا أبوح لكم بما يضيّق علي انفاسي كل يوم




كم هو جميل وممتع الجلوس وحدي..!
كم اشتقت إلى لحظات صفاء كهذه !
تفكير لا يقاطعه قاطع .. وقراءة لا يعكرها مزعج وكتابة لا يهاجمها متطفل !
لست مجبرة على الإنصات .. ولا أطالب بالتحدث !
قد لا يشعر بعظم هذه النعمة إلا من رزق زميلات كزميلاتي!
..
ذهبت صباحا إلى ذلك المبنى أجر خطاي جرّا ، وأدفع نفسي إليه دفعا ..!
كنت أعلم المصير الذي ينتظرني .. فيالقسوة قلبي كيف ارتضى أن يلقي بهذه النفس المسكينة إلى حتفها !



(بداية الدراسة وبداية الاستئناف بعد الإجازة) كلتاهما معاناة لا يشعر بها غيري وقلة من الطالبات ..
أتعجب حين أرى معظم الطالبات سعيدات بالحصص الفارغات والتسكع في الممرات ومحادثة الصديقات ربما لأكثر من أربع ساعات !! ولا يفزعهن إلا قول معلمة "سأشرح درسا ياطالبات "!
وكأن هذه المعلمة قد جارت عليهم وظلمتهم وحقَّ اللعب والتسكع سلبتهم !
أما أنا والقلة قليلة ،فندعو الله أن يكثر من أمثال هذه المعلمة الجليلة ..
..
لم أدرس إلا حصة واحدة ! لكني ما استطعت الظفر بدقيقة من الخمس الاخريات !
إذ كنت تلميذة لزميلاتي .. يحدثون علي واستمع
وإن اردت التحدث - غير راغبة في التكلم إنما لإسكاتهم - لا اجد لي مستمع! بل يقاطعونني ويعاودون الثرثرة !
...
كنت وحدي الضحية ولا أدري لماذا ؟؟
ما إن تنوي إحداهن سرد قصة إلا وتسبقها بوَخزة ليدي ثم تتبع حركتها بقولها " اقتربي واسمعي "

حاولت أقناعهم أن علينا أن نصمت كي لا نزعج الآخرين ،فلم يقتنعوا
شجعتهم على خوض تجربة مثيرة بأن نصمت لدقائق ونرى ماذا سيحدث؟ فلم يغامروا أو يتنازلوا !
أخبرتهم أني أعاني من دوار في رأسي فلم يرحموا
فلم تبق عندي إلا فكرة اخيرة بعد ان عجزوا عن فهم لغتي .. وهي ان يحدثهم جسدي
فتذكرت ما قرأت عن لغة الجسد
وتلك الوضعيات المنغلقة ، المنفرة ،التي زعموا أنها تقول دون تصريح منك" لا أشعر بالأمان معك ، ولا استمع لما تقول ، أنا في عالم آخر ..."
فطبقت منها ما ذكرته ..
عقدت ساقَيّ، واحتضنت حقيبتي ، وأسندت وجهي إلى كفي
تاركة لها المجال لتقول نيابة عني ماتشاء
فلا هم نفروا ولا صمتوا !
...
فدعوت بغلّ حينها على كل معلمة مهملة هي السبب في مايحدث لي


هي السبب في اضطراب نفسيتي كل يوم ..
هي التي كرّهت إلىّ المدرسة ..
هي السبب في تخلفي عن غيري
..
كم أكرهها وأتمنى أن تمنع من التعليم .. إن لم تحمل همّ تنشئة هذا الجيل
وآثرت صديقتها أو هاتفها، فكيف تكون معلّمة !
إن لم تجد درسا تشرحه فلتتحدث معنا ، لتنصحنا، أو لتسمع منّا، أو تحاورنا !
ترى أرضا خصبة فتدير لها ظهرها !


ولا يقل كرهي لها عن تلك التي تغرس أرضها صبّارا ، فتكون اول المتأذين من شوكه قبل أن يلحق الضرر بمن يصادفه..
فتعلمنا سوء الخلق تعليما مرئيا
وترينا القوة في الصراخ والفصاحة في الشتائم
والإهمال للمسؤولية، والخيانة للأمانة

وتقودنا إلى الجهل خطوة خطوة

فتخطئ في قراءة القرآن ، وتفتي بغير علم!
بل وتشرح المعلومة شرحا خاطئا مضادا لمعناها الحقيقي

أو تبذل جهدها لتختم على عقولنا
فتقرأ علينا المعلومة مرة ،لا تعيدها إن استعصت
وإنما تطالبنا بحفظها كما هي ، دون أن نفهمها



وبعد كل هذا تمرّ المراقبة لتأخذ أسماء الغائبات لتخصم من درجاتهن!

وقد كان الأجدر بها أن تصرف لهن مكافئات وتكرمهن في الطابور!



يالبى ران