قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 44

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    الصورة الرمزية قصاصات حلم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المـشـــاركــات
    440
    الــــدولــــــــة
    عمان
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Post قصة/ الفـــتــــاة و النيـــلوفــــر




    يحكى أن فتاة تعيش في كوخ صغير في قرية ريفية جميلة وهادئة ~
    كل
    صباح تجتاح الطرق الوعرة و الممرات الضيقة وسط كومة كثيفة من الضباب المُعتِم بمفردها لتشق طريقها إلى المدرسة، حاملة حقيبها المهترئة التي تحمل بضع أقلام و كراسين، إحداهما للمدرسة و الآخر ابتاعته صديقتها لها في يوم مولدها الفائت حينما كانتا عائدتين للمنزل~

    و حينما يحين موعد الغداء، تذهب تحت
    شجرة معمرة تتسلقها و تنظر للشمس الدافئة و الغيوم التي تشبه حلوى القطن المبهرة و التي لم تشاهدها سوى مرة واحدة في حياتها حينما ذهبت لمهرجان في المدينة مع والديها و رافقتهما تلك الصديقة، بعيدة عن إزعاج الأطفال الذين ينعتوها كل يوم بالبائسة، و ألقاب أخرى حتى ما عاد ما يقولونه يهمها ~

    تنزل
    الشمس رويداً من كبد السماء، و يعتدل الجو، في هذا الوقت يهرول كل الأطفال للعب معاً ملطخين ثيابهم بالطين، أو يجلسون للغناء بعشوائية أغان الطفولة بصوت يُزعج تلك الفتاة التي تتجنبهم و تعود للمنزل لتنهي فروضها قبل حلول الظلام #

    بعد العشاء، تجلس عائلتها أمام التلفاز الصغير ذي الألوان الباهتة، في حين أنها تخرج للفناء
    و في يدها قلم مكسور و كراس، تسطر في عالمها الخاص شيئاً لم يره و لن يراه أحد سواها،إذا ما شعرت بعدم الرغبة في الكتابة، تذهب للسقف و تتأمل
    السماء، حتى يحين موعد النوم فتهرع إلى الفراش ~



    ينام الجميع، و تبقى هي مستيقظة، و حينما ينتصف الليل، تتسلل بخفة من فراشها إلى الخارج، و في إحدى يديها شمعة صغيرة، والأخرى تمسك بالقلم و الكراس نفسه!!

    تمضي و من حولها يراعات مضيئة، تزين طريقها و ترقص لها على أنغام يعزفها صرار الليل، تستمر في المشي بلا خوف أو تردد نحو بركة ساكنة مياهها راكدة~

    تطفئ شمعتها الواهنة رغم أن
    البدر يحجبه السحاب، و تتأمل زهرة نيلوفر البيضاء القابعة بعيدة عن زهور النيلوفر الأخرى، و التي تعد الأقرب إلى ناظري الفتاة الصامتة~

    تتأمل الفتاة زهرتها المفضلة و تقول:
    " أتعلمين؟! أنت جميلة حينما تكونين نائمة، تذكرينني بالأوقات الرائعة التي قضيتها مع..."

    لم تكمل، إذ شقت الدموع طريقها عبر خديها المتوردتين:
    " هل سترحلين قريباً؟! أرجوكِ إبقي معي أكثر، إني وحيدة بعد أن رحلت صديقتي إلى المدينة، ما عدت أعرف أين هي؟ اختفت في هذا العالم الكبير جداً"

    توقفت قليلاً و تأملت
    الزهرة ثم فكرت:
    " كلانا وحيدتان، فرغم وجود الناس من حولي فإني لا أحتك بهم، أخاف أن يرحلوا... الأمر مشابه بالنسبة لك، وحيدة رغم تواجد زهور النيلوفر في الجوار... "





    ظهر البدر من جديد إثر انسحاب السحاب من طريقه ليضيء المكان ببريقه، نظرت الفتاة للبدر مطولاً و تأملته و من ثم لزهرتها، مسحت دمعها و هي تردد:
    " ليس علي البكاء، ستعودين إليّ، و ستزهرين من جديد عما قريب، لتنعمي في سباتك بينما أواجه قسوة الحياة بقوة، سأمضي، فلأي شيء أكترث؟! سأخطو للأمام مهما كان طريقي وعراً..."

    نهضت من مكانها و عادت لكوخها الدافئ لتنعم بنوم عميق فغداً يوم حافل تعزِم فيه التغيير ~




    للقصة تتمة ~






    التعديل الأخير تم بواسطة قصاصات حلم ; 27-11-2014 الساعة 05:37 PM

  2. الأعضاء الذين يشكرون قصاصات حلم على هذا الموضوع:


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...