الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وبعد ..
هذه محاضرة قيمة ومفيدة للدكتور : طارق بن علي الحبيب .. متوفرة عندي في كتيب منذ ثلاث سنوات
وهي بعنوان < نحو نفس مطمئنة واثقة > وإليكم شيئا ً منها ..
النفس + الجسد + الروح = معادلة الانسان
إن الله سبحانه وتعالى حينما خلق الانسان , خلق فيه النفس والجسد والروح
وماكان للنفس أن تستقر حقيقة الاستقرار إن لم تطمئن الروح ... وماكان لنفس أن تستقر أيضا
حقيقة الاستقرار إذا كان البدن معنى ً بعلل يمكن علاجها ولم يستطع أن يتعامل معها ..
فلو أن القمر تقدم قليلا أو أن الشمس تأخرت قليلا , أو أن الأرض قد حادت ذات اليمين أو ذات الشمال
فإن هذه المنظومة ولاشك ستضطرب !!
كذلك الانسان : في جسده ونفسه وروحه إن لم تتناسق وتتناغم مع بعضها البعض فإن هذا
الكيان البشري سيضطرب !!
وعندما نتكلم عن النفس : نعني ماهية هذه النفس ورغباتها وعلاقتها بذاتها والآخرين ..
وعندما نتكلم عن الروح نعني علاقة الفرد بربه جل وعلا ... فالله سبحانه قد خلق النفس والروح والجسد
ولكي يستقر الانسان ويطمئن فيجب أولا : أن يتم الاشباع الحقيقي لكل من هذه الأركان الثلاثة ..
والشرط الآخر : يجب أن يتناسق هذا الاشباع مع بعضه البعض .. حتى يتحقق تمام الاستقرار
ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في تربيته للصحابة يقوي الايمان في قلوبهم وحسب وإنما كان يبني
أنفسا ً بشرية قادرة على العطاء ... قادرة على التحمل حتى لو اختل ركن من هذه الاركان شيئا ً ما ..
ولن تستقر النفس إن لم تطمئن الروح وحينما نقول تطمئن الروح لاندعو إلى دين سلوكي يمارسه الأفراد
إنما ندعوا إلى الدين بجوانبه الثلاثة ...
الجانب السلوكي : ثلاث ركعات في المغرب ...
الجانب المعرفي : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر "
الجانب الإنفعالي : ذلك الشوق والحب والرغبة الملحة ... " ورجل قلبه معلق بالمساجد " يشتاق إليه
متعلق به قلبه يحبه بلا كسل ولاملل ولهذا كان التكاسل آية من آيات النفاق كما قال تعالى :
" وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى "
وفي الصراحة تكون الراحة
لن تستقر النفس إن لم تنطق عن ذاتها !
لن تستقر النفس إن لم تُعبر ن مكنوناتها !
__________________________________
كيف تكون تزكية النفس
التزكية ليست فقط بالأعمال الصالحة وإنما بالأخلاق الكريمة السامية فتجتمع الأخلاق بأوامر الدين
في هذه المنظومة المتكاملة وهذا هو لب الطرح الاسلامي الذي أراده الله في هذه الحياة ..
لن تستقر النفس حقيقة الاستقرار حتى نُحقق فيها معنى التزكية ..
[ قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ]
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في ذلك ( زكاها : أي طهر نفسه من الذنوب , ونقاها من العيوب ,
ورقاها بطاعة الله , وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح )
إذن نحن نحتاج أن نفهم ذواتنا ... وإذا أردنا أن نفهم الذات فنحتاج أن نعرف :
مامفهوم الذات ؟؟
________________________
كيف يكون الحوار مع الذات
ينحصر في جزئيتين أساسيتين ..
الأولى : العمل بجدية على تحديد القيم التي تمثل ذاتي ... مالذي أحبه ؟ ومالذي أكرهه ؟
أحدد القيم التي تمثل طبيعتي فيتحقق لدي احترام النفس وكل انسان له طريقة نظر في الحياة ..
إذا ... نحتاج إلى فهم منهج تصورنا الشخصي .. لاأقول نُغير طريقتنا في تصور الأحداث بل أفهم أولا
طريقتي التقييمة الخاصة ..
لي طريقة معينة .. أتوافق معها إن كانت صحيحة وأصححها إن كانت خاطئة ..
إن لم تكن خاطئة فليس من الضروري أن أتوافق مع غيري فلكل انسان ميول مختلفة عن غيره ..
أعرفها ... أدركها ... أتفاهم معها , ومن خلال ذلك أنطلق في هذه الحياة ..
الطريقة الثانية في التحاور مع الذات : أن تكون رفيقا ولطيفا مع ذاتك ..
____________________________
نفس غير واثقة
كيف أعرف نفسي واثقة أو غير واثقة ..؟؟
_______________________
نفس واثقة
كيف تكون علامات الثقة بالنفس !!
أن يكون لدي طمأنينة داخلية توافق بين مشاعر الانسان وسلوكه وأفكاره فلا يحدث التناقض بين الثلاثة
فأي فكرة عندي تصل حد القناعة تتفاعل مشاعري معها فتنزل على أرض الواقع سلوكا أحيا به ..
سؤال : هل نرفض الإيثار ؟؟ .. طبعا لا
الإيثار
هو أن تُعطي وأنت قادر على المنع ..
والتواضع : أن تتنازل وأنت قادر على عدم التنازل ..
لكن أن تعطي وأنت لاتريد ولكنك تضطر فقط لأن نفسك لاتستطيع أن تعبر عن أفكارك فهذا ليس بالعطاء
وإنما هو قصور وعجز وضعف ..
النفس المطمئنة هي التي تعبر عن أفكارها بوضوح ولايعني أن يتم هذا في ضجيج ..
الانسان الهادئ هو القوي والواثق في العادة يكون هادئا ً ..
انظروا إلى البحار والمحيطات تجدوها راكدة هادئة وفي قاعها اللؤلؤ والمرجان ..
والأنهار تسير بقوة ومع ذلك فهي ضحلة المياه وتفتقر لخيرات ونعم المحيطات ..
التعبير بلباقة مع الوضوح أمر مطلوب والطلب والرفض بأسلوب لبق بحيث تستوي كلمة نعم ..
وكلمة لا في حياتك أمر مطلوب ..
انها طريقة مهمة لتربية ذاتك لتكون قادرا على التواصل مع الاخرين ..
[ اللهم أحيينا كرماء سعداء , واقبضنا إليك شهداء ]
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..



رد مع اقتباس


المفضلات